يا الله رحماك بالأطفال الرُّضع
والصبيانِ المُزَّع
والشيوخ الرُّكع
فالبرد يقتلهم
ولا ناصر لهم إلا أنت .

كوب " الشاي " ساخنٌ بدرجة الصَّباح الشقيّ
ولمحة النسيم تنساب بين أنامل الصَّحو
والرأس في تضاربٍ معلول
يدفع عنّي القلم
ويرسمني في المدى السادح
طفلا ً وعجوزا ً كيفما اتفقَ للبدء الغناء

على التأويل الذي ينصبّ في عقليَّة ذاهبة
يغسله الحُزن ذات مفرّ حيثُ لا مفرّ
يتسقلّ عاصمة أكوانه الثَكلى
وحيدا ً يهوي في تباريح حالمة
يكتب صًورا ً لألوفِ وجهه العابر خلف قيثارة
اوتارها ساحبة
رأسها مقطوع .

في الصّميم كان لي حنين بعيد
يأخذ مأخذ الهرولة
يؤرّق مضجع النَّوى بحزمه
ويتفشّى في الصّدى
مع الفراغ
مع انصاف الأشياء
حتّى مع المغيب الذي يلازم ظِلّى
كوجه سقط من صوبٍ مرتفع يأتي يمارس الضياع
يمارسني كاللَّهو المختنق في ضراوة الأنفاس

وأنا أسير إلى مطلع شمسٍ لا تجدّد العهد مع الليل الكئيب
أباشر سطوة الإنفراد بمعقل مجنون
وأميل إلى شجرة العمر خريفيا ً
أسقط من الدوائر المغلقة في الأجواء
وأركض البكاء وتفاصيل صمتٍ حاذق الحُزن
فلا تتوقف في مدارجي الكلمات
ولا عينيّ ذاك الحنين القاضب لبّ عباراتي

دعني يا قلم العثرة في العثرة
اسقط إلى المدى سقوط الأبرياء
علّنا ننجب صمتا ً أقوى من كلّ الكلام .

صباح المطر الرقيق يبسم عند ضواحي الأكمات
يكتب الفرح بين ثنايا الانثيال القلبيّ
يبهج العبرة المخنوقة
ويؤدي تحيَّة السعادة لقلوبكم الطَّيبة


صباحكم أملٌ محقَّق .