![]() |
ليتني كنت شيئا .. و لكنني لم اكن لا عليكِ يا غاليتي .. فـ لقد تعودتُ الألم جل ما تتمناه جبلتي الخرعة .. هو روحا جديدة تدب فيها الأمل و ترأب صدعا في رأسي ينزف جنونا .. فـ تسد ما انثلم جل ما يتمناه قلبي .. أن يراك ثانية .. ريشة تطفو في سماء عالم جميل فـ لقد كنتِ لي .. و كنتِ .. و كنتِ .. و ما يؤلمني حقا .. هو أنني .. لم أكن |
( 1 )
أكادُ أرى التّبعثر على السّرير، وأرى الأنامل، وهي تزيح خصلات الشّعر من على الخد الأسيل !! أكادُ أعد الأنفاس، والآهات، وأرقب النّظرات، وألمس تلك الحيرة التي تجزؤكِ بين ماضٍ، وحاضر أنتِ لا تعلمين كيف سينتهي به المطاف !! لعناتي تغشى ذلك البغل ال يشبه عَقْعَق على ظهر غزال في أدغال أفريقيا !! لا يعرف !! لا يعلم !! لا يشعر !! لا يتأنسن !! أكادُ أرتشف فنجان القهوة الّذي تعدينه بمشاطرة الأحلام بذلك الطّيف المسافر في أروقة الغيب !! هكذا مولانا يقرأ طالعها الجميل !! ( 2 ) مولانا ما أنفك يحدثنا عن الأخلاق الحميدة، والمُدن الفاضلة الخالية من النساء !! مولانا يعرف الشّيطان أكثر منا، لكنه في كل حين يلعن الشّيطان في مسامعنا !! ينسى المنبر في حضرتها !! يتلمظ شفتيه !! يفرك يديه !! يمسح على لحيته المباركة تارة، وأخرى يُراقص حاجبيه كما لو أنهما ماريونيت بين بنانها !! بالله عليك يا مولانا ! دعنا نتقاسم الشيطان، فالعدل أساس المنابر !! |
؛
مَنْ يُحبّك إِنْ غَضِبَ مِنك سَيضربُ رأسهُ في جِدارك. |
لا أراني.. عندما تعكسني الأشياء..
كأنني ضوء ينزلق على الأسطح.. عصي الدوران.. تراه.. لا تلمسه.. تحسه.. كما الحدس الغريب.. و يتجسد أمامك ككابوس.. لا.. لستُ أنا..! |
- تتزاحم الاصوات في رأسي .. - فـ ادرك انني لازلت على ما يرام.. - فـ لولاها ما كنت قادرا على التفكير .. - اعجبتني هذه الحكمة .. من منكم قالها ؟؟ .. |
اعيش مع جنوني في سلام نفسي مدهش .. فـ يتوافق جنون عظمتي مع ادراكي لمدي ضعفي و تفاهتي .. و تتآلف الشياطين و الملائكة بداخلي .. و يتبادلون الادوار فـ تترقرق من رأسي انهار النعيم او يستعر فيه الجحيم لا يهمني حقا إن كان كل هذا الكون مخلوقا لأجلي .. او كنتُ انا مخلوقا لأجله .. المهم هو انني هنا و هذه هي قصتي .. اكتبها بنفسي و لـ نفسي و اسطر صفحاتها يوما بعد يوم .. انا مرآة هذا الكون .. لـ يرى نفسه في عيوني انا هو الخير و الشر .. و ضميري اله يسكن صدري و بهذا قد اكون -انا- كل شيء .. او اللاشيء بعينه |
اقتباس:
لا يهم يا صديقي أن يتقوقع هذا الكون في داخلك، أو أن تتبعثر أنت في هذا الكون . المهم هو أن يكون هذا الكون امرأةً جميلة لها شمس، وقمر يضيئان خلواتك، ولها كوكبان يتبادلان يديك، ويخرسان شفتيك، ولها خرائط، وهضاب، ومنحدرات تسافر عليها قوافل الجنون !! حينذاك أضمن لك أن تنتهي الشّياطين، وتسود الملائكة، وأن يكون كل شيء جميلاً، ومعقولاً، ومنطقياً . |
يبدو يا سيدتي أنكِ قد بلغتِ من العمر عتّيا !!
يبدو إن الدّهر قد أكل من لحمكِ ما أكل، وشربَ من عطركِ ما شرب، واصبحتِ عجوزاً شمطاء بربع ذاكرة، ورؤية خافتة، ورجل ثالثة ( عصا ) !! يبدو أن عينيكِ تبدوان كما لو أنهما صحاري، وقفار !! ليس فيهما غير الجدب، والظمأ، وريح السّمائم !! يبدو أن خدّيكِ اضحت أخاديد، ونتوءات كما لو أنهما خرائط نيفادا لا شيء فيهما غير الهجير، وعواء الذئاب الجائعة !! يبدو أن شفتيكِ يابستان جافتان منفطرتان كما لو أنهما جلد أفعى خلعته بين الصّخور، ويبدو أن نهديكِ مترهلان كما نهدي جنيّة مدّتهما من تحت الباب لترضع صغارها في الغرفة الثّانية !! |
الساعة الآن 09:26 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.