رشاد العسال |
01-29-2018 11:49 AM |
كعادتها جدتي تتقن الحكايا كما تتقن تجاعيد وجهها خطوط الزمن.. تدمن الحكايا كما يدمن القمر فضح الظلام.. جدتي ما زال في عينيها بقايا ضوء تستطيع من خلال تلك البقايا تحديد ملامح وجهي.. ما زالت في جمجمتها ذاكرة حاضرة.. تحدثني عن الغابرين العابرين للتاريخ.. تحدثني عن عنترة، والزير سالم، وعن فنون الرجولة، وشرف المواجهة.. تقول لي إن أولئك الرجال، وعصرهم لا يمارسون غدر الجبناء، ولا يعرفون الخيانة.. أقول لها : يا جدتي كثيرا ما ترددين لي نفس الحكايا.. العالم يا جدتي تغير، وحتى مفاهيم الرجولة أيضاً تغيرت!!!، فتحدق في وجهي للحظات مبتسمة، ثم تغمض عينيها ملتحفة بجفنيها عبق ماضٍ يعشش في جمجمتها المائلة إلى شكل موميا ناطقة.. حفظ الله جدتي، وأحسن الله لها الخاتمة.
|