إلا طلال يا ودِيع إلا طلال .
لنسأل سؤالاً آخر : مِن غير صوتِه يأتيكَ بـ ( آه ) ما قبل تدرين رطبةً حنونَة ؟ أقصد من غير صوْتِه في بذله اليسِير يجعلُك تُحس بخطاه على الجفن و الجبين ؟
ومن يأتيك كتربيتةٍ دافئة ينطق بـ ( لا باس ) ؟

السبت : ( 1:40 ) م
عطلة نهاية الأسبوع ، نمتُ متأخرَة البارحة هادفةً أن يسرقني النوم اليوم لأطول مُدة مُمكنة ، صحوتُ برنين الهاتف .. أمي ( هل أنتِ بخير ؟ ) ، أحياناً أفقد نفسِي للدرجة التي أفقِدُ الناس معي .. نفسي ، لا زَال اليوم في أولِه ، كثافَة الحر تزدَاد .. و أنا أفرغُ من كل شيءٍ لأجدني فجأة في المكتبَة دُون حاجَة ، ولي قلبٌ فالحٌ أحسُ أنه عالياً بعيداً عني .. ذلك لأن الحياة جعلت مني أثراً طفيفاً في أنفس الناس ، العاملة في القهوة تضحك لي مُجدداً و تُكرر طلبي ( how are you today ? I didn't see you for a while ...... Oh, tall hot chocolate? Ha ) .. ابتسم و أحمل نفسي لغرفة الدراسة وحدي ، و "وحدي" تلك الأصدق .. و الباقِية لعيش بقية اليوم .

ومن غيره ياوديع ..
ومن غير طلال في ( الله يعلم ) ..
يُمهّد للبكاء .. يُهيّئك ويُخبرك ويُنبهك بأنه سيُغنّي بلسانك لقلبك لروحك لحُبّك البعيد .. يُخبرك بكل ذلك بمحاكاة ريشته ومحاكاة قلبك بتقاسيمٍ مُرتجلة وحزينة ..
ويعترف عنك ( الله يعلم إني حاولت .... ) ليكمل اعترافاتك في مقطعه الأول ,
و يربت بحنيّة على كتفك
ويهمس لك ( لاباس يالقلب الشجاع .. ضاع الأمل .. )
بمواساةٍ عجيبة وحنيّة في هذا المقطع .
ويُخبرهم بلسانك بحزنٍ يُشبهنا .. يُشبهنا في نهاياتنا ..
( جرّحي ثم ابعدي .... )

وهذا الصباح ياطلال :
كُنت مُخطئاً ولا زلـت .

,,
اشتمني ياوديع كثيراً .. استحق جداً .. وادعي عليّا كمان ..
ولا تسأل ليش .