اقتباس:
طبيعي جدًا أن نقول أن الإسلام يتصادم مع الليبرالية خاصة إذا ما أخذنا بفردانية الشخص و حقه في الإعتقاد بما يُريد ( حرية المعتقد ) لكن الغير طبيعي بالموضوع مطلقًا أن تقول أن الإسلام يدعو للتفكّر و التأمل كأنك تجب تقريرك أعلاه ! طالما الإسلام يدعو للتأمل و التفكّر و استنطاق مابين السطور لا الإكتفاء بعبادة النصوص و نقلها فقط ، ما المانع من أن نحاول أن نقرأ إمكانية هذا الإسلام لاستيعاب الليبرالية ، خاصة إذا ما أخذنا بالفقه المقاصدي لدي أمثلة كثيرة سأوردها بإذن الله عن احتمالية الليبرالية في الإسلام .. اقتباس:
كتبت جزء من القيود في ردي على الأخ أكرم أحيلك إليه و بالتالي لو عدتِ هنالك قيود ستذكر أيضًا .. |
اقتباس:
- دعنا من المشتركات بين الليبرالية و الإسلام ، لأن حتى المشتركات بينهما قد تكون بالنوع لكنها تختلف بالدرجة ، فمثلاً الحرية بالإسلام مشروعة و هي القيمة العُليا للمرء لكي يتحرر من كل عبودية لغير الله و رأيت الأغلب ممن ردوا هنا يدهشون و يسألون أي قيود هي التي يفرضها الإسلام ؟ كيف ترتضون بمبادئ وضعية و الإسلام قد أرسى كل الأنظمة السابقة و اللاحقة ؟.. من منطلق هذا القول تقرر أن نبحث معهم حول هذه الشعارات لكن الغريب بالموضوع أنهم يأنفون كثيرًا ، ليس هنا فقط ، بل في مواقع كثيرة ، كثر هم الذين سبق و أن قالوا الإسلام صالح لكل مكان و زمان و ما أن نكتب عن محاولة احتواء الإسلام لليبرالية مثلاً إلا و قالوا بأنهما لا يحتملان و لن يتجانسا على الإطلاق .. مع العلم أن الليبرالية تكفل لي كمسلمة أن أمارس حقوقي وفق ما أشاء ، بينما الإسلام كعقيدة لا يمنحني ما أريد إلا بشرط أن أعتمد المقاصدية أو التقدمية بالفقه .. ثمة ملحوظات سأكتبها : - الليبرالية جاءت للثورة على التعاليم الكنسية التي سادت آنذاك ، و لأن الدين القروسطي يناهض الحرية و يريد الناس جهلة أغبياء تابعين كان لابد من هذه الثورة التي تبلورت بعصور النهضة و الانوار ، ظلم كبير و خرافة أكبر لو ربطنا بين القرون القروسطية المسيحية و بين الإسلام بأي أزمانه ، و الظلم الأكبر أن نطالب بليبرالية كما ليبرالية الغرب الـ ' فل اوبشن " ، فنحن نصطدم بثقافة مرجعية تتكون من الدين و المجتمع و الأعراف، و لأن الدين جاء و حطّم المجتمع الجاهلي و بالتالي بعض أعرافه ، هذه إشارة لمشروعية تحطيم المجتمع الرجعي و التخلي عن أعرافه اللا مجدية ... لكن يبقى الدين تابو محظور .. و رغم ذلك أثق أنا شخصيًا أن الليبرالية و الإسلام ـ قد ـ و أقول قد يجتمعان لو تحدثنا من منظور الإسلام التقدمي التنويري .. كما في مؤسسة الأزهر مثلا رغم ما يأتيها من نعوت إيجابية و سلبية من البعض .. أما أن نقول بأن نجمع بين الإسلام المتشدد و بين الليبرالية فهذه لا و لن تأت لأن من من أهم مبادئ الليبرالية المساواة و الحرية ، و هذه تنتفي بالإسلام بين الرجل و المرأة ، المسلم و الغير مسلم ، القرشي و الغير قرشي وووو، بغض النظر عن تفاسير المفكرين المتقدمين و الآخذين بالفقه المقاصدي ... - هذه ملحوظة مهمة جدًا ، و هي أن الليبرالية الإسلامية تتشابه كثيرًا مع الليبرالية الأجنبية في أن الأولى تجعل هنالك محظورات يعاقب من يقترب منها و كذلك الثانية ، على سبيل المثال فمحاكمة الكتّاب و المفكرين و مصادرة مؤلفاتهم كما في قائمة كتّاب روز اليوسف في فترة مضت ، هي نفسها المحاكمة التي تفرضها فرنسا و أميركا مثلا على من يتطرق لمحرقة الهولوكوست ، هل تلحظون ذلك ؟ المنع يأتي لتقدير الضرر الواقع على المجتمع ، و الليبرالية لا تعني التجرد بالحرية بلا مسؤولية ، بل أن الحرية مسؤولية ، و لابد من بعض الضوابط ليستقيم النظام ! أيضًا تحريم الزنا بالإسلام يقابله تحريم الجنس المدفوع في فرنسا و تحريم القمار في أميركا ، و كذلك حقوق المثليين في ألمانيا التي لم يأخذوها إلا قبل 12 سنة أو أكثر أو اقل بقليل ـ لست أكيدة من المدة بالضبط ـ فلا للمقارنة بين ليبراليتنا ـ أم ريالين ـ اللي ما عرفناها إلا بعد أحداث 11-9 ، و بين الليبرالية الغربية اللي لها قرون و سنوات طووويلة جدًا و رغم ذلك للتو تخلصت من تابوهات معيّنة زي اللي ذكرت ... سلم الحضارة لابد لنا من عبوره درجة درجة أما القفز بصورة هائلة من البداية للقمة مبشّر بالسقوط العاجل ، و نستبشر بعصور تنويرية للأجيال القادمة ، لو أني ما أظنه طالما اعتبرت المرجعية السلفية الوهابية هي الصح و الباقي غلط (: أوربا مكثت سنوات و سنوات بل قرونا و للتو تخلصت من قوانين معيّنة استمدتها من الدين كما رفض المثلية و الجنس المدفوع و القمار ، لم اللوم على الإسلام فقط و على الليبرالية الإسلامية !؟ هذا مع العلم أنها حديثة عهد لا تزال . - الإسلام دين ثري جدًا و القرآن حمّال أوجه كما قال الإمام علي رضي الله عنه ، فيه نصوص تصادر حرية الآخر بالمعتقد ـ اتكلم عن حرية الإعتقاد هنا ـ و في المقابل فيه نصوص تعطي الآخر الحرية في اعتقاد ما يريد ، السنّة تُعزّز الدليل الذي يأخذ بمصالحها الآنية آنذاك كما في حروب المرتدين و استشهادهم بحديثه صلى الله عليه و سلم " من بدل دينه فاقتلوه " و نواحي هذا الحديث سياسية صرفة ، بحيث أن الإسلام آنذاك بمثابة الهوية الوطنية ، و تبديله يعتبر جريمة و خيانة للوطن و للدين ، يعني زي السعودي اللي بالحرب ترك السعودية و راح يدافع مع الحوثيين ، وش مصيره ذا ، أكيد القتل ، و الخيانات الوطنية بكل الحضارات و الدول لا نهاية لها إلا المقصلة أو السيف ... الإسلام دين صالح لكل مكان و زمان و يتسع لـ الليبرالية ، على النحو الفردي أكثر ، اي أنني أستطيع أن أتبنى هذا النهج و أتعامل به على الصعيد الفردي , و أحترم للآخر ما يريد ، لكن المأسسة السلطوية و إن احترمت لي ذلك إلا أنها لن تتعامل معي بذات التعامل لأنها ستملي علي بروتوكلات معيّنة مثلاً إسلامنا السلفي مطلّع تعميم من وزارة الداخلية البنت ممنووع تروح أي مطعم بدون محرم و هذا تعدّي صريح على حقي الفردي ، كإنسانة مواطنة سعودية _ يقول الكثيرون أننا في مرحلة تنظير ليبرالي و لم نصل بعد للتطبيق ، لا أدري هل المقصد هنا ، الإشارة لعدم التخلص من سيطرة العادات و التقاليد حتى على عقلية الليبرالي أو المتبني هذا الفكر الليبرالي ؟ ربما ، لكن أوربا معقل الليبرالية مكثت سنوات تنظّر و بعد ذلك بدأت بالتطبيق ، اين الخلل في ذلك ؟ أعجب ممن يسطّح التنظير و يقول أن الليبرالية لا تتجاوز التنظير و يستشهد بحركات الدول العربية المجاورة التي طبقت الليبرالية ، بالنسبة لي لم أُبصر ليبرالية حقّة في عوالمنا الثالثية هذه ، فأي دعوة هي التي يقصدون ؟ أو تكون تونس العلمانية ؟ حسنًا ، و ماذا تنفع العلمانية إذا كانت مستبّدة !؟ ثمارها هاقد أوكلت و بادت .. _ أرى بأن الأخوين علي السعد و أكرم التلاوي مالا عن صلب الموضوع و بدأ كل منهما يستعرض مساوئ الطرف الآخر ، فأن تعرض مساوئ الإسلاميون أو مساؤى الليبراليون مع أن الأمثلة التي جاء بها أكرم لا دخل لليبرالية بها لامن بعيد و لا من قريب ، على العكس أغلب أهل اليسار و معتنقي الفكر الليبرالي كانوا معادين لحرب بوش مثلا أو تسلط فرنسا بحظر النقاب و التضييق على المسلمين و من أكثر المؤيدين لبناء المسجد في المنطقة الصفرية ( محل مركز التجارة العالمي ) ، نريد أن نقرب بين الإسلام العقائدي و الليبرالية الفكر ، لا نريد أن يتنافرا بسبب استعراض أسوا ما صدر ممن يُعتقد بأنه يمّثل هذا التيار أو ذاك .. :34: |
اقتباس:
ثق يا علي أن الحرية في أبعاد متسعة الأفق جداً , ولكن للأسف أن الكثير منّا لا يُحسن استخدامها وتجد الإدارة أحياناً مُجبرة على الحذف لعدم التزام الأشخاص بالحرية دون الاساءة للآخرين , لاحظ أن النقاش بيني وبينك دام يومين ولم يتم حذف أي ردود أبداً في هذا المتصفح والسبب أن الحوار كان هادئاً جداً , ولاحظ رغم أن الحوار بين عضوين وليس حوار مع صاحب النقاش لم يتم التعرض له ولن يتم ذلك لطالما أن طرفي النقاش هادئان ولا يسيئان لبعضهما البعض أو لطرف ثالث . أما بخصوص القصيدة التي ذكرتها فثق أنها ضمن حديث الإدارة ولن يكون هناك إلا ما يُرضي الجميع بإذن الله تشرفت بالحوار معك ولك جزيل الشكر على اسلوبك الأنيق مساؤك ورد ولا أنسى أن أشكر الكريمة سميراميس ( أتعب وأنا أكتب إسمكhttp://ab33ad.com/vb/images/icons/icon10.gif ) على فتح هذا النقاش وأن تعذرنا على التداخلات http://ab33ad.com/vb/images/icons/icon12.gif مساؤك رضى |
اقتباس:
أهلاً بك يا سميراميس صدقيني أنا لم أفعل ذلك إلا لأبيّن الخلل الذي وقع فيه أخي علي فهو يخلط بين النص الإسلامي وبين من يطبقون النص بشكل خاطيء , وها أنتِ يا صديقتي فعلتي ذات الشيء ان لم تلاحظي أنتِ الآن تقولين أن الأمثلة التي أحضرها أكرم لا تمثل الليبرالية ولكنكِ على ما يبدو أنكِ نسيتِ أن الأمثلة التي أحضرها علي أيضاً لا تمثل الإسلام إلا إن كنتِ تتفقين معه ؟ , وإنك تقولين أن أغلب معتنقي الفكر الليبرالي كانوا ضد هذهِ الأعمال التي طرحتها أنا كأمثلة ولم تبيني من هُم هؤلاء " الأغلب " ولكنكِ تناسيتِ أيضاً أن أغلب معتنقي الإسلام ضد الأفعال التي طرحها أخي علي كأمثلة وسأترك " الأغلب " أيضاً دون تحديد فأنا واحد منهم بلا شك , ولكني سأقول لكِ قبل كل شيء أن النص القرآني والأحاديث النبوية في الأساس ضد هذهِ الأفعال التي طرحها صديقي علي كأمثلة . أنا أحاول التقريب أيضاً يا سميراميس فالتقارب لا يكون فقط بذكر الأمثلة الحسنة بل يكون بذكر الأمثلة السيئة للطرفين أحيانا ولكي أكون واضحاً جداً لا أجد أن الليبرالية أضافت أي شيء في مسألة الأخلاقيات على الإسلام أبداً وكل ما جائت بهِ من بنود ستجدينها واضحة وجلية في الكثير من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية , ولا أجد أيضاً أي اضافة لها في مسألة الحريات بما لا يضمنه الإسلام للفرد سوى الأمور المتعلقة بالمرأة والتي لها معادلة فيزيائية تخص خلقها وتركيبتها المختلفة عن الرجل , هل تريدين تقارب أكثر من ذلك ؟ تحياتي وودي :) |
خلصتُ من عدة قراءات إلى : الليبرالية = الحرية الحرية = أن تختار قيودك كما تشاء " قيود الإسلام " = حرية لآخرين هل تحتمل الليبرالية قيود الإسلام ؟ المفروض نعم (: وبس :45: |
اقتباس:
حسنا على ضوء هذا , أجيبي على سؤالك التالي بنفسك : هل تحتمل الليبرالية قيود الإسلام ؟ كوني بخير أيتها الربيبة |
الساعة الآن 09:40 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.