منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد المكشف (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=20)
-   -   املأ مساحات هذا المتصفح بما علق في ذهنك عن .. (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=2396)

خالد صالح الحربي 11-16-2006 08:48 PM

*
ــــــــــــ
رباعيات الخيام للماغوط..
من مُؤَلَّفه " سيّاف الزُّهور"
ــــــــــ


1


إنني وحيد.. أريد جليساً
عجوز أريد سنداً ، أو مسنداً
مسافر أريد مودعاً ، أو مرحباً
ملهوف أريد غوثاً
شاحب ، أريد لوناً
عريشة أريد جداراً
مقاتل أريد فقضية
هتّاف ، أريد بطلاً .
إنني في مأزق ، أريد مخرجاً
مقرور أريد شمساً
إنني أشتعل أريد برداً وسلاماً
ولو كان سلام الشجعان
إنني متعطش للحياة تعطش القاتل للدم.


2


في هذه الليلة الهادئة والمهيبة كالمقبرة العسكرية.
حيث لا حركة ولا نأمة
سوى أنين الرياح ، وصفير السفن البعيدة
لا أتمنى أن أكون أكثر من طبّال ، أو ضارب رقّ
حول راقصة شرقية
أو عازف كمان مجهول
في ملهى ليلي من الدرجة العاشرة
ولكن بدل "القوس" سكيناً أو سيفاً
أذهب وأجيء به على كتفي
حتى أقطع الأوتار وما تحتها
حتى أصل إلى الكتف ، فالجذع
فالأرض التي أقف عليها
وأقطعها مثل كعكة الميلاد
وأقدمها إلى الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن
مع انحناءة المايسترو المعروفة
وأنطلق .. والسكين بيدي ..


3


استيقظت كعادتي كل صباح
بحثت عن نظارتي ، فلم أجدها بجانبي
عن خفي المنزلي فلم أجده قرب السرير.
ذهبت لأغتسل فلم أجد المرآة
لأعد إفطاراً ، فلم أجد المطبخ
أن أتصل هاتفياً ، فلم أجد جهاز الهاتف
أن أكتب ملاحظة خطرت لي في الليل ، فلم أجد القلم
أن أدخن فلم أجد علبة التبغ
أن أرتدي ثيابي فلم أجد خزانتي
أن أخرج كما أنا، فلم أجد الباب
أن أمشي فلم أجد قدمي
أن أضمّ إلى صدري صور أطفالي الغائبين
فلم أجد ذراعي
أن أستغيث فلم أجد لساني
أن أصلي، فلم أجد قبلتي
وفتحت النافذة على مصراعيها كالمجنون
فلم أجد الأفق...
...
الكل ينأى، ويغترب، ويرفرف بجناحيه بعيداً عن الآخر
وأنا أريد أن ألتحم مع أي شيء... ولو بالسلاح الأبيض.


4


منذ فترة ليست بالبعيدة
أخذت ذاكرتي تخونني علنا كالداعرة .
فصرت أنسى أسماء أصدقائي وأرقام هواتفهم
وأسماء أحب المطربين والممثلين إلى قلبي
ومواعيد وأحداث المسلسلات التي أتابعها
وأسماء الشوارع التي أمر بها
والمقاهي التي أرتادها
والبقاليات التي أتعامل معها
ومحطات النقل التي استخدمها
...
ثم عناوين كتبي وقصائدي
ثم ألوان الثياب التي أرتديها
وألوان الطعام التي أوثرها
ثم لون عينيّ
ثم نسيت أسماء جيراني وحارتي
والآن ... نسيت اسم وطني .

سلطان ربيع 02-04-2007 08:42 PM

سأخون وطني


نبذه عنه هذيان في الرعب والحرية
---
في هذا الكتاب الأسود، الجميل، الممتع، المؤلم، الساخر، المرح، ينجح محمد الماغوط في الجمع على أرض واحدة بين الليل والنهار، بين الأمل واليأس، بين مرارة الهزائم وغضب العاجز، ليقدّم صورة لما يعانيه الإنسان العربي من بلاء من سياسييه ومثقفيه وجنده وشرطته وأجهزة إعلامية، مكثفاً ذلك البلاء الكثير الوجوه في بلاء واحد هو فقدان الحرية .

(زكريا تامر )


الساعة الآن 07:19 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.