منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد الهدوء (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   [ حَيْ ] (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=15971)

وَرْد عسيري 02-01-2010 10:52 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعد الصبحي (المشاركة 587008)

تعلمين ياورد كما أعلم جيّداً ,
بأنه حكى تفاصلينا الصغيرة جداً قبل أن نولد ,
يعرفنا جيّداً هو ,
يُحب ويعتب ويخاصم ويواسي ويحنّ ويتغزل ويبكي ويضحك ويصبّح ويمسّي
ويترجّى ويرتجي ويبتهل ويعيـش ... ,
ويفعل كل الأشياء داخلنا ولكن بطريقته المُغلّفة بالنيّة البيضاء جداً والطيبة ,
بريشته التي تُشبه قلبه كثيراً , بالحنيّة في صوته , بقلبه المُتعب الذي غادره
لينبُض فينا !
حَـيْ











هُو صَوتُ الأمسِ الذي نُبصرَهُ فِينا ، ذالك الصوتُ الصادق الذي نَرَانا فِيه بهيئاتنا البيضَاء ، بِنحنُ الطاهرون . نَرى المِهَاد .. نَرى ضحكاتُنا الأُولى ،
و تمُر عليْنا سَوءَة الكِبر ، و الوقتُ الذي استجوب علينا فِيه أن نمضِي و نترُك ، أن نبلعَ بُكائَنا و نضحك ، أن نُجمعَ كُل شيءٍ اختَصَت
بِه المسافَة الفائِتة و نرمِيه إلى جانِبها . ذَلك الجانِب الذي يطُل على التناسِي ... ولا ننسَى ، قُل لي فقط يا سعد في ( آه ) ظفاير شعرها كم مِن
مساحةٍ متعبة تتوسعُ في صدرِ رجل ؟!

هُو صوتُ اليوم بصبرِنا و مجاملتِنا للحَياة و مُداولتنا الروتِين بظرفٍ يُزين الأوقَات بالقدرِ المُستطَاع ، يحضُر حَتى في ابتسامتِنا لِطفل .. أو عجوزٍ
تغفو كُل حِين ... و زوجُها ينهرُ أحفاده فيما يسمعُون و يطلبُ طلال ليسند رأسه على كفهِ و ينسى ما حولَه و عجوزَهُ و يبتسم . هو موجودٌ
حَتى في نفسِنا ، في ذِكر بدر ، في الغيمِ و صدرِ السماء ، في ذاكرةِ الغياب و حضُورِ العشق ، في طلبنَا الرحمة و الجنة لهُ دون أن ننتظر مِن
أحدٍ جزيلاً أودونما مُجاهرة بالدعوَةِ و أسرَارُنا غائبة عنها . وُديون جداً .. إنسانيُون جداً في ذكره .. ، لأنه و معه يمنحنا كثيرَنا الخيّر الذي
تجاهلناهُ يا سعد .. و غبنا في دوَامة الحياة .

هُو صوتُ الغد الذي نُرتِبه معه ، كَـ هوسِي في تهيئي لجهاز الآي بود قبل النوم .. لأسعَى في طريقِي باكراً أسمعه ، أُجهزَهُ لأنهُ في حقيقة
الأمر أكبَر مِن ذَاكرَة و أوسعُ مِن عُمر و أينعُ من فن . أُعطِيني بهِ أملاً أُتمِم بِه يومِي الطويل الشَاق . لأن ما بعدِ هذه الأيامُ طموحٌ بنيتهُ يوماً كان يغنِي فيه
و أنا في حَضنِ أبي أتمتم : سأصبحُ طبيبة إذا كبُرت . بات تجديدُ السعيإلى حُلمي مرتبطٌ به بطريقةٍ لا يُصيبهَا العطَب أبداً . أو تدري ؟ هُو
رُبما قولِي لصديقتِي : لابد أن يتوارَث أبنائِي حُب طلال ، أن يتوارَثهُ أحفادِي أيضاً ، أن يطُول ذكرُه فِي مَن يجيءُ مِني من بعدِي لأطول
مُدة ٍ يقدِرون . هُو تماماً في [ .. و يعيش ] الذي كتبتها أنت و أزهرت في قلبي أشياءً رطبة .




كُل شيء : )



-

وَرْد عسيري 03-29-2010 11:43 PM



[ لـ أثرِ "الله يعلم" بنكهةِ النهاية ] :



( 1 )
أنصت
و اترك جناحي جانباً .

( 2 )
كُل هذا النَفسُ المحبُوس في فَمي .. جَاد بِك.

( 3 )
تُرى .. أتستطيعُ رتابَة الأيامِ أن تخلُق لي وجهاً آخر يتجَاوزُ حد اللاشُعور
و ينامُ في الباطِن على شرعِ ما دُون الوعي ؟

( 4 )
إن كَانت الحياةُ مكتُوبةٌ .. و لنا أقدامٌ مُسيرةٌ داخِل حدُودِها
كيف لنَا أن نشعُر بالضَياع
بمُجردِ أن ننسَل مِنا ؟

( 5 )
حتى أنت لم تُعلَّق حياتِي بك
لم تكن مِلكِي مُذ وُجدتُ .. لأهبكَ إياها !

( 6 )
قاصِرٌ ظِلي ، لم يطُلك !

( 7 )
إدعك يدك بقُوة
خلصنِي من العبثِ بقدرِي لأجلك
و نِل نفسك .

( 8 )
لي مصرفٌ خالٍ و طَللُ اسمك
و لك الحياةُ مُصرفةٌ بالمطر !

( 9 )
يسألني الطيب .. ما إن كان قلبي يمضي على نحوٍ جيد ،
أبكي .. صلاحُ قلبي ضربٌ مِن محَال
تصيحُ أخرى جاهلة : لا تُصدقي !

( 10 )
أحرصُ عليك و ذنِبي أني أعرفها ..
تلك التي بذلت سكيِنها في خصرك ،
و نيتُك الآفول !

( 11 )
لم أُدرك شيئا أثقل مِن .. وهمِك المُتمثلِ
فِيّ أنا .
بهذا تخرُسُ الطِيبة إلى الأبد .. و حُلمكَ يفيض !

( 12 )
استدِر قبلي رجاءً .




- هكذَا انتهى كُل شيءٍ ، و لم تنتهِ دعوتي -






الساعة الآن 05:43 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.