![]() |
شَيءٌ زَلزلَ حِدّة نَزوى وَعدتُ :
اْلمَسَاْء (8) / هَاْئِمٌ عَلَى وَجْهي يَاْ نَزوى اْليَومْ اِفْتَقَدْتُ ذَاْكَ اْلعَاْبِرَ اْلذي شَاْطَرَني شَوَاْرِعَكِ وَمَضى ! وَحدَنَاْ كُنّاْ نُمَاْرِسُ غُميْضَةِ اْلحُبِّ بَعيداً عَنْكِ / قَريباً إليْكِ اْلحُبَّ اْلذي يَبْدَأُ تَحْتَ أنْقَاْضِ اْلحَنينِ لَاْ يَنْتَهي !! زَلْزَلَني هُو / وَأنْتِ تَمْنَحينهُ تَأشيرَةَ اْلعُبورِ إليَّ دُونَ ضَرَاْئبَ حَتّى ! وَحْدي مَنْ دَفعْتُ ثَمنَ لُعْبَةٍ لَمْ أتقِنْهَاْ !! نَزوى مُشعِلَة حَرَاْئِقي / الليلُ لَاْ يَنْكَفئُ عَنْ إشْتِعَاْلِهِ , وَأنَاْ نَاْرٌ أحَاْلَتْهُ اْلدموعُ رَمَاْداً نَزوى مُفْتَعِلَةُ خَرَاْئِبي / اْلشَغَبُ اْلذي تُحيكينهُ فِي نَسيجِ ذَاْتي / وَتيني يُقَرِب اِحْتِضَاْري !! يَاْ هُو / أجْمَلُ تَعَاْسَتي أرْوَعُ مَوَاْجِعي أشْهى جُنوْنِي بَلغيْهِ / شَوْقي , قُبْلَةٌ وَضَمَّةُ اْلمَوْتِ ! يُتَبّعْ |
اْلمَسَاْء (9) /
انْتَعَلَت نَزوى صَمْتَ القُبورِ ! وَبَدأ صُراخُ الأمْكنَةِ فِيْها يَضِجُ بِي !! بَشروني أنَّ اِبْنةُ عَمي_رحمةُ اللهِ عليهِ_ أنْجَبَتْ مَولودَةً !! اِبْتَسمتُ / ثُغرٌ مُصْفرٌّ كَـ عَاْدَتي قُلتُ / عَاْبرٌ آخرَ زَاحم مَاْ تَبقّى مِن أرْضِكِ يَاْ نَزوى !! أعْلمُ لَاْ يَهمُكِ كَثيراً , فَـ هو مُجرّد طِفْلٍ أتى كَـ بَاْقي الأطْفالِ / مَكتوبٌ عليهِ أنْ يَرْضعَ هَوَاْءَكِ !! إنَّهُ يُشَكِل رَقْماً فِي تِعْدَاْدِ سُكَاْنِكِ فَقطْ , وَمَن يَأبَهُ بِـ الأرْقَاْمِ الآنَّ !! وَحْدي مَسْكونٌ بِلَعْنَةِ الأرْقَاْمِ وَاْلحِسَاْبِ تَدقُ ذَاْكِرَتي كُلَّ دَقيقةٍ تَمْضي فِي وَرَقَةِ اْلأيَّاْمِ !! بِـ اللهِ كَمْ تَبَقى لِـ تَفِلي قُيوديَّ ؟ نَزوى / ذَاْكِرَتي جَاْئِعَةٌ بِـ غَيْرِكِ لَمْ تَعودي تِلْكَ اْلتي تَسُدينَ رَمَقَ اْلحَنينِ , وعَطَشَ اْلثُغرَاْتِ !! يَاْ نَزوى انْظُري / سَمَاْءَكِ تَتَرَمّلُ ! حَتّى اْلشَاْرِعَ يَلْبَسُ اْلسَوَاْدَ وَالليلُ يَاْ نَزوى مُضَاْءٌ بِـ كَفي شَيْخٍ تَوَضَأَ اِسْمَكَ , وَبِـ خِلْخَاْلِ اْلمَطَرِ اْلذَي دَرَبْتِهِ عَلَى عِصْيَّاْني / فَـ أفْقَدَني لَذَّةَ اْلسَيْطَرَةِ إنَّهُمْ يَضْحكونَ / خِنْجَرهُمْ تُلقي حِدَتهاْ عَلى ظَهْري بِأريْحيَّةٍ وَأنَاْ مُسْجىً أتْلو تَعْويْذَةَ اْلصَبْرِ وَرُقي اْلمُبَلَلَةِ بِعِطْرِهِ !! يُتَبّعْ |
اْلفصلُ الأخيرُ / انتهيتُ يَا نَزوى :
اليوم كل شيءٍ تسمّر , بقي متشبثاً بمساحتهِ , وكأنهُ قد أقسم سلفاً ألا يبرحَ مكانهُ ! وما أحوجني أنا لتغييرِ هذاْ الرتمِ العتيقِ !! ماذا لو أنّ نزوى لوحةً قابلةً لتغييرِ على يدي ؟ لو أن لي عصى سحريةً أخربشُ على وجهها المليءِ بالتناقضاتِ ملامحَ تُشبِهُني تماماً !! تُشبهُ وجعي الذي ألصقتهُ بِي , في شهادةَ ميلادي وحليبِ أُمي , وهوائي , ولجوازاتي كُلّها !! مطرُ اليومَ ضاجعكِ بشهيةٍ مفتوحةٍ كنتُ أراكِ تتأوهينَ كقطةٍ أسقطوا فوق شعرها الناعمِ ماءً خشناً !! تخشبتْ أعضائي , وأنا أتحسسُ ما بيْ من صمتٍ نذرتُ بالكثيرِ من صومِ السماءِ وقُلتُ لا بُد أن تصلَ الحربُ أوجها بينكِ وبينَ هذا المطرِ العدواني وأناْ ! توقفتُ قليلاً لأصلِ حبلَ التشابهِ بيننا وبين العدوان الثلاثي الذي أُكيلَ على أرضِ مِصرَ سنة 1956 ! لا شيءَ مُطلقاً غيرَ الاغتسال وجهَ الحقيقةَ بيننا ! أتوقفُ ها هُنا يا نزوى , صلبني هذا الكائنُ داخلي الآسن بالغضبِ وحرائقِ القُيودِ , وأنتِ ما زلتِ جلّادةَ قومكِ تتعمدينِ كيلَ السلاسلِ لهُمْ فصرتُ أحد ورثتكِ الذينِ سيحملونَ الكثيرَ من عُفن القيودِ وحُروبها ! : تمّت / خُروج ! |
الساعة الآن 01:32 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.