منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   مُذَكِرَاْتٌ نَزْوَاْنِيَّةٌ جِدَاً ! (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=24533)

مريم السيابية 03-07-2011 02:53 PM

شَيءٌ زَلزلَ حِدّة نَزوى وَعدتُ :

اْلمَسَاْء (8) /


هَاْئِمٌ عَلَى وَجْهي يَاْ نَزوى اْليَومْ
اِفْتَقَدْتُ ذَاْكَ اْلعَاْبِرَ اْلذي شَاْطَرَني شَوَاْرِعَكِ وَمَضى !
وَحدَنَاْ كُنّاْ نُمَاْرِسُ غُميْضَةِ اْلحُبِّ بَعيداً عَنْكِ / قَريباً إليْكِ
اْلحُبَّ اْلذي يَبْدَأُ تَحْتَ أنْقَاْضِ اْلحَنينِ لَاْ يَنْتَهي !!
زَلْزَلَني هُو / وَأنْتِ تَمْنَحينهُ تَأشيرَةَ اْلعُبورِ إليَّ
دُونَ ضَرَاْئبَ حَتّى !
وَحْدي مَنْ دَفعْتُ ثَمنَ لُعْبَةٍ لَمْ أتقِنْهَاْ !!
نَزوى مُشعِلَة حَرَاْئِقي / الليلُ لَاْ يَنْكَفئُ
عَنْ إشْتِعَاْلِهِ , وَأنَاْ نَاْرٌ أحَاْلَتْهُ اْلدموعُ رَمَاْداً
نَزوى مُفْتَعِلَةُ خَرَاْئِبي / اْلشَغَبُ اْلذي تُحيكينهُ فِي
نَسيجِ ذَاْتي / وَتيني يُقَرِب اِحْتِضَاْري !!
يَاْ هُو /
أجْمَلُ تَعَاْسَتي
أرْوَعُ مَوَاْجِعي
أشْهى جُنوْنِي
بَلغيْهِ / شَوْقي , قُبْلَةٌ وَضَمَّةُ اْلمَوْتِ !



يُتَبّعْ

مريم السيابية 03-07-2011 02:54 PM

اْلمَسَاْء (9) /

انْتَعَلَت نَزوى صَمْتَ القُبورِ !
وَبَدأ صُراخُ الأمْكنَةِ فِيْها يَضِجُ بِي !!
بَشروني أنَّ اِبْنةُ عَمي_رحمةُ اللهِ عليهِ_ أنْجَبَتْ مَولودَةً !!
اِبْتَسمتُ / ثُغرٌ مُصْفرٌّ كَـ عَاْدَتي
قُلتُ /
عَاْبرٌ آخرَ زَاحم مَاْ تَبقّى مِن أرْضِكِ يَاْ نَزوى !!
أعْلمُ لَاْ يَهمُكِ كَثيراً , فَـ هو مُجرّد طِفْلٍ
أتى كَـ بَاْقي الأطْفالِ / مَكتوبٌ عليهِ أنْ يَرْضعَ
هَوَاْءَكِ !!
إنَّهُ يُشَكِل رَقْماً فِي تِعْدَاْدِ سُكَاْنِكِ فَقطْ , وَمَن يَأبَهُ بِـ الأرْقَاْمِ
الآنَّ !!
وَحْدي مَسْكونٌ بِلَعْنَةِ الأرْقَاْمِ وَاْلحِسَاْبِ
تَدقُ ذَاْكِرَتي كُلَّ دَقيقةٍ تَمْضي فِي وَرَقَةِ اْلأيَّاْمِ !!
بِـ اللهِ كَمْ تَبَقى لِـ تَفِلي قُيوديَّ ؟
نَزوى / ذَاْكِرَتي جَاْئِعَةٌ بِـ غَيْرِكِ
لَمْ تَعودي تِلْكَ اْلتي تَسُدينَ رَمَقَ
اْلحَنينِ , وعَطَشَ اْلثُغرَاْتِ !!
يَاْ نَزوى انْظُري / سَمَاْءَكِ تَتَرَمّلُ !
حَتّى اْلشَاْرِعَ يَلْبَسُ اْلسَوَاْدَ
وَالليلُ يَاْ نَزوى مُضَاْءٌ بِـ كَفي شَيْخٍ
تَوَضَأَ اِسْمَكَ , وَبِـ خِلْخَاْلِ اْلمَطَرِ
اْلذَي دَرَبْتِهِ عَلَى عِصْيَّاْني / فَـ أفْقَدَني لَذَّةَ اْلسَيْطَرَةِ
إنَّهُمْ يَضْحكونَ / خِنْجَرهُمْ تُلقي حِدَتهاْ عَلى ظَهْري بِأريْحيَّةٍ
وَأنَاْ مُسْجىً أتْلو تَعْويْذَةَ اْلصَبْرِ وَرُقي اْلمُبَلَلَةِ بِعِطْرِهِ !!


يُتَبّعْ

مريم السيابية 03-07-2011 02:56 PM

اْلفصلُ الأخيرُ / انتهيتُ يَا نَزوى :


اليوم كل شيءٍ تسمّر , بقي متشبثاً
بمساحتهِ , وكأنهُ قد أقسم سلفاً ألا
يبرحَ مكانهُ !
وما أحوجني أنا لتغييرِ هذاْ الرتمِ العتيقِ !!
ماذا لو أنّ نزوى لوحةً قابلةً لتغييرِ على يدي ؟
لو أن لي عصى سحريةً أخربشُ على وجهها
المليءِ بالتناقضاتِ ملامحَ تُشبِهُني تماماً !!
تُشبهُ وجعي الذي ألصقتهُ بِي , في شهادةَ
ميلادي وحليبِ أُمي , وهوائي , ولجوازاتي كُلّها !!
مطرُ اليومَ ضاجعكِ بشهيةٍ مفتوحةٍ
كنتُ أراكِ تتأوهينَ كقطةٍ أسقطوا فوق شعرها الناعمِ
ماءً خشناً !!
تخشبتْ أعضائي , وأنا أتحسسُ ما بيْ من صمتٍ
نذرتُ بالكثيرِ من صومِ السماءِ
وقُلتُ لا بُد أن تصلَ الحربُ أوجها بينكِ وبينَ
هذا المطرِ العدواني وأناْ !
توقفتُ قليلاً لأصلِ حبلَ التشابهِ
بيننا وبين العدوان الثلاثي الذي أُكيلَ
على أرضِ مِصرَ سنة 1956 !
لا شيءَ مُطلقاً غيرَ الاغتسال
وجهَ الحقيقةَ بيننا !
أتوقفُ ها هُنا يا نزوى , صلبني
هذا الكائنُ داخلي الآسن بالغضبِ
وحرائقِ القُيودِ , وأنتِ ما زلتِ جلّادةَ
قومكِ تتعمدينِ كيلَ السلاسلِ لهُمْ
فصرتُ أحد ورثتكِ الذينِ سيحملونَ
الكثيرَ من عُفن القيودِ وحُروبها !

:

تمّت / خُروج !


الساعة الآن 01:32 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.