منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد الهدوء (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   بَنور * (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=24961)

حصه العامري 09-14-2010 03:24 PM

.
.



14 سبتمبر 2010
3:00 فجراً

قبل قَليلٍ مِن الآن .
رُغم ضعف نَظري وشبه الظُلمة الليلية.. قد لمحتُ أَفواجّ أَسعاف النخيل أَمامي يَتمايلن بنشوَة, في إشارَة واضِحَة أنهُن يُشارِكني مُتعة النَسمات الفجرِية, ولكِن حَتماً لا يتقاسَمن مَعي إِحباطي المُتَجدد .

ياعَزيزي, لَمْ يُضايقني نُباح الكلب المُجاور, فلا أعلم هل هُو سائِب في إحدى الأزِقة أو الشوارع النائِمَة وينبحُ بصوت التيه, أم أنهُ مركونٌ بأنانية بشرية في إحدى الأقفاص الضَيقة من تلك الباحات المنزلية الضَخمة .
هُو يتألم بلا شَك ولكنهُ هو أيضاً لا يُشاركني إحباطي .


يا طفلي. لَمْ يُعجبني فرط خَجل القمر هذه اللَيلة . للأمانة, لَمْ أستطع إستحضار تَفاصيل عَينيك الصَغيرات في كَومةِ التستر القمري, وكَأنني أخرجُ مِنْ الملة .. وكَأنني أخرجُ مِنْ الملة.
صَدقني, لا شَيءْ يُشبهُ الإنصات إلى صَوت إطارات المَراكِبْ المستعجلة في هذا الفَجر المُضج .
هذا الصَوت .. كَفيلٌ بإدخال حَيوية التنفُس إِلَى رئتيّ دونَما أن أفكر ولِأول مَرة في إحتمالية تَطايُر هذه المراكِب في أية لَحظة, كُنتُ أتنفسُ حينها من غضبها على الطَريق ولَمْ أطلب المَزيد,
كنتُ غير قادرة على إثارة أية مَشاعر حرصٍ أو خوف, في تلك اللحَظات كُنت مرتاحة أن أتجرد مِنْ ثوبي المُعتاد .. وليس لِثوبي إسم, تَطمن لَن أناديك.. لَن أجسدك لثيابي هوية .


هُناك في ساحة السماء ملءُ نجومٍ متناثرة بقصدٍ على مايبدو, جميعُها تحمل كفوفاً بَراقة, جميعُها تستقصد لَفت إنتباهي إلى زهوها, كنتُ لأحببتُ أن أنصف مُتعة النظر فيهن,
لكني وبقدرةٍ جذابة أستقر تأمُلي على إحداهن .. كانت تَبدو الأقرب إلى الأرض وليست مُنضمة إلى حلقتهن العشوائية, كانَت جَريئة, تبدو مُستديرة, بها زحمة إبتسامات وكثيرُ أسئِلَة, كنت أبادلها الإبتسام بلا شك .

طالّ النَظر وقصرُ اليَقين.. وبرحمةٍ من الله أستحضرتُ وصف أخي لما أراه حينما كُنا أطفالاً نرقد لإستراحة السفر في صحراء الربع الخالي, تَوقفت بدهشة وهززتُ رأسي مُستنكرة, لَمْ تكن تلك النجمة سوى قمر إصطناعي إستطاع خداع فطرة تأملاتي, حتى بدأت كُل تلك الملامح الزاهِية تضمحل, وعلمتُ حينها ياعَزيزي أنني لَنْ أستردك مجدداً, ولا شيءْ سيشاركني إحباطي .




حصه العامري 09-15-2010 03:37 AM

.
.
وبلا تَردُد, أطُلب من الأسئِلَة الإنقشاع عَن شغف حيرَتي .
حُريتي عاجِزَة . بين أضلُعي بُكاء عَواصِم الرُحَل .
كُنتُ مؤقِنة بأصابعي العشر المُبللة خيبة بِأنهُم ليسوا للإستقرار, ليسوا لِلسعَة .
لستُ مُلامة وليسوا بِآثمين.
لستُ حَزينة ولكني لستُ سعيدة كِفاية لأبتسِمْ .
أخبروني دون إِقرار وأطلِقوني في سَحاب النَوم .. مَنْ مِنا كان لا يفقه النهوض ؟

حصه العامري 09-17-2010 03:20 PM

.
.
لا أَجِدُ كثير حَوافز تُغريني لِمُمارسة الكِتابَة .
للأسف, إكتشفتُ حَديثاً أنهُ لا مانِعَ لدي ولا مُصيبة ستحلُ عَليّ إنْ إبتعدت عَن الكِتابة لفترةٍ طَويلة
بدون سَبب أو أدنَى ضَغط .
أشعرُ بياسمينَة الحَرف تذوب بين فَراغات قَلبي لتغدي جزءاً مِنْ نبضاتي دونما أَنْ أطلبها أن تتجسد في الخارِج لَوناً على أسطُري .

-
يَرحلون يا أَبي في أولِ وخزٍ إختباريّ, لَمْ يحتملوا أولَى زَلات لساني وأولى هَفوات خَيالي . هل هَكذا تُبنى العاطِفة يالله ؟


حصه العامري 09-20-2010 01:00 AM

.
.

http://www.deemuae.com/vb/uploaded/168_01283141636.jpg

-

أُريدُ أَن أَطير بِطَريقَة مُبتكرة .
بلا أجنِحَة تُدخلني في مِضمار تَراشُق الإتِهامات والشَوق بَيني وبين الذاكِرَة .
كررتُ لِأُمي كَثيراً في الفترَة الأخيرَة أن : لا تُطيلي النَظر إلى حَكايا الخُدرة في عَيني, إني يا أُمي لَستُ بِخير .
لَستُ ظالِمَة مُطلقة ولا مَظلومة مغلوبٌ عَلى أمرِها تَماماً, لَكِنْ هناك حَريق مَمشَى الغُربة تَحت أقدامْ عابري النِهايات في صَدري .
مَنْ يشتم أصعدَةِ دُخان الحَرائق ؟
*
ياطِفلةً في مَرايا غُرفتي لا تُجيبي الآن, وفكري في : ما أنتِ, وكيفَ لضفائِرَ اللَهفةِ أن تَتلف هكذا بين وَعدٍ وإنهيار ؟


حصه العامري 09-20-2010 04:54 PM

.
.

مِنْ الرَحمة الإلَهِية أَن تخوض بروفة المَوت أكثر من مرة, قبل الولوج إلى الدراما لمرة واحدة وأخيرة فقط .



حصه العامري 09-22-2010 05:20 PM

.
.


http://www.deemuae.com/vb/uploaded/168_01285164746.jpg


-

أَبي : جَنة القبائل/قبائل الجَنة التي أفتقِدُها, وكل القبائِل مِن بعدهِ تُراب .

حصه العامري 09-24-2010 04:42 AM

.
.

لا تَموت إهتماماتنا حتى نُقَرر ذلِك .

حصه العامري 09-25-2010 03:19 AM

.
.

بِمُنتهَى الفَجر..
عَلِمني كَيف أنساك بخطواتٍ سَليمة ؟ وعلى ثَغري إبتِساماتْ .

-

أَبي, حلفتُكَ بِرَب عطب صَدري أن لا تُشيح بناظريكِ عَني أكثر من ذلِك .


الساعة الآن 07:57 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.