كيوتوري كوستا ، الثامنة و النصف ليلا
البحر يمتد لحيث لا أدري، كأنه يتحدى كل تساؤلاتي،
فضولي، أحلامي، و يتعدّاها
لا موج ، لا نوارس ، لا شمس غارقة فيه
صمته قاتل .
أغنية فرنسية شاحبه تخترقه، و تخترق الأحاديث العابرة
j'ai besoin d'un peu d'amour
عينان تراقبان المدى، و العائلات المتفرقة ،
ست صديقات، ضحكاتهن، مشاكساتهن
و كل المشاهد ضبابية، بعيدة جدا.
" زمن المعجزات انقضى، و الشوارع ... لا تجمع اثنين صدفة "
لم أكن أعلم أن تلك الليلة، ستغيّر حياتي للأبد
و كل شيء ، كان يوحي بذلك .

هو ذلك الحب البسيط
لا يشبه الأفلام في أي شي
أن تكفيني ابتسامة عابرة ،
نظرة عميقة في عينيّ
أن أرى صورتك طفلا كالنبوءة
تحمل ملامح صغيري ..
أن يصبح صدري رحبا
لمزاجك المتقلب، مشاكلك
مجيئك من غير موعد،
أن أشاركك تفاصيل حياتك الأكثر تفاهة،
أحفظ عادات أكلك، أوقات نومك
ملابسك المفضلة
أن أشعر بقشعريرة مع كل خطوة
أخطوها في الدرب الذي ترعرعتَ فيه
أن أحب أمك و أباك و أخواتك
كأنهم أهلي .. تماما
أن يكون طعم حديثك في فمي
روحك في أنفاسي
صوتك الهادئ في أذنيّ
حين أغلقهما بقوة.
أن أدعو الله في كل سجدة
مع كل رشفة من ماء زمزم
و في كل لحظة عابرة
أن تكون لي .

" و يوقظ وجهك الضاري كبدر . أيائل في براري الروح تغفو "

يا الله ..
كأنني أقرأ ..
روحي .

عندما تحب
لا تقلب الصفحة لتبدأ من جديد
بل تتقدم كما أنت، كتابا مفتوحا
به بعض الصفحات المهترئة
و بعض البياض
هكذا ..

"هذا الهوى عذري
تصبو له العشاق
قد لذ لي سكري
به على الاطلاق
الحب ما ننساه
و من يلم يشقى"
:)

خلّ كفّك ..
تعصر سنيني و تمزج
يوم ميلادي بموتي
ايش معنى عمري اللي راح دونك ؟
ايش معنى كل صبحٍ ما يتسلّل من عيونك ؟

.....

الوطن..
موضع خُطاك
و الطهر ..
يا طفلي العابث
خَطاك .

و لا نبضات تتسارع ..
و لا رعشة ..
و لا حاجة ..
سوى :
اطمئنان يُنفخ فأضلعي الهشة ..
و نظرة اغرورقت دهشة ..