وَقدْ يُنصِفنا الغِياب مِنْ بعد نأي وكومة دمع! |
عجزتُ أنْ أقنع مراكبي ألّا تُبحر، هلّا أقنعتم البحر أن لايأخذها بعيدا؟! أيَّها الحزانى: إنَّه يُصغي لنبضكم.. كلّموه... |
حين تقترب من نهايتك، يوخزك قلبك، يخبرك بمن يسكن فيه.. يذكّرك بأن حقك بالرحيل دونَهُ جريمة بحقه ! |
|
يحدثُ كثيرًا أن تنتابك نوبة بكاء، تود لو تجهش، لكنك لاتمتلك مترًا مربعًا تكون سيدًا فيه، فالجميع يشاركك حركاتك وسكناتك، وهم يدّعون أنك حر وأنك وحدك القادر على أن تكون سيد الموقف، لم يدركوا أن للحرية ألف باب مشرعة نحو القيود.. كلما سرقت نظرة إليها خلسة، سلقوك بألسنة حداد واتهموك بأنك دنست العرض وعليك القصاص! ماذا لو بكيت؟، ماذا لو عدت طفلًا؟ ماذا لو جلست على التراب ونثرت ذراته؟ ماذا لو مشيت تحت المطر؟ ماذا لو خرجت ولم تعد إلا عندما تكون مستعدًا للعودة؟ ماذا لو هجرت أرضك وسكنت بطون الكتب؟ ماذا لو كتبت دون أن تشكِّل كلماتك؟ ماذا لو كنت مرّة في العمر أنت؟! أجب عن الأسئلة كلّها، ولامجال للاستعانة بصديق، فإنك لن تجد صديقًا يفهمكَ كأنت! |
مالِهذا الحُزن مَهما أسرفتُ فيهِ لا ينفد؟! |
قال ابن الجوزي لصديقه : أنت في أوسع العذر من التأخر عني لثقتي بك وفي أضيقه من شوقي إليك ! |
أيَّها الليل خُذ هذا الحنين وامض خذ هذهِ الصور العنيدة هذه الوجوه المُرابطة في محراب الذكرى هذه التمتمات التي أفقدتني النطق أتحرّق لفكِ شيفرتها.. لا أعلم مصدرها، لاأفقه معجمها لاأعلم غير أني ولدتُ صمّاء عن ضوضاء لا تخصني، وكبرت على أشياء أحببتها.. أخفيها جهرًا وسرًا أفقدها لا أعلم لِمَ التفاصيل تأتي متأخرة وتفاسيرها أعجمية؟! يبدو أن هذا الليل لن يصغ إليَ لن يرحل، ولن تجدي توسلاتي أصمت؟! ومافيها إن غدوت كائنا منسوجًا من الصمت ثم قلت: لا، الأخيرة ومضيت! ثمّ أن فرقة الأحباب علمتني أن أبدو شجاعا هكذا تقول كلماته! https://soundcloud.com/eng-mahmoud-2/ehoxo3tzgynd |
الساعة الآن 02:32 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.