![]() |
حزينٌ هذه الليلة .. أفكر في الغد : أمسٌ جديد ، أغوص في نفسي أبحثُ عن ضوءٍ لا يكون مبعثه شرر ، تتنامى في الأعماق صرخةٌ فيُحيلها الكبتُ مرارةً في الحلق ، أتضوّر وجعًا ، فأسأل الهزيع الأبكم : أما من بلسم ؟ فيرتد الصدى وئيدًا ... : بل سم!. |
ما يأتي هو لكِ .. كما تتوقّعين أو كما تتوقين ، تعويذةٌ مُقدّسةأنتِ التي كلّما حضرتِ أتفاجأ بكِ و كأنّ ذلك يحدث لِأول مرّة! صغيرتي .. كيف أنتِ ؟ هل ما زلتِ تطربين لـ وقْعِ المطر؟ حسناً .. سأنغّص عليكِ قليلاً ، المطر : فرصةٌ مواتية للبكاء بحرقة دونما خشيةٍ من غمزة شامت أو رأفة صاحب بي شطط .. و لهذا أكتب دون سابق فكرة ، ما الجدوى من تلميع الحروف الآن و مآلها إلى الإرشيف بعد حين .. حيث الغبار هو القارئ الوحيد ؟. بي شطط .. و أتحسّر على ذاك العصفور الذي يبني عشه على غصنٍ في متناول الأفعى ، .. لا يدري أنه يبني نعشه . عفواً صغيرتي لقد نسيت : أنا بخير بخير .. كما هو حال الكثير : آلةٌ تنعم بالصحة! و لكنّ أخي الأصغر يُسدي لي النصائح - كشيخٍ وقور - كلما زرته هل تعرفين النصيحة ؟ إنها طريقةٌ مُهذبة لإخبارك بـ فشلك ! لا تهتمّي ... لم يسؤني ذلك ، فقد انشغلتُ مؤخراً بتربية عزلتي .. فيها أتفاءل رغم أني بها أتضاءل . ربما تذكرين الآن ما وصفتُ به حالي ذات دوماً : وحيدٌ في الزحام .. مُزدحمٌ في وحدتي . لكنّ لي رفقاء ساذجين .. ألجأ إليهم كلما رغبتُ في الفراغ! انتبهي .. أنا لا أذهب إليهم لتزجية الوقت بل لأمتلئ باللاشيء . هم من أولئك الذين يتحدثون باهتمام إزاء الأمور التافهة لأنهم يفهمونها جيداً ، يثرثرون سويّاً و لا أحد يُصغي إلا لنفسه ، ثم يضحكون فجأةً ليُقنعوا أنفسهم بأنهم في ليلة أُنْس . المهم لديهم الضحك ... أمّا لماذا؟ فهو سؤالٌ كئيب و معقّد و يبعث على التفكير و هو ما يخشونه فارغون يا صغيرتي حتى أني أحرص على عدم الخروج و في الشارع ريحٌ قوية . هم من أحتاجه حقاً .. و ليس أخي تخيّلي ...... أحتاج هؤلاء أظنني أسأتُ لمعنى الإحتياج و سأحاول إصلاح ذلك : ( الحاجة أم الإختلال ) ما أحتاجه بالفعل : أنتِ ، و أشياء قليلة كلها لأجلكِ ! لكنكِ المستحيل الجميل ، و لا أدري بأي منطقٍ أستعين كي أقنع بؤسي بأنّ في المستحيل ثمة جمالاً ما . الرجل الذي تصادفينه و قد حقق أحلامه جميعاً .... سيدرك أنه لم يحقق شيئاً ! فـ يُلقي بأحلامه في غيابة الحب ، أنتِ النور الذي أشفق على الظلام منه ، عندما تقولين : أحبك ،.. أمدّ يدي لأعلى .. إذ لـ لحظةٍ أعتقد بإمكانية لمْس السماء ، أنتِ نهرٌ يعشقه المطر و أنا اليباس على هيئة بشر . أخبريني بربّك : أيّ عدلٍ و أيّ معنى .. كي أجتهد في ترميم التالف مني وهو لغيرك؟ كيف أبدو مُطمئناً و رحيلكِ يتحدث بلهجة الواثق ؟ فقط .. إنّ بي شطط أُخطئ الطريق إلى بيتي مراراً عند العودة ، و عندما أجده أبحث عني داخله .. كل العناوين متاهاتٌ مؤكدة ما دامت لا تُشير لحضنك ، الحاجة أم الإختلال ... تذكري هذا و أنا أطلبكِ الآتي : احفظيني مثل أشيائكِ الثمينة ، تلك التي تُعيرينها صديقاتكِ على مضض ، أو علّقيني على نحركِ ... هناك يمكنني قطف النجوم و النظر بجذلٍ للأسفل نكايةً بالغيوم ، أو اصلبيني على الخط الفاصل بين نهديكِ ، فإنْ سألوكِ : ما هذا ؟ قولي : تعويذةٌ مُقدسة تحرسني عشقاً و أحملها شفقة ! Riyadh August - 25 - 2007 Ibrahim Yahya |
الأحبة الذين سألوا .. أنا بخير بعد شكرًا . يجترحني الغياب .. دون ممانعةٍ تُذكر ، و لا أجد عذرًا .. غير أنّ المزاج السيئ يتشكل على هيئة سؤالٍ مُحبط : و بعدين؟ أذكر أنّ صديقةً تُدعى " إكليـل " قالت ذات خبوّ : الغيابُ خدعةٌ نُواري به حقيقةَ أننا اُستُهلِكنا!. هو هذا أو قريبًا منه . على أية حال : لـ ( أبعاد و أهله ) حيّزٌ من النفس المضطربة لن تُقلصه تصاريف الزمن . :icon20: |
: أين أنت؟ : في الركن المقابل لـ طيفك . : مَن معك؟ : نديمٌ يعرف عنكِ أكثر مما يعرف عني . : مثل ماذا؟ : مثل أنه .. لـ رقّتكِ لن تُفلحي في إيقاظ أحدٍ من نومه . : و .....؟ : و أنكِ في ليلةٍ من نيسان - منذ الأزل تحديدًا - قلتِ وداعًا ، عانقتِ حطامًا ، ثم تأبطتِ ظل رجلٍ آخر .. و مضيتِ . منذها و أنتِ المستحيل الجميل . |
هدية الله .. أقتفي أثركِ ، أبحث عني صراحةً . تتراءين لي في بواكير الأشياء ، و فيما يرويه التيه عن أحلام العائدين . إهمالكِ صيّرني كـ تمثالٍ بليد .. تناوب على نحته مجنونٌ و رياحٌ و حشرةٌ حقيرة ، و أقصى ما أتمناه لكِ من سوء : تتعثرين و في يدكِ ما تخشين اندلاقه . محاولات الفكاك و انتزاعكِ مني ، لو لم تبؤ بالفشل .. ستبوء بالشلل - أكاد أجزم - هو رجاء .. إذا كان إسمي رمزًا في دفاتركِ ، إياكِ أنْ تجعليه كذلك عند حديثكِ مع غريبٍ ما . |
العبث : جهودٌ حثيثة ، يبذلها الغبار .. لـ يبدو نظيفًا . |
كيف تمكنتِ - في وقتٍ وجيز - من جعل وقاري في هشاشةِ زجاجةٍ مُهشمة .. تحتفظ بشكلها و لا تحتاج لأكثر من نقرة خائف لـ تتداعى ، و أنتِ الصبية اليانعة كـ زهرةٍ لم يُحسن شوكها الوخز بعد ؟! |
صوتكِ : ضجيج أطفالٍ أشقياء .. في خيال امرأةٍ عاقر . |
الساعة الآن 09:21 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.