منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد الهدوء (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   يوميــّ ، ـــمــ ، ـــــات (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=43664)

ضوء خافت 05-06-2022 01:20 PM

الموت
كلمة
لم أدونها في حياتي قبلكِ
مات الكثير و الكثيرات
حتى جدتي
لم يبق لها في ذاكرتي
غير ضفائري و شريطة حمراء
أنتِ
مدوناتك في حياتي
سرقتها كلمة الموت
كل دموعي جفت
لكن دمعتك تزداد ملوحة فتحرقني
صيحتك الأولى : أنا هنا في حياتك
و صمتك الأخير : هنا من حياتك ....... انتهيت
و ما بين الأولى و الأخير
سنوات أعدها بحساب الأيام
يوم أسميتكِ
يوم أرضعتكِ
و نمتِ على صدري
يوم نطقتِ باسمي
يوم جلستِ ثم حبوتِ و وقفتِ
و آه ما أجملكِ حين خطوتِ إلى أرجاء حياتي
لتبعثري أشيائي
و تنثري ابتسامات و لا تأبهي ليدي أبيكِ و لي تأبهي
و أناشيد مركبة من هنا و هناك
لا يفهمها سواي
ترجمتها : انا أحبكِ ....
أول يوم ستمضينه بعيداً ...... في المدرسة
القلق تملكني
أول شهادة ... أحضرتِها ... و تصرخي .... أين هديتي ؟
أول يوم ..... ألون شعرك بالحناء ......
و يوم و يوم ويوم و أياااااااام
و اكتملت التسع سنين و أربع شهور و يومان
و يوم لا يفارقني
أول يوم في رحلة الموت


هنا ....... سيطول الصمت

ضوء خافت 05-07-2022 02:26 PM

... أذكر صديق طفولتي ( إبراهيم ) ...

الذي مات و نحن لا زلنا أطفالاً لا ندرك معنى أن يموت أحدهم ... أتذكّر صوته و ملامحه جيداً ...

أذكر ( أريج ) صديقة الصف الأول الابتدائي ...

و التي ماتت في حادث دهس أمام المدرسة و لا زلت أتذكر توأمها عبير ...

كانتا تعبران الشارع ممسكتان بأيدي بعضهما البعض ... وصلت عبير للرصيف الآخر

أما أريج فقد عرجت روحها إلى السماء ... أتذكر وجهها المكتنز و سمرتها العربية و شعرها المنبسط ... و شرائطها البيضاء ...

أذكر ( عواطف ) التي تجلس معي على ذات التخت المدرسي ...

من شدة هزالها كنت أخاف من ملامستها ... كان لدي اعتقاد بأن اللمس يهشمها ... أو يجرحنا !

اختفت هي الأخرى ...

و لم يبرر لنا أحد سبب اختفاؤها ...

لكن قيل أنها مريضة جداً ... لا زال صوتها الحاد المرتجف يحتل حيزاً صغيراً جداً في ذاكرتي

ضوء خافت 05-11-2022 07:22 AM

و حتماً سأعود

لأتابع .... أيامي

ضوء خافت 05-11-2022 07:28 AM


صغيرات على الحياة
دوماً ترانا أمهاتنا ، صغيرات
تطول قاماتنا و يقلن صغيرات
تقصر فساتيننا و نبقى صغيرات
تطول ضفائرنا و نفكها ،أيضاً صغيرات !
صغيرات ؟ و ملامح الأنثى تأبى إلا الظهور
فمتى نكون ..... آنسات ؟
أنا و بنات عمي الصغيرات .... بحثنا !
عن أجوبة لأسئلة تحير منا الكثيرات ...
من أنا ؟ و كيف سأكون ؟
من هو ؟ و ماذا يكون ؟
كيف أكون أنا و هو ؟
الأمهات آثرن الصمت
و كان الجواب الوحيد .... عيب يا صغيرات
لو كان عيباً
ما حاجتنا بالمستديرات
فلنبقى بلا مثيرات
و الله خلق فينا المثيرات
كي لا يكون عيباً
علمونا يا أمهات
ما نفعل في هذه الحياة
و لا زلن بالصمت مستأثرات
سأبحث ... مع البنات
و نستقي من كل مصدر .... معلومات
و نكون صوراً في الخيال
عن مستقبل ينتظر الصغيرات
فهل ما عرفناه .... يشابه ما هو آت ؟


أتذكر عندما كتبت هذا الجزء ... تملكني خجل من نفسي و ما أفكاري !
رغم أني كتبته و قد بلغت من العمر ما يجعلني أحاسب نفسي و لا يؤاخذني أحد على ما أقول !

و الآن أخجل مما كتبت ... لكني لا أعول على هذا الخجل أن يجعلني أستحي ! كانت مجرد أفكار فتاة مراهقة ... لا زالت مرهقة !

" ضوء خافت "

ضوء خافت 05-11-2022 07:34 AM


في يوم ما
كنت سبب في دمعة أبي
و في أيام أخرى
رسمت ابتسامات على وجهه
و أيام أخرى
أضحكته بمزاحي
ترى ؟!!!! هل نسي الدمعة التي سببتها ؟؟
هل أحبك لأنك أبي ؟ أم لأنك رجل رائع ؟
لو لم تكن أبي ، هل سأعجب بك ؟


عندما كتبت هذه الكلمات و غيرها الكثير عن أبي ... كان حياً يرزق ...

كان قوياً ... كما هو حين سقط ... و مات !

رحمك الله يا حجي ... يا الله كم أفتقدك !


ضوء خافت

ضوء خافت 05-11-2022 07:40 AM

*
عنادكَ غير قابل للكسر .
لكنه قابل للتشكيل .
أمي لم تستطع كسرك و لم تعرف كيف تشكلك .....
عيناك ...... حادتان ....... مخيفتان أحياناً ...... لكني لم أخف منك يوماً
حتى عندما أسقطتُ دموعَك


عشتَ حتى اكتمل الحنان و العطف في عينيك ...

و تلاشى كل شيء ...

يشار إليّ بأني خليفتكَ في الطباع و الشخصية و المزاج ...

لكني وجدتكَ مختلفاً ... في كل شيء ...

حتى في نقصك الذي تممك ...


ضوء خافت

ضوء خافت 05-11-2022 07:42 AM

كنا نتشارك أنا و أختي غرفة واحدة
و الكبرى لها غرفة خاصة بها
خصوصيتها كانت تشدني
ليس لأنها تملك عطوراً كثيرة
أو أدوات زينة أكثر ..... لأنها كانت مملكتها
لا نستطيع الدخول بلا استئذان
و لو دخلنا فكل الأشياء للنظر فقط
لا ملامسة و لا اقتراب
ممنوع علينا الجلوس أو أن نطيل المكوث
مشاغبة أنا ...... أستفزها
عنيدة أنا ......... أثير غضبها
تتوعدني بالحرمان من الدخول إلى مملكتها
حتى جاء يوم نقل الملكيات
تزوجت هي ........ و انا الوريثة التالية لغرفتها
أول ليلة ... وضعت بصماتي
أوراق و أقلام و ألوان و روايات
السرير بعيداً عن النافذة
شيء من الفوضوية ...... فأنا أكره الجمود و النظام المميت
شيء من الفوضى = حياة
هذه ليلتي ....... ليس مع أم كلثوم .... بل مع الخصوصية

ضوء خافت 05-11-2022 07:46 AM

و منذ تلك الليلة ..... صار عندي أسرار
و مخابيء للأوراق ......... فيها اعترافات بلهاء
لا زلت أحب الاحتفاظ بأسراري على أوراق ........
التفكير الصامت
أخذ حيز كبير في حياتي
وصل أحياناً حد الاختناق بأفكاري
دونتها على ورق
لأخفض من ضغطها
كانت إحدى الاوراق سبباً في نظرة استياء من أخي
محتواها : اعتراف ........
لا زلت أكتب الاعترافات
التفكير رغم أنه احتل حيزاً كبيراً
لكنه أتاح لي التأمل في ذاتي و من حولي
تعلمت الإنصات قبل التحدث
التفكير قبل الكلام
تعلمت التحكم بعقلي الباطن
و كيف أوقف الألم
و أزيل الحزن
تعلمت كيف أغير صفاتي .....للأفضل أو للأسوأ




كنت شايفة حالي وقتها !!
ليس أني شيء كبير ... لكن كنت أعتقد بأني أذكى من أن أُستَغَلّ !

ضوء خافت


الساعة الآن 11:15 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.