لا عجب إن رأيت الأشياء
على غير عادتها _
يختلط الأبيض بالأسود
فـ تحاول ترتيب الالوان ...
قد يتبدل المشهد
على حين غرة _
ربما تعانق الريح بـ عنفوان .....
تسعى كالطير
في هجرة شتوية
بلا حناجين .. ولا أحزان ....
ترافق الغيم طوعا
والأفق أنيس لـ حيران ....
البرق مصابيح هداية
والرعد إنشودة إن دوت
ترياق لـ فؤاد ولهان ....
قد تطوف كما الكوكب
حيث لا منتهى _
وتلامس النجمات
بـ ود .. وحنان .....
قد تنزع عن بنانك
قيودك المعتادة
قد تكون في معزل عن الضجيج
وتتخطى الزمن
بـ أزمان ..... وأزمان .........

/

هاني هاشم

/

هل علموك الطيران
هل أخبروك
أن التحليق للطير ..
حياة
كل ظني أنهم لم يعلموك
لم يخبروك
تركوك تنتشي بجناحيك
تجدل ريشاتك
تصنع معطفا
تزخرف تاجا ..
تغني كل يوم
ترفرف دوما
ولا تتحرك الأرض
والسماء لم تقترب ..
هذا الوميض الذهبي
القادم من أركان قفصك المرمري
كفيل بأن يرتب الرؤية
كما تسول لهم عيونهم
وآمالك البعيدة ...

/

هاني هاشم

/

بعض الأشياء .
تحتاج وقت طويل في التأويل
نجد من العناء مايجعلنا
نقبلها على علتها
محاولة منا لإيجاد التبريرات المناسبة
التى تواري الحقائق الغائبة .
ولأننا لانملك ميثاق سوي
يضخ النور في شرايين المفاهيم
نشد الرحال إلى أنصاف الحلول ........

/

هاني هاشم

/

تهرع المواقيت للظل .
والشمس آخذة في التمدد
من يقي الساعات عنفوان الصمت
إذا مابدا الصوت بلا هوية ...

/

أنشدها مع إنبلاج الصبح أمل
ومع الغروب أمنية
ومابينهما مواسم من حنين
وفصول إشتياق
وعمر ربيعي التقويم ...

/

هاني هاشم

/

أيها المهاجر
في عيون الليل
لاتخشى ويلات الدجى
تحصد الفقد
من سموات الصمت
ك بستاني أثمرت جنته
وراح يجمع النضير
في بهجة
وتغرس الأمل
في أرض روحك
ك طفل يلهو مع أقرانه
لايعلم من الوجود
سوى معانقة البسمة
تعلمت كيف تكسر قيود الخوف
وعلمك الليل
كيف تقهر حزنك
وعلمتني ..
كيف أساوم الصمت
وأردد في خاطري تفاصيلك ....

/

هاني هاشم

/

كيف يُغتال النور ؟
وفي كل يوم تضج السماء
بحقيقة أزلية
والشمس المهاجرة دون وداع
تفي بالعهود
كل الوشايات عن الظلام
محض إفتراء
وقربانك المعلق
على رابية الغموض
نهشته قبل الليلات .. ويلات
أقم قبل صلوات الخشوع
بنايات محرابك
ورتل ماشئت من آيات التوبة
كم تجرعت في ماضى الحزن .. آلاما
وإجتررت من المنى أحلاما
عساك بعد الدجى تحيا
في مهب الفجر لحظة
تمحو عنك ثرى الخطايا
وتبرء من ساحاتك
ضوء المنايا .......

/

هاني هاشم

/

أسكنتُكَ المُقل ..

/

أسكنتُكَ المُقل ..
حتى لا تغيب
أطبقت جفني على تفاصيلك
عسى التلاق ينزع عن النظرات
إثم الفراق ..

/

أسكنتك السمع .
حتى لا يَخفُت صوتك
تجتر النداءات من ذاكرة النسيان
ترانيم نبراتك .
وتعود ....
تُدوي ... وتهوي
من علياء الشغف إلى سحيق الحقيقة ..

/

تُطوى المسافات في حضرة ذكرك
تبتهل الأماكن
يكتظ الفكر برسمك
وفي كل ركن لك وطن .
أيقنت أن البعد الجسور
يستسلم طواعية
إذا ثارت نزعة الحواس ..

/

أستحضر في ليل الجوى
لقيا ....
ومن يناييع الشوق
لبيداء الفؤاد
سُقيا ....
ومن الأفول وحكايات الإشراق
ثورات .
تلتهم الأخضر واليابس ..

/

كنت ملء السمع والبصر
كنت للروح بنان
وللبنان أنفاس
كنت فحوى الحياة
كنت قدر ..
في ناموس الكون أشياء
إذا ماتركنا العنان للخلد فيها
ربما لا نعود
وإذا عدنا نبحث عن خبر ..

/

هاني هاشم ..
في . . 2018_2_2

/