وحدي هنا في صفحات الألم
كما أنا في صفحات هذا العدم
أتنفس الوحدة برأتي الصبر
ويكأن الكون انحسر حتى تكور في نقطة على مدار الزمن
ويكأني ظلال تلك النقطة المستترة في روحي
بلاهوية تلك اللحظات
تستوقفني إشارات مبهمة لا دين لها ولاعقيدة
غير أنها توصلني إلى الله
من شرفات العدم أطلّ ياوطني هذا الصباح
ألوّح لك بذراع البعد وتغرقتي الدموع
لم يعد بك حتى أطلال ذاكرتي
فقد شوّهوا بك الذكريات
غير أني ببعدك تعلّمت فنّ الموت بلا رفاة
تعلّمت ياوطني كيف أنت حياة ولاحياة
أتوضأ بالدموع
وعلى سجادة الغربة أتجه لقبلة البقاء
وسبحتي أنت بعد كل صلاة
بعد كل صلاة

عيناك بعيني
ويداك على عنقي
ألم تخجل بربك أيها الجبار
فقد غلبتك يا ألمي*
انتصرت عليك وخارت قواي
قد غلبتك بناداء قلبي .. ياااالله
أضعك الآن في قارورة الصبر وأغلق عليك بصمتي
وأرمي بك في بحر الدموع

أغيثوني من مشانق اليأس
فوالله لست بقاتلة الأمل
أخرجوني من بين فكيّ الموت
فالضحية أنا والقاتل يشهدلحظات اعدامي
والكل متفرج في ساحات النهاية
لا لسان ولا عقل

خمسة عشر عاما يا أبي في غياهب الفراق
لأجل قضية
وكان اللقاء من خلف حجب الحرمان عندما التقينا
وصفق الحنين بجناحيه*
أشتاقك الآن وقد ابتلعني الفراق من جديد لأجل ذات القضية
وجلّ ما أخشاه أن أجد سفن العودة ذات إياب
فلا أجد لك شاطئا أرسو عليه
أخشى أن لا أراك يا شاطئي المتواري خلف حجب الحرمان
رباه بحقّ سنوات الصبر
اجعل لمراكب اللقيا رياح أمل تسرع بي إليه
فقد انفطر قلبي حنينا
واغرق موج الحسرات *مراكب عمري في شاطئ الروح

أن يكسر ظهر الصبر مرضك يا أبتي
فهذا وربّ محمد مالا طاقة بي عليه
بحقّك اللهمّ شافه
فقد سحقتني رحى الصدمات

حين يمسك الأمل بذراعيك ويطير بك في سماوات الحلم وتتسع حدقة الإنتظار
تتجلى على مرآة البصيرة ملامح الفرح*
وحين يتثاءب أمامك الحلم ملئ السماوات والأرض وتتراخى أجفان الأمل على كتف الإنهيار
تغمض البصيرة عيون مرآتها ... وتبصر يديك مالم تبصره عيونك
من كوة الألم ترى السقوط
على أهبة اليأس تقف روحك*
وتسجد ضارعة *قبل الموت الأخير
تنادي في الظلمات.... ربي مسّني الضر وأنت أرحم الراحمين*
ترتجف السماء ... يستيقظ الحلم .... يمسك بك على غفلة أمل بعيد
فبين السماء والأرض لازالت هناك حبال الرحمة تتدلى*
فستمسك بأيها تشاء

مشانق الإنتظار في ساحات الأمل*
تلتف حول االرقاب في لحظة ألم جماعية
طويل حبلها حتى اللاموت ولاحياة
على أرض البقاء تستند الروح ببضع أصابع
ويتدلى جسد الصبر مكلوم الحياة

قبل نصف موت*

لازلت أمسك بأنامل الأمل ويسحبه *من يديّ أنفاسي إعصار اليأس الهائج بثوران ماقبل الفناء
زوبعة الغضب السماوي امتدّت أناملها حتى حشرجة البكاء
بلور الكبرياء يتحطم نافذة نافذة على جسد الروح المستلقية فوق أسرّة الإبتهال
لازال في الصبر بقية فوق أرصفة الرجاء*
لازال في أديم الصراخ الهامس بإذن القدر أنفاس روح تقول موهنة : ياربّ الغضب
ياربّ القهر
ياربّ القدر
ياربّ الإنتقام
ياربّ الظلم والظلّام
ياربّ ذنوبي
ياربّ حسناتي وعيوبي
ياربّ خضوعي
ياربّ خنوعي
ياربّ عبادتي
ياربّ شرودي
ياربااااااه*
ضاقت عليّ وقولك الحقّ : ادعوني أستجب لكم :
ربي إني مغلوب فانتصر
ربي إني مغلوب فانتصر
ربي إني مغلوب فانتصر

بوجعي : إيمان*