![]() |
|
|
المدينة المحرمة لا استطيع أن أخفي دهشتي وأنا أشاهد معالمها وما جال بفكري وأنا أتجول فيها وكيف كان يعيش فيها الامبراطور وتلاحقت من بعده الأسر الحاكمة..تزوج من 4000 زوجة وفي بداية كل عام يتفقد شجرة العائلة بماذا رزق ومن فقد منهم. يُحرم على الشعب دخولها فحفر من حولها الخنادق ووضع فيها المياه. المدينة المحرمة حكاية في أسطورة أو أسطورة في حكاية لا تنتهي ولكن تستحق الزيارة. وللأمبراطور جناح خاص يدخل فيه ويجلس فقط لكتابة الشعر..لابد ان يكون الامبراطور أديباً وذا موهبة شعر حاولت أن التقط صورة لهذا الجناح من الداخل وكان مزدحم فعذراً لوجود السائح في الصورة ولكن قليل الصور التي تخلو من صيني:) http://www.mbc66.net/upload/upgif1/P4773620.gif |
إلى أبي –رحمة الله عليه-مع أشواقي: ليتك تدرك يا أبي عندما أذكرك الآن ماذا يحل بي..بعد مرور 25سنة على وفاتك.. وكما عهدتك وعرفك الجميع ، صبور جدا وطويل البال ومنصت جيد للمتحدث. سآخذ متكأ من الراحة واشرح لك تفاصيل السنين الماضية في فقدك.. |
أول خمس سنين..كانت صدمة ممزوجة بمراهقة عاقلة وعلي أن أصبر مثل أمي وأشقائي وشقيقاتي.
ولم أعد تلك الطفلة التي تنتظر الساعة الرابعة عصراً لـ تشاكسك وتشرب معك من الشاي..وتستدر حنانك ومن ثم تعرض قائمة طلباتها هي وأخواتها. ثق يا أبي كنت مراهقة عاقلة وإن بكيتك سراً.وكنت أردد ماذا يعني أن أعيش من دون أب، ماذا يعني يتيمة.ماذا يعني أن تكون الساعة الرابعة كئيبة..حزينة.. كانت تفتقدك تلك الساعة متيقنة من هذا ،وكنت اعذرها. |
ما بعدها من خمس سنين..نضجت وحان قطافي ،ورأيت في ذلك الشيخ أنت..
وحمدت ربي أنه رزقني والد آخر بريت به وعقه أبنه..لا أنسى تلك الليلة عندما طلب مني أن نسير قليلا أنا وهو، واستغليت الفرصة لأسأله عنك..قلت له: هل كنت تعرف والدي رحمه الله؟ قال: لم أقابله في حياتي يا بنتي ولكن، كنت اسمع بذكره الطيب في كل مكان. والتزمنا الصمت..وقاطع صمتي وقال: أشهد أنه أحسن تربيتكم. ومع هذا نمت ليلتي ولم أبكيك.. ولكن بكيت ذاك الشيخ..حينما رزقه الله بأبناء عاقين...أسأل الله له حسن الخاتمة " اشتقت له كثيراً..ومازال يا أبي ذاك الشيخ يرسل لي تحياته وسلامه وأشواقه وطيب دعواته لي حتى العيدية لم ينساني منها..حتى بعد مرور هذه السنين لم ينساني ولم أنساه" |
وجاءت ال خمس التي تليها..وشعرت أن هناك هموم لم يعرفها صدري وأنا أعيش على صدرك،ولو كنت معي استرضاها لي..؟ كيف سيكون حزنك علي ؟
ومع هذا كنت أردد ليتك معي...ليتك معي..ولا أخفيك كنت أبكيك بحرقة حرقة شديدة.. وأعود استغفر ربي وأقول اللهم لا اعتراض..احتجت لوجودك كـ حاجة المريض لـ دواء.. الكل كان معي والله.. حتى شقيقي بكى معي كالطفل، وذاك شد على يدي وواساني، وذاك نصرني برأيه وحكمته ،وشقيقاتي كن لي بلسم جراح يتقاطر كـ عسل جبلي.. وأمي أخذتني في حضنها كالرضيعة أشتم عبق صدرها أبحث عن أمان... ولكن لم يكفيني كنت أريدك أنت..فهل ظلمت نفسي يا أبي.حينما طلبتك أنت ..والأحياء من حولي. تعلم يا أبي أن ذاك الشيخ وقف معي ضده..وقال كلمة ما تزال في قلبي قال: أنت شجاعة لا يهزمك شيء.. ارحلي واتركيه خلفك.وبكى فراقي وأبكاني انكساره حينما رحلت عنه.. |
وخمس سنين أخريات..اذكر أني رأيتك في المنام وأني حضنتك بقوة ، والله يا أبي قد يرى البعض أنه جنون ومبالغة لكن شممت لك ريحه طيبة..
جعلتني انتشي حد الغمام.وطلبت مني أن ابلغ أمي وأشقائي السلام.. وعرفت أنك راض عني وعنهم..وبكيتك ليال وأدركت أنك عالم بحالي وراض به فـ رضيت أنا به .. |
الساعة الآن 02:55 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.