الشاعر أم شعره
الفنان أم فنه

الأمر أوسع من ذلك صدّقني وأكثر تشعّبا، نحن لا نزال نحمل في دواخلنا ترسّبات العصبية العمياء، و مبدأ « هذا ما وجدنا عليه آباءنا » له أتباع أكثر بكثير مما نعتقد.
لدينا بلغة العصر الحديثة ما نسميه بسطوة الأحكام المسبقة/ التحيّزات، وليست جميعها تستند إلى منطق أو تبرير، ولا حتى قليلها يفعل !
قِس على ذلك تجاربنا تجاه نكهات الطعام الجديدة، نمط اللباس المختلف، طريقة مختلفة للتعامل مع شيء اعتدنا التعامل معه بنمطية ، حتى تعاملنا المباشر مع الأشخاص في حياتنا.
كل ذلك وأكثر ، بالإضافة إلى ما تفضّلتَ به أنت، يجعل خياراتنا محسومة منذ البداية، والتجربة عندنا مجرد وهم نظنّ أننا نعيشه.
وأن تهيئ فردا موضوعيا قادرا على الفصل بين الشخص وعمله، أو بين ميوله وواجبه، هذا يتطلب سنوات من النمذجة والتعديل السلوكي والبنائي، إنّما ليس مستحيلا.