يفترس الأيّام بشيب يتناثر في لحيته , يقول للأجل اقتربت ذراعا ً وما شأني مِنكَ إلا فتور , فما حياة المرء يطلبها بعد حُسن زائل , وما لوجع العين من الهرب يصير .

وكلَّما مرّ طيفُكِ كسحابة , تخونني تعابير الوجه , وتحتضر نيَّة الايجاب .

مائلٌ في كلّ صبح يتضرَّع للسَّماء , يحزم نواميس فِكره عند غاية محضة تردّد في ظلالها تعب السّنين , فأخاديد العمر ساكبة لطيّ كتمانه , حين ترتدي عينيه أفلاكَ الحنين .

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر
ردِّدها أخيّ ولا تحزن وثق بربّك .

وهبنا ياربّ قلبا ً يتَّسع لكلّ الملمّات .

تأتينَ كالشَّمعة توقد أدراج القلب المظلم , أقترب وأنسحب من بين يدي حنانك , ويستحيل معي الكلام , كعرجون قديم يناور حركة الأرض بظلاله الموشومة في ظهر الحياة , ويتلألأ وجهك قمرا ً مركونا ً في بقعة الفؤاد يناوش هربي من الفراغات ويرضي تخمة العين إحتراز !