![]() |
النص: [ مساءٌ جائر ] . طالما تواردت للفينة والأخرى، ولاستفاقة الظهيرة عنجهية، مساء جائر، وسُبُل اليقظة من ديمومة الانشطار عِلّتها افتقار، سريان المخيلة عاد للعام البعيد بغمده المفقود، والمذرب ارتوى وبكفِ القهرِ على الحجرِ يُسن، بصفرائهِ جزَّ وسَمْ، تورادت وسقطت حتى النواة، ابتسمت ذات مرة، فالحجر والسُم يقهر جبينه، صامت، صابر، جامد، ويبقى الحجر ذات الحجر، الغِمد مفقود، وآن للجزِّ أن يعود، أفلا أكون حجرا صابرا! . تبيان النص : نص حوى الرمزية، بيد أن هذه الرمزية لم تكن رمزية مفردة كما اعتدت أن أكتبها، كانت هنا الرمزية تحاول النهوض إلى المرتبة الأخرى من مراتب الرمزية، وهي رمزية المعنى، والمقصود برمزية المعنى: التركيز على الفِكرة ليس استنادا للمفردة الغريبة أو الغير مستهلكة أو تورية معناها، بقدر ماهو تركيز على الفِكرة وكيفية التعمق بها، والأجدر مع ماذكرت بروز " القفلة " وهي مفتاح هذا النوع من الرمزية، باختصار كان هكذا النص. |
هل هناك أقسى وأحزن وأقصم للظهر من خبر وفاة صديقٍ عزيز على الروح؟ هو خبر صباحي هذا، رحمك الله ياعبدالعزيز وغفر لك، اللهم آمين. |
يُقال إن أمر الفقد [ الوفاة ] بين الصديقين لأحدهما قد تطويه الأيام ويكون نسيا منسيا! قد يكون ذلك بين الزملاء، لا الأصدقاء. |
التردد منهجية غير لائقة، خاصة وإن كانت لفلان على حساب ( خاطر ) فلان. الحسم هنا منطقي جدا، احضر كأنت أو ارحل بكاملك. |
مع زحمة العمل وقسوته التي لا ترحم تلك الفسحة للـ قلم، يبدو أنه لا مناص من الاعتراف بالركود السائد على ناصية الحرف، ومع هذا أحاول أن أقرأ كثيرا نصوصا نثرية علّني أجد فسحة فأتشبث بها لأكتب حرفا وإن كان بدائيا. |
جُل ماقصم ظهري هو فقد ذاك الصاحب [ عبدالعزيز ]، وجُل مايكتبه حرفي الآن هو الرثاء، بيد أنه لمثل هذا الحرف أن يبقى حبيس دفتري، فلا أنس بنشره. |
حتى هذه الليلة القلم ( الحرف ) ساقط جدا، تصبحون على نور ورحمة. |
قراءة في نص : [ سراب أحلامي لا تغادر ] للكاتبة : زينب الحرز. النص هنا: http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=31898 يبدو أن الحزن قد نهج نهجه مع الكاتبة، ويتضح جليا أن الكاتبة لم تألف هذا النوع من الكتابة، بيد أن الكاتبة تملك قلم ( أبجد هوّز ) وهذا القلم يحوي مفردات بوح شاملة، والحزن هنا اصطف ليجعل لنفسه مساحة بوح معها. [ فلست كاتبة حزينة بالعادة لذا هي مجرد تنهيدة قلم متعب ,, ] حتى ومع افتتاحية النص الدالة بشكل مباشر على الحزن، فإن الكاتبة تنفي الحضور الكامل للحزن مع حرفها وترفضه: [ لم لاتسعفني قريحتي بما أريده منها حين أطلبه ,, ] وهذا النوع من النفي ماهو إلا تبريرا لحالة القلم حينذٍ وطقسه الغير مرحبا بهِ لدى الكاتبة، وهو مايتضح من خلال: [ كلا ,, لابد أن أهزم الحزن و أجبره على الركوع في حضرة بوح أحرفي ,, ] والتبرير الآخر لنهج هذا الحزن والكتابة عليه، والذي أعتبره المدخل الأساس لمنطق البوح كاملا: [ لكن صمته القاتل يدفع بالأحزان أن ترفع صخبها و ترقص على جراحات كادت أن تندمل ,, ] مفردة واحدة وإسقاطين لها: ( 1 ) [ أجره بدمعياتي التي لطخت وجنتاي بلا لون ,, ] هي دميعات وبالتالي فهي كناية عن القلة القليلة، فكيف لهذه القلة القليلة من الدمع أن تلطّخ وجنتي هذه الحزينة؟ ( 2 ) [ حسناً يكفي هذا ,, لن ألطخ بقايا أبجدية مشاعري بحزن يصعب مسحه ,, ] بينما الإسقاط هنا لمفردة ( ألطّخ ) كان موفقا جدا، إذ أنه يعبّر عن الكمية الوافرة للحزن وبالتالي قدرتها على تلطيخ باقي الأبجدية التي تظفر بها الكتابة بعيدا عن الحزن. مقطوعة نثرية إلحاقية: [ صافحت حرفي الماضي ,, يبدو هزيلاً و به مسحة حزن ,, أحقاً كنت أكتب الحزن هنا ؟؟ لا أتذكر ذلك ,, ربما لأني عاشرت الفرح أكثر منه ,, و لكن كلا , فتلك ليست لوحات نثر حزينة بالكامل , فمقطوعات الحزن لاتعزفها قيثارتي بشكل صحيح إذا لابد أن تنهيها بفرح كلاسيكي ,, إذن ماهي ؟ هي مجرد إغماضة تغوص في بحيرة من الظلام ,, قبل أن يبهجها رذاذ النور من جديد ,, فتضحك كوليد أشرق لدنيا استقبلها بالبكاء أولاً. ] هذه المقطوعة ماهي إلا استدراك لحرف الحزن الغير موغل، فماهذا الحزن إلا طبقة أولى من طبقات الحزن، وبالتالي فإن الكاتبة ومع هذه المقطوعة الإلحاقية تستأنف مع حرف الفرح المستقبلي، وذلك من خلال: [ قبل أن يبهجها رذاذ النور من جديد ,, فتضحك كوليد أشرق لدنيا استقبلها بالبكاء أولاً. ] النص بمجمله واقعي ويحكي حالة قلم خالطه الحزن لفترة زمنية ليست بالطويلة، وليست _ أقصد الحالة _ بتلك التي تقف على ناصية الحزن فتشرع معه الكاتبة بأبجديتها بوحا. فشكرا للكاتبة هذا النص الرائع، تحياتي |
الساعة الآن 01:42 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.