![]() |
في المحادثات الكتابية التي تجري من خلال برامج التواصل المختلفة ... نفتقد في بعض المواقف القدرة على توصيل الشعور المرافق للمكتوب
غضب فرح قلق استياء عتاب حنين حيرة ضحك و غيرها من المشاعر و قد نستعين بالوجوه التعبيرية لتقريب الحالة ... لكن في بعض المواقف ... نضطر او نحتاج لأن نتحدث بشكل مباشر ... بالصوت سواء محادثة صوتية أو تسجيل صوتي قصير فقط ليتخيل الطرف الآخر الحالة الانفعالية التي يقصدها الشخص الذي يحدثه |
ثالث استكانة شاي أسكبها و لا أحتسيها ...
منهمكة في انتظارٍ ما ... متصلّبة على قيد الصمت لا أغادر مقعدي ... على أمل أن يعلن هذا المساء فناءَنا أُعدّ أصابعي لرقصة المحو و خطى الحذف التي ستجري على هيئة مقطوعة عريقة لحنها موضوع منذ وقت طويل و ينتظر آلة الزمن لتنحتها الظروف ... ليبدأ العزف بالعزف ... و النقر على ظهر الصبر ... و النفخ في قِرب حنين فارغة ... تقطع الأنفاس ... و لا موت نستعد أنا و قدمي و أصابعي مستبعدين القلب و العقل المتعاركين المتصارعين منذ عصور عن ساحة الموقف ... ستُنصَب المقصلة و يُقطع رأس الأمل اللعين ... بسيف اليأس و يبقى الوفاء جمهور شاهد ... يكمم فاهه سلطة الحزن بيد طولى ... تقبض على ما تبقى من رجاء |
أرغب ( بالهجّة ) إلى مكان لا يعرفني فيه إنسان ... أبني من التراب قصور زائفة و من سعف النخيل قارب أحلام
أصدقائي عصفوران ... أحدهما يتكلم و الآخر يغرد ... و صديقنا الرابع سلحفاة هادئة ... و النمل و النحل يكنسان بقايا الوقت و يمتصان ما تبقى من رحيق اللهفة من أصابعي ... لدينا متسع من الصمت و قليل من الرهبة و كثير جدا جدا من الحرية لنشد غطاء الأمس دون أن يرتعش الماضي خوفا من هذا الحاضر ... نملتان ... تسلكان سبيلهما على ساعدي ... و مفترق الطرق يؤدي إلى وجهة واحدة ... حبل أقبض عليه منذ أعوام ... لم يعصمني من زلل الثبات في ذات المكان ... منذ أعوام و النحل يوقظني باكراً ... لأغرف شهد المسافة المهجورة ... و أنسى أن الطريق كان يوماً ما ... من هناك ... عصفوري الناطق ... يملأ رأسي بضجيج محبب ... و على غير عادة الطيور ... الآخر يبدأ بالغناء مع غروب ابتسامتي ... يهدهدني و لا أنام عن السلحفاة أقول ... تذكّرني بكَ ... و بهدوئك الشرس ... عندما يتعلق الأمر بالوصول إلى القمة ... القمم تهبط إليك ... ( ما كتب أعلاه ليس إلا تخاريف ضوء أحمر ) |
سألتهم حبة التوت ... و أتلذذ بها حتى لو كانت حامضة ...
من ذاق المرّ لن يضنيه احتمال المذاق اللاذع ... ستجدني من المبتسمين ... و أطلب المزيد من اللا شيء ... ليس لأني جائعة ... بل لأني متعبة جدا جدا جدا ... لا طاقة لي لأشرح ... ولا لأرفض ... و لا لأصمت ... منذ سنوات طويلة جداً ... أغفو و لا أنام ... لأني لست في سريري ... و لا على سرير الأحلام ... حتى الأوهام نصب لي فراشاً و صنع لي وسادة و لحاف وثير ناعم جداً ... لكني لا أنام ... أستغرق بالتعب ... و أغرق بالألم ... و أستيقظ فاقدة الوعي ... و أعض على أصابعكَ خوفاً من أن يوقظني الوهم ... و أبكيك سراً حتى تسمع و تثور على نفسكَ العاجزة لكنكَ قطعت يديكَ و فررت إلى أمسِكَ السحيق ... و قلت هيت لها ... لذا ... أعطني توتاً ناضجاً ... و لا تغرّكَ ابتسامتي . |
لم يكتُبنِي قط أحد مثلكَ ... و كأن قلمكَ ريشة عاشق ...
يرسمني ... يُجمَلني ... و يخصف على سوداويتي حريراً أبيضاً يسترني ... و به أتعفّف عن سواه عيناه ... آه يا عيناه و الكون كله تضاءل و اختزلته عيناك ... ففيكَ الهواء و الغذاء و الشراب و الثواب و العقاب و المغفرة و الذنوب و الخيال و الجمال ... فيك السكون و الاجتياح في عينيكَ اللهفة و الغرور و الاندفاع و الأناة ... فيكَ صبر و يسر و عسر و همس صداه صراخ ... و لونهما الذي يشبه بشفافيته شهد الحقول ... و بعمقهما بئر لا يسقي كل النساء ... يا من عرفَني أكثر منّي ... و عرَّفتُه إلى نفسِه ... حقا ... نحن التائهين الذَين حين التقيا ... ضاعا عن سبل الحياة و أغلقا باب المتاهة على أمل ألا يجِدا مخرجاً ... |
بعض المشاعر يجب أن تموت ...
كعليلٍ لا طِبّ له ... |
أقدّس المسافة ... أقدّسها كجدار يحميكم من سوأة حزني و شطط عقلي و شروخ قلبي ... أضع العالم كله بعد المسافة بصمت ... و فرسخ يأس ... و أميالاً بلا دليل و لا خبر يُذكَر ... ( أي جنونٍ أصابَها ) فلنتّقي ... قبل أن تقع الأيدي في براثن الشعور ... فالشعور هوة سحيقة ... إن تقرّرت بصدق ... و أنا قرّرت أن أتسلّح بالكذب ... هذا الشعث ما كساني إلا حين صَدَقت ... و صدَّقت الأكاذيب أطول عمراً حتى لو كان حبلها مشنقة ... تقتات على النفاق و الاحتياج ... و أنا مشبعة ... الحزن لا يدعني أفكر بالجوع إليك ... كم أشعر بكَ رغم كل هذا ... يقرضك الحنين من أعماقك ... و تبقى صامداً لكل تلك الشعوب التي مرّت تحت يديك خبئ عينيكَ جيداً ... اللتين تنتزعان من فمي اعترافاً غبياً ... يعيدني إلى قيد المسافة من جديد ... |
|
الساعة الآن 12:15 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.