عن عنصريّتي ... أنا منحازة جداً لحزني
لا أقبل فيه نقاشاً و لا جدالاً ... مقدّس و تحفّه الهيبة كلما خيّم و ضرب بأطنابه على ضوئي ... و ليستبد بي ظلام الشعور ... و كآبة النظرة .... تفخيماً لمقدمه هو لا سواه ... يصبح لي وسادة و فراشاً وثير ... حين يهجرني الأقربين ...المتحجّرين في الصمت ... هو و لا مثله أحد ... يغتصب عيني بلا هوادة ... و يهدر ملحها و يذيب فيها عسر الفقد ... ما وجدت حبيباً يفعلها ... حتى أمي ... لم تتفقد قط قلبي و تخاف على عذريته ... همّها عار جسدي المتمرّد ... إياكم ... أن تستكثروا على وجنتي أن يجري عليها حزني أو أن تنكروا على سواد عيني سوداوية نظرتي ... هذا كحلي الذي لا يفسده البكاء ... أنا سعيدة هذه الليلة ... بقدر الحزن القابع في صدري على الأقل ... سينام إلى جانبي شيء يستشعرني يشتهي عيناي ... و يجعل شفتي ترتعشان ... و يشاركني الوسادة و ربما تمادى ... و ضاجعني حدّ النواح وجعاً .... و يا للذة هذا الألم يا أيتها الحياة ... ما ضرني أني وحيدة .. |
أنصِت لي يا شهريارها ... و دع شهرزاد تحكي لجماهيرها
دع عنك مخدعها و خِدعها ... و سدّد طعناتك في صدري لن أبحث عن مفرّ ينقذني من سيفك ... هاته ... و خض كل معاركك على أرض خوفي من الجيوش التي جيشتها عيناك .. حتى أحيا ... عليك أن تقتلني هل تفهمني ؟! أم أنك عاجز آخر ... سيفغر فاه أمام جنوني و ينسحب عن حدودي ... ها أنا ... بكل عقدي و اعتقاداتي و انكساراتي و جبروت مشاعري ... نئن : هيت لك ... أسفك دم المسافة على منحري ... دع الماء يجري ... و أنصت لفورة الخوف و ثورة البكاء الآتية من أحشائي .. سُرَّني بأسري بعد موتي ... أوقد الليل بسرّي ... و أشعل بالأمان أصابعي ... فأصابعي ترتجف كلما حملتُ إليك نفسي ... |
كنتُ أدري ...
لا شيء يبقى على حال ... لا المشاعر لا النفوس و القلوب و العقول و الأفكار ... حتى أنا ... ثابتة على التغيير و متغيرة عن الثوابت لا شيء حقيقي تماماً ... هنالك جزء تصنعه أوهامنا ... و تنسجه أمنياتنا كلّنا ندّعي أننا لن نتغيّر ... لن نتخلّى ... لن نهرب من خرم خوف أو ملل ... و نؤمن بنا ... و بهم لكننا قبل ذلك ... فلنحكم سيطرتنا على أهواءنا و مزاجنا و ظروفنا بعد ذلك ... نبدأ تلاوة الوعود ... لأن نكثها أشبه بطعنة في ظهر أحبتنا ... |
الحياة تمارس علينا ضغوطها ...
تدفعنا و تحاصرنا في زاوية حادة ... بين فكّي المستحيل ... و في اللحظة التي بها ننجو ... نعاهد أنفسنا على أن نساير الحياة و نداهنها ... لكي لا تحاول التهامنا من جديد |
من الغباء ألا أبتسم في هذه الأمسية الحزينة ...
كل شيء متاح حيث أنا ... كل المتناقضات و المحرمات و المباح و المحظور و القبح و الجمال ... و لا أحد سواي هنا ... فما يمنعني عن اعتناق فكرة أو سلوك لا يمكن تصنيفها تحت بند متفق عليه .. لديّ الحرية في أن أخرج عن قيدي ... ثم أعود لسجني أن أتذوق طعم الخير و الشر في داخلي ... دون أن أرعى لأحد خاطر ... أنا مستلقية الآن ... على كومة من فوضى فكرية ... إحداها ألوانها صارخة و الأخرى ماجنة و ثالثة طاهرة و تحتها أخرى سافرة ... و لساني متأهب لقول قصيدة عصماء بذيئة عن الأخلاق ... و يزاحمها خطبة نزيهة عن السياسة المرتبطة بالقبلات الحميمة !! هل خرجت عن الذوق العام ؟!! لأني أرغب بتغيير أجواء ليلي الحزين هناك ... |
لن أبقى ...
و لن أنتظر حتى تقتلني ظروف رجل آخر ... كنت في موتي مستريحة ... كنت عاطلة عن الشعور ... خارجة من مقبرة الأحياء ... راحلة بنفسي إلى نفسي عنكم ... فاتركوني ألعق يأسي و أحتسي وقتي على مهل بلا ملل ... |
فقط ...
سقط ... و نقط نقط |
و هل نحن بخير !!
كان بودّي لو أوزع هذه الأمنية معقودة بخيوط الصدق ... و أدسّها في يد كل أولئك الذين لا أعرفهم ... و أخبرهم سرّاً أنا و الخَمس افترقنا ... و عدنا ثم افترقنا ... و عدنا و اجتمعنا و مرة أخرى ابتعدنا ... قصتنا أقصر من أن تحكى و أطول من أن تكتب مدّ و جزر ... بداية واحدة و ألف نهاية ... نحوم حول ليلة حائرة لا تجد مستقر و لا مأوى ... |
الساعة الآن 04:42 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.