تمرّ الأيام يا صبح القهوة مرّ السّحاب ، صوت الناي يعيد تشكيل اسطوانته الاعتياديّة والشمس متبرّجة بجناحيّ الأفق تداعب مطلع الكلمات كحانية تمسّد شعر المساكين ، وأنا المخضّب بالصمت أنتزع من غمد الليل جفوة الرحيل ، واهرش سمع الجدران بحكائية أسيرة لا تقبل في الجدال منازع لسان ، يفتنني البقاء على قيد أمل يكشط آخر الحظ على القارعة ، ويغمرني من فحيح النّجوى أصوات كثيرة للمطر ، فربّما بعض البلل أقدر على لمس ذاك الجمود المنحسر في غيبٍ شديد ، لا يهراق من رقبة الفراغ إلا دمعة ساخنة تروي شعث الأغبر المركون دواخله ، بسمة شاكرة تنظر الآخرة مصير . |
حاشية فكرك متسلّطة ، تتخلّص من حريّتك بقرارات عديمة الجدوى ، وحدها فكرة الموت متّسعة لا يفهم لها نظير . |
وحين تتماسك الحياة في جيب بسمتي يغار من حيرته الشّرود هب أنك توالي صمتك بكلّ دمعة ولا يعتريك من الأمل مفتاح . |
كلّما تناهت لقلب المحب الإنتظارات يقتل الغد تعاريفه وتتعلق المسافات . |
نفيق على الأحلام كلّ يوم مائجٌ سبره ، لا ندري أنحن من صحّت روحه حين إدراك أم أنّ قلب الحياة شاع ذكره في خاطر الأيام ، مسكينة تلك الخطى التائهة ترمي بالأرصفة جنون أنفاسنا ونحن في الغربة نتناسل ضمائر كاذبة ويعترينا المفهوم الضّيق للإنسان . |
حيث تلفّ وجه الفكرة عن مخاض الدنيا ، لا ترى إلا جموح القلق يحتوي الأمكنة ، كل الرؤوس تزعق بالأحلام على شفا حفرة من أمل ، وحدك تمارس غوغائيّة الانتصار على مصيرك ولا تفلحك الظنون ، تتعلّق بسارية الخلاص كل غرق يدسّ أنفته فيك وتعيد دوران الأرض في معدة الأشياء اللامفهومة وتستنجد بالنوم ، كم مسكينٌ حائر الأمر يا إنسان علّ ربّك ينجيك من سطوة تلعثمك حين تمدّ يد الإذعان . |
عن الحب أتحدث : ساعة يمرّ طيفك ِالوردي أطراف العقل بنكهة الشوق ، تتقلّص الحياة في داخلي ويتّسع في جوانبي حنانك ، فالخدر الذي يكلّل اللحظة .. سامٌ لدرجة الشرود ! تذكرين ذات الحلم الذي سار بأقدامنا حيث جزيرة النجاة : نجاة الروح أقصد ، هناك في المواثيق القلبيّة احتدمت الألوان وخافنا صرير اللهفة مدرار إبتسام ، غيث عينيك ِ امتطى بصيرة الرّوح بكامل الوهم والحقيقة ، أعاد تشكيل العاطفة البائدة وتفشى في القلب السكون ، ما يديكِ البتولين إلا سحابة مطر خجلى من الجفاف ، تحتدم في عرقي رائحة وجودك ويتخمني الفراغ البعيد ، للحب غايات ملتوية الجناس ، تارة يقصف حكمتك بوابل الصمت ويأخذك سحراً لتمارس كهانة الإغماء ، لا تعرفك ولا تريدك أن تدري ما حالتك سوى أن تستفيض بعمق من لذة الإقتناع ، وجهك ِ سيدتي العريقة أسراب فراشات تختال على بحر زاه من عطش المزيد ، ساربٌ بهيمنة على البصيرة ينزع مفاهيم الوداع من الهموم ويغرس نبل وردة رقيقة تتنفس الحياة ، كذا أناي في كثيف خجلك أتمطّى ، يتسع المدى في نبضي ولا ألملمني كما اعتدت في الوحدة النكراء ، حلم جميل كهفوة صبح ضحوك يغازل ملمس خديك القمر ، وتغادر المساءات برفق من رأسي ، يتساقط كحل الأسئلة عمراً آخرا يستوجب البقاء ، لوّحي بيدك على آفاق صدري لتزورني النوارس كل دمع آثم ، لتحتضنني الأرض برأفة وأتناسي عويل الكلمات . |
تقبل الله طاعاتكم وكل عام وأنتم والأمة الاسلامية بخير ونصر عزيز .
|
الساعة الآن 02:17 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.