![]() |
رأيتُني , واقِفَ جِذعِ البَردِ أستَقي مِعطَف بَقاءْ ودِفءُ رُؤيايَ يَهربُ إلى عِناقِ أوجاعْ بل أصْفَعُني بلا لَونٍ إلى بَحر الظَّن وَتراتيلِ الهُروبْ وسَلْ قُربَى العُيون حِكايةً هامَ في تَغريدِ السَّحابْ دِثارُها |
تفيق والنَّدى شريكٌ لغرابتك وتبتسم في وجه الضّحى شاكرا ً على نعم أنت منها في زحام ... ما يُبقيك على خسارة في صحوك إلا تردّدات النَّعيم في خاطر أملك , نور الإله حين يسطع من بين عينيك والآخرة قرارك , يا صبح مهلا ً والنّوارس شبعى من غاية الإتّساع , خذني طيرا ً سابحا ً في جوّ السماء . |
الحمدلله بها تبدأ مكنونات النَّفس غاية الغايات , وهذه قطرات المَطر تروي حكايا المساء المولع بالموت لأجل الحياة وكما تضيق في الوَسَعة الأفكار , تتحرَّر أنت في الكلمات وترسي حُجًّتك على بياض . |
ضجيج الذّاكرة مسلوب الإرادة , والصّباحات حين صوتكِ القادم من جوف الشَّوق كفيلٌ بأن يوسّع مدارك المسافات الحانقة , كما وجهك يأخذني إلى اليباب نِحلة , استفيقُ وهلع الوجود يستحمّ بي دونك , صباح الخير لكلّ الأشياء حين يُراد لها البقاء . |
تتصاعد أنفاسُ النَّدى من غيم الحنين , تتكاثر تعابير القلوب , وتنحاز الأصوات في دفين وجهك العالق في بقاياي , يا بسمة الصّبح الضّحوك سلاما ً . |
مازالت لعنة الحرف تستقطب يديّ لقتل صيغة الأمزجة المقيتة، تموج الكلمات حول رأسي كاسطوانة مشروخة ، ويعتليني في الأرق الفراغ، ها أنت تتسلّق الجدران لتصل إلى نشوة الوجود ، تستعير من آفة الوقع شرفاً لعينيك لتبصر الوقت والحنين والذكريات ، حين كنت تغزل من الأقمار حياة أخرى لا تستوعب الشقاء ، ها أنت والزرقة أوفت منك آخرك ، تتلعثم في حياكة المحتوى ، تضيع منك الاستعارات ، وتتمكّن منك سوءة الحاضر وعناوين السهر وسهر العناوين ، كم غربة فيك تحتضر يا قصيّ الغمام ؟ مضى زمن وأنت ذائب في غطرسة الصمت ، لا تشتهي الكتابة ولا تشتهيك ، تمجّ الرحيل موكباً غابراً تعزف منه مجدك المتطاير في اليقين ، تسكن أضيق فكرة ، وتمزّق أوسع نتيجة ، فيا لها من حريّة مسجونة وعزاء مكبوت . ها أنت في الطرف الآخر من عمر ، في المقعد الأخير ،تلوّح للطرقات المتناسلة في دمك سلام الأبرياء ، شوق المدائن الخربة ، حنين المساءات الناضجة بالعتوم . ولم يعجبني . |
الشوق عارمٌ فاضح يعرّي كسوة الشتاء ويزعزع المنطق الأصيل ،، والذنب أوسع موعدٍ يقصيك رغم حرارة الوجد وتفاصيل النسيان .. تعوّد أيّها الليل ألا تمشّط ما بقي من أحزان على قارعة القلب ، فلذة الفرح قصيرة المُكث، ولذّة الحزن غائرة تلين للدمع حين تفتك الوحدة دار البيان . |
ينحدر من شفاهي جفاف بعدك ، أكاد أقتل الرّغبة في استحضار مرادفات ترسمك ، ويتسمّر في خلد الظّنون صداي ، علّ مسعفٍ مارقٍ يبيع حظّه للكلمات ، فالاستيطان في فراغ الشوق مشدوه حدثه ، يشدّ من سواعد اللّيل رغائبه النّزقَة ويذريني والكلام على حائط لا تترتّب فيه المضامين . |
الساعة الآن 09:44 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.