منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   " ليتني " .. ووجه يعصف في المساء (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=23646)

سحر الناجي 09-20-2010 05:57 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح الحريري (المشاركة 674228)
هنا وطن الأمنيات ...
وطنٌ لمن أراد أن يسافر نحو أعماق اللغة ..
وطنٌ الراحلون من معارك الخيبة إلى جداول النثر والمطر ...!

يــ سحر ...
أعقدي عزائم أبجديتكِ...
أجعلي كاهن فكرك ينفث في عقد الكلمات ...
احرقي حطام الحزن ودعي دخان الاحتراق يملأ فضاء انتصاركِ ...


برب هاروت وماروت ...
أن في هذا المتصفح مغتسل أدبي مباح ...!

صالح الحريري ..
ورب الشعرى .. الذي أضحك وأبكى ..
إن في مرورك لزهو يلجم الذات ويحيلها إلى خلايا لا تجيد سوى الامتنان ..
شكرآ كأندروميدا التي لا تشابهها مجرة أخرى في الكون
تقديري

سحر الناجي 09-20-2010 05:59 AM


* لا أريد غير قربك ..
في تكالب الدهشة لا أجيد ممارسة الراحة .. أجفل - ربما - بينما رقعة السراب تستشري في العيون ..
كان المدى يحمل بين ذراعيه وليد لا ينبس ببنت شفة ..
هو غدنا الأبيض .. الذي نحتناه من خفقات قلوبنا ..
بتنا بلا مآل ولا آمال .. وبقيت الذريعة هي المنفس كي نلتقط أنفاسنا من جحور النهار ..
قيل : وما صولة الحلم إلا كرأس إبرة مدببة توخز الوعي .. فتسيل قطرات من اللهفة ..
قد سرقونا سيدي من وجه الحقيقة وزجوا بنا في زنازين الوهم ..
قد تربصوا بنا دائرة الغياب .. فآلوا على حقدهم أن لا يجتمع شتاتنا ..
في دهاليز متشعبة كأحجية رماها القدر في قعر جب بلا قرار ..
وبين أنحاء الأوردة .. تعالت صيحات الدماء الواجمة ..فضاق على الروح جسدها ..
وقامت تنسل رويدآ من مسامات غافية .. لتهرع إلى بوابة العدم ..
حكايا الغيم علقت بأصابعي .. والمطر الغاضب لا ينفك يحيل التراب إلى أوحال حانقة ..
وبجانب القفار وقف الجبل ينزع سفحه .. ويلقي به في وجه الواد ..
انقلبت الموازين يا عمري .. انعدمت .. حتى أينشتاين لو بُعث لن يقوى على مناوشة نسبيته ..
انعدمت الجاذبية .. حتى أمسكت أرواحنا بنتوء الهضاب .. والجسد يلوذ إلى الفضاء فرارا ..
نحن أبناء الخجل .. والفضيلة تنأى بنا عن مغزى الآثام ..
نحن سلالة الريح التي لا تهب إلا برحمة الإله ..
نحن .. الغريب في عهد الغرابة والعجب ..
إلهي .. كن لنا معينا .. وألصقة بي ..
واجعله بقربي ..

سحر الناجي 09-22-2010 05:06 AM


* كفجأة .. دون تنظيم ..
جاء الهزال حبات مدببة تتدحرج على عظامي ..
جروح مزركشة بالوخز تناثرت على مسامات إدراكي اللاجئ إلى الخمول .. والعبوس ..
أهيم فوق جناح غيمة , وعلى قوس ألوان في شطر فراشة ..
وأتسلل على رؤوس شتاتي إلى حيث الحلم يندس في قلب المطر ..
حجرات رأسي عشر , إحداها تظللت بستائر النور وخبأتك أنت - يا سيد نبضي - فيها ..
أنت والنوارس وضحكات ممجوجة من محاجر الزهر ..
وثمة وجوه لا أستبينها وسط الركض ..ترافق حاشيتك ..
ووضعتك في ركن كان عرش الروح ينتظر تنصيبك هناك ..
ربما .. على رابية سبات في مدائن الوهم .. تعمدتَ أ أن تكون هناك أميري ..
وويحه وجهك حين يقتحمني وسط الزحام .. ويحها تيك الابتسامة الخلابة ..
وشوقي أودى بكل مدادي إلى ماوراء الشمس , لا يهطل بحضرتك إلا تلعثمات ..
اهدأي يا نبضاتي .. لا تلثغي وأنت التي تجيدين نقش الخفق على معازف الخلايا الرزينة ..
أنجدني أيها المتعب .. يا ذهني المعطر بالذهول .. ويبصق سبات الحمق ..
كوني بخير يا عيني , ولا تصبي بجام دمعكِِ في قعر فنجاني الخاوي من قهوة كان هو مذاقها ..
أنا .. بهذا الشتات , لا أقدر على اتمام الزمن بشفاه باسمة ..
أنا فقدٌ .. في زمن ضائع .. تكوم فيه العثورعلى أجداث متعفنة , والأحداق لا تفتشني أو تجدني ..
مجرد شبح أمسيت .. وعظامي المحسوسة تبخرت حين أومأت لأطياف وسراب بأن يجالسوا مخيلتي ..
برشفة من آهة تجشأتها غصتي تراءى قلبي خارج جسدي , وتبوأ من الجدار مكانا عليا ..
بكل ما أنوء به من هذيان أجدني عاقلة بدون جمجمتي التي نسيتها على أرصفة الذكرى ..
حتى التو .. لا أعلم أين أنا .. جسدي أستشعره هنا .. والروح تنأى عني في بعد زمني كوني آخر ..
أين أجدني .. والمسافة تبعد عني ما بين الأرض وسدرة المنتهى ..
أين أجزائي ياشطري .. وأنت قد تملكتَ حتى مسامي !
أين يا ساكن الروح والقلب ..
وقد اختار بدني التراب ليلتصق به حيث كينونته الأولى ..
طالما أنت في الغياب ..

سحر الناجي 09-24-2010 03:03 AM


* أنت أُحجيتي العجيبة ..
أعطيني بعضي .. ورد علي قامتي .. التي سقطت على ضفتك في قعر الألم ..
ذاك هو ترابك .. أديمك .. الذي عجنته من صرخة الريح .. وألهبته بحريق قسوتك ..
تتكالب على الأخيلة ,,, تتهافت همهمات وعند الصوت العاشر , تلوذ أمنياتي إلى خدرها بين الخلايا الفارغ من روائحك ..
عيني التي فقدت وجهك في تعاويذ الريح .. المتأرجحة تدحرجآ صوب غيهب لا تنيره الزنابق ..
عيني المقفرة من البريق .. المتهتكة بخدش دمعة اصطلت حممآ للفراق .. المنكسرة تحديقآ حين دنو السطوع من أسرجة المكان ..
عيني ..برحت مصابة بالعمى لأنك يا قنديلها جمعت أنوارك .. وبقيت .. هناك .. مغيبا ..
" أريد أن أراكِ كنجمة تتبختر على سلالم المجد .. أريد أن أكلمكِ .. وألمس حضورك .. أريد .. وأريد .. وأريد "
ما جدوى الأمنيات إن كانت تشح معين معين الصواب .. ما الداع إلى ارتكاب الدهشة والمسافات تزداد بعدآ بين كوكبينا ؟
لن أضع لخريطتي مسارآ وانت تضاريسها الغير مرئية .. لن أفتش مدينتي .. وظلك هو النابت على أرصفتها ..
وعلام .. أبث كل غضبي وأصبه عليك .. وأنا الهفوات التي صنعتها بأصابعي المرتعشة .. حين فضلتك عن العالمين ..
وتينك العينان .. ما هما الا عاقبة النظر بحدة في عمق الضباب .. هما ..اللتان جلبتا إلى ودنا الغضب ..
" والله .. لن أغضب منك أبدآ .. فأنت ملهمتي الماثلة أمامي دومآ .. أحدثكِ .. وأشاكسكِ كيفما شئت "
وأنت ردحآ من الفرح ما يتسلق سياج عمري ويرتق جرحي بخيوط من البهاء .. كفارس أتاني فرسه وحيدآ ذات عاصفة .. ليزيدني حيرة وحزنا ..
أنت من أريد أن أنصت إلى قلبك .. وشرايينك .. وصوتك المتبور بالهمس ..
أنت الخرافة العابرة لأوردتي , ولا أقدر على أن أنزفها حقيقة من حولي ..
" لدي كثير من الحديث معك .. لا يكفيه الليل بطولة "
أتحسس دمك في عروقي .. وأنفاسك في رئتي .. أمسح عرقك عن جبيني , وألوذ بك "
وما التراب المغرق به لونك الأسمر سوى سر آخر يجعلني اقترف الذهول حين أتخيلك "
" أنتِ أجمل سر في حياتي جعلني أتوغل في معرفة جمال كل شئ في الكون "
وأنت السر المعتلي صهوة اهتمامي .. واكتراثي .. حين أقدر على فك كل الطلاسم ..
عدا أُحجية فراقك ..

سحر الناجي 09-24-2010 03:08 AM


* ماذا قلت..!!
أزلق إلى حلقي قطرات من التنهيد ..
فبدا مرا وخاوي الطعم .. أجل خائبة العطش أنا ..محشو صوتي بالشهقات..
استرقت قدمي خطوة إلى ركن مبحوح الصمت .. مكفهر الضوء شاحبه ..
ركن وخيم مكتنز بأهاتي المعلقة على الجدار وتحت الكرسي الذي يضع ساق على ساق ,
وعلى جبين نسمة مارة ومعصوبة الإنتعاش .. فتشبث صوتي بها وغاب إلى حيث لا ألاحقه ..
هنا .. لملمت همساتك ووضعتها في وعاء فضي كاد أن يرمقني شزرآ لاكتظاظه بك ..
أمسكتُ بإقرارك ذاك بأطراف أصابعي وقربته إلى وجهي ألثمه ..
كان صوتك حينها مرتعشآ / مرتبكآ / متلعثمآ / يذرف الشموخ المترنح بعثرة بوح صادحة ..
قلتَ لي : ليس علي أن أترجم كل خلجاتي إلى كلم , يجب أن تفهمي كل ما أود قوله ..
قلتُ باستياء : صدرك مشرع للخالق فقط , ولا يعلم خفاياه إلاه ..
وكأن الحرف وأعوانه اصطفوا على متن حنجرتك وتراجعوا القهقري فرارا إلى الصمت ..
قلت بدهشة : ها ؟
قلت تتنحنح وكأنك ستزف إلى خبر أليم : أ ن ا ..أ .. .. ..
وساد بيننا صمت لا أذكر تفاصيله ..
ولكنه بقي بيننا كجدار للحياء , مازال لا ينثني ولا يسقط لمعاول الوصل بيننا ..
حتى برحنا كالغرباء ..

سحر الناجي 09-25-2010 05:44 AM

* كن هنا رويدا ..
لا أنفك عن التوجس .. وأحتبيك بباقة أسئلة تزيد من رجفاتي ..
أُخبئ صمتي في حاوية بعيدة من حنجرتي .. ومبسمي يمارس الكذب على مرآتي بضحكة هزيلة ..
أُمعن النظر في حلم .. رسختهُ أنت حقيقة استنبتت الياسمين .. وضحكة الزنبق .. وشقاوة البنفسج ..
وكذا روائح الفرح في فردوس يكمن على الضفة الشمالية من روحي ..
هناك .. وضعتني على كوكب داني البهاء قصة لأميرة سلبت لبك بروحها التي نقشتها عشقا على قلبك ..
كنت تلبسني حلل المطر .. ووشاح قوس قزح وأنت تزرع في كفي الخزامى ..
جعلتني طفلتك .. التي تحتفل بدلالها في حضرتك .. وأقمت لي عرسا على دوح الأفلاك ..
وتحت النجوم كنت تتأبط حواسي .. وتغدق علي برذاذ الضوء كي أنير عمرك ..
دونا عن نساء الأرض نسجت حولي أمنية .. في أن أكون بجوارك .. وأكون لك وحدك ..
ولكن السماء ليست كالأرض سيدي .. والروابي في منأى عن السهل ..
والعيون التي نثرتها حولي من أحداقك .. وتأملاتك لا تنفك توخز إدراكي في غيهب النهارات ..
لا .. أنا لا يكفيني أن أكون حلمك فقط دون أن تسعى إليه بكل أمنياتك ..
لستُ أنت .. ولا أُشبهك , ولكنك خلقت من طين لازب تحيله المواعيد إلى أُعجوبة زمان ..
أتحرش بكينونتي .. والفراغ يرمقني من وراء جدار الليل ويشي بي إلى نجمة كانت تمر لزيارة القمر ..
أحتاج إليك .. إلى الإلتصاق بك لأبرح كاملة بلا بتر ولا تشوه في جانبي الأيمن ..
أحتاج زفراتك لأشعر بأني أتنفس وأني على قيد الحياة ..
لستُ حورية أكتنز بالعوم بين المحيطات حتى ألتقيك على سفح موجة هادرة ..
ولا أنا بالتي تحسن الإنغراس في تربة الحياة كي تمدني بالأكسدة لأنمو على البقاع باسقة ..
أنا .. أنت .. يا دنياي .. وكلينا طلسم يحكي به الكون على مرافئ السماء ..
نلتقي على مقاهي النجوم .. ويعز اللقاء بيننا على هضاب الأرض ..
نعانق الأحلام هناك .. حيث موطن البياض والأمنيات كجنيات من نور ترفرف حول حواسنا ..
وعلى زقاق الأفق .. لا يتوشح خطانا غير الظلام وحفنة من السراب ..
كن هنا رويدا ..
حتى آتيك بكل مملكتي التي توضأت بالخير ولهجت الجواري إلى العظيم كي يدنيك ..
كن هنا .. فقد مزقني الانتظار وأحالني إلى شظايا ..
كن واجمعني .. لأكون -كما تمنيت أنت - بجانبك أبدا ..

سحر الناجي 10-01-2010 04:23 AM


* أنت .. والقمر تيتان
تنازعني نفسي المختنقة بالطيف المتيبس على عنق حواسي .. بأن أطير مع فراشات تهافتت من سور باحتي وتكالبت على سراج هزيل ..
أرمقها وأستسيغ التحليق .. , إقتحام اللامنظور في الكون ..التلاشي في أكوان تمتصها الأسرار ..
أريد أن أشتم عطرك في السحاب وأنا أتشاجر مع وجهك حيث المجرات تخفيك في أحضانها ...
أريد أن أتسلق طيفك وأصرخ في وصالك الممغنط .. المتمدد على بقاع غير مرئية من زماني ..
حيث أنبري في كل مواجهة معك وأقف عاجزة ولا عكاز لدي تحتمي وقفتي به ..
ترى هل تدركني وقتذاك ..؟
حين .. أحلق بعيدآ عبر الوجود ..
في غروب ظلك , أتسلق السماء.. أتلصص إلى خيمة التبانة وأتشاجر مع النجوم .. وأقتطف الهموم ..
حتى نجم سهيل امتعض من حنقي .. وأخفى سطوعه بين كومة من النجوم البعيدة ..
قلت وكأني أغاضبك لذلك الذي يماثلك بعدآ :
تيتان أيها الرابض خجلآ إلى جانب زحل ..
أما كان لدوي صمتك .. أزيزآ يشبه الموج .... أنظر إلى بلوتو الذي أنثنى وراء أفق الشمس ..
تمعن به وهو ذاك المُبعد عن الكواكب لكونه قزمها .. تمعن جيدا .. وكن أنت .. القمر الذي لا يضاهيه آخر بجوار الوسيم زحل ..
حزمة أبراج تدنو منك / تدندن /تجثو / تحنو / ترنو/ تعلو/ تهفو/ تعوم .. وأنت ظلك لا يفارق السماء ..
ظل شاحب , يناوش العتمة ويعض على نواجذ الهزال ..
ألم يحن موعد شروقك على وجه الفضاء وأنت تقهقه ألمآ في وحدتك ..
عزيزي المنصهر في حضور جميل الأفلاك ..
ينبعج تكويرك خجلا .. ولصوت الضوء على سفحك صرير الحزن ..
فأشرق حتى يلثمك حدقي .. أو أغرب عن وجه دهشتي ..

سحر الناجي 11-19-2010 11:05 PM

مُغيب ظلك يا أنت
مرفه عن عيني وتتسور أوشحة ذات روائح يبخرها صديد اللامبالاة ..
مجهد إحتباسي في أوردتك وأخال قلبك الشفيف قضبان تسيجني بلهب الحيرة ..
كشمعة في بلورة فاخرة ألفظ ذوباني على مرمى عتماتك .. وأذوي كلما تنفست الريح في اشتعالي ..
أذوي .. ألحظك بعيدا تجر خطاك على مدن السفر ولا تحط أشرعتك فوق روابي ..
أدعك مليآ بعد مناوشة رأفتك .. وأعود أهز رأسي من قطرات الإمتعاض التي بللتني بالقهر ..
كم يهوي بي فؤادي إلى التهلكة , فأمسي في لحظة يغزلها خيالي غصة .. الدانية القاصية من مرآك ..
واعز لتنهيدة أجهدها النحيب وتفتقت من أسفل عتبات اللوم .. واعز لا يستتر من غم يتبختر سطوة على عروقي ..
سعيت وأدركت أن زقزقة القلب لم تكن وجيبا لشوق جاثم .. ولكن هو أزيز وجع يفتش عن الوفاء ..
عبير قصائدك يسيج نافذة الروح وأستطيع الفرار - إن شئت - من بوابة الحنق ..
ولا أقوى .. على البقاء محملة بسوسنة الفرح على تل قريب من قلبك العجيب ..
لا أقدر .. أن استجمعني , وقد قطعني برودك إلى أجزاء متناثرة على حواف الرابية المؤدية إلى السقوط ..
لا أسترجعني منك .. وقد ضعت في أحراش صدرك .. وبين واحات إقراراتك الندية ..
أرجوك .. هبني ذاتي .. لأعود كما كنت ..
أرجوك ..


الساعة الآن 01:22 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.