![]() |
: أنتِ .. الآن أسمعكِ تشهقين في صدري . |
: أنا .. طفلك الـ مشتعل بالجمر يجري بين رافديك ويهدي للبراري أشجار الزيتون ، وعناقد العنب ، وسنابل الفرح القائمة بين ذراعيك المخبوءة بين فقرات ظهري ! طفلك .. وما أنا طفل لغيرك .. احبو على صدر الغياب أستنجد الماء وَ الحلم وَ الأعماق الممهورة بـ اللقاء ! لن تموتي .. إلا إذا صلّيت التراب . |
: أنتِ .. فرض العُمر وَ نافلة في الصباح ونافلة في المساء وتسبيح ما بين وجهك ويدك ! |
: لن .. أفوز بهذه الدنيا إذا لم تكن معي ! حتماً ! |
: كِلانا يحبك أنا وأنتِ ! كيفَ هوَ وجهك ، أظنّه على ما يُرام كما هوَ فستانك وَ عطرك ، ومكتبتك وَ قلمك .. كما تورّم شفتيكِ وَ استقامة نهديك ، وإني حقاً احييك حد التعظيم ، على كبرياء أشيائك ! أنتِ تستطيعي خلق سنة ، وأنا يتبعثر تراب الثانية بيدي ! ما زلتُ طفلاً ، أحلم بحملكِ على كتفي ، هكذا دونَ داعي .. فقط طفولة ! http://www.youtube.com/watch?v=2fPYS9tPUBU |
: لماذا كُل ما تَقدمت ، أتَسعت مسَاحة جنوني بِك ، وَ تقمّص المُستحيل نسيانك ؟ تُراني أستطيع التنّفس يوماً ما دونَ رئتك ، تُراني هل آخذ شكلَ الشك في صدرك ؟ لا .. لا .. لا .. أنتِ تحفظيني جيداً ، وَ تزهو ب غرورٍ مُحبب قائلةً .. هذا الطفلُ لي ، لن ينفك مني ، إنني عروسه المخبوءة في صدرهِ مُذ أن أرضعته دَمي ، بلا تَحفّظ . هوَ يقتات صوتي كُل صباح ، وَ يهب روحه أرواح أخرى ل ينعم بي ، حيثُ أنا السطر الأول من الأمنيات ، وَالنقطة الزئبقية من الأحلام . كم هوَ كثير جداً ! |
: وَ تفر هذهِ السنة منْ بينِ أصابعنا وَ احلامنا على قيدِ الاماني ، تَكبر ب عمرِ المسافات التي قطعناها سوياً ، وَ ب عمرِِ اللقاءاتِ الممهورة ليومٍ أبيضٍ ك وجهنا ، كانَ من المؤكدِ أن أبقى حبيس النافذة التي يَطلُ منها قميصك الوردي وأنتِ تُبَعثري الزّهر ل يسقط على عيني ، تُهنّدمي جدائلك على كتفي وَ أنا الهائم ب صلاةِ ذراعيكِ حولَ عنقي ، كم أحتاج ل أعلّمك أني أحتاجك كثيراً كثيراً .. أم حانية على طِفلها ، زوجه تَضم رائحة صدرها الآخر ، صديق يخافني من الضياع والتيه في طُرقاتٍ لا تضيء ، عالمٌ كبير يُفقّهُني كيفَ أستفتيك وارتكب فيكِ الواجب .. أحتاجك ضرورة زماني وَ المظلات التي تُبقي أماكننا بجماجم سليمة قبلَ أن يُحنطها البرد وَ تبروزها أوراق الخريف ، أحتاج أشياء كثيرة تؤرقني في غيابها .. يتكاثر حضورها في غيابِك .. أستحيلُ أن أحصيها ، أخاف يا أميرتي من سرقةِ الغياب لثواني لمْ ألتقيكِ بها ، منْ عزلِ الماء في زجاجِِ قارورة ، من صوتِ العصافير المبتورة الوصول ، وَ سوط البُوم الذي يصلني كل مساء نائمةٌ أنتِ به ، أخافني مِني وَ اشتكيك إليك .. لنُصلينا سوياً على طاعةِ الحُب وَ التضحية منْ أجلِ الوطن ، وَ العزة والشموخ في المَنفى ، وَ العيش تحتَ سماء واحده وَ أرض لا تطأها إلا أصابعنا ، أحبَك ، دَعيها للسنةِ القادمة حصراً وَ لتكاثر الأبيض في رأسي حتماً ، أحبّك .. وكأنها المرة الأولى التي أحتفل بهذه الحلوى ، دَعيني ألتقطني بجانبها مُبتسماً وَ اراقصها حتّى الصباح ، ارفعُ لها قبّعتي احتراماً وَ ارميني فيها ك الطفلِ في صدرِ العروس ، دَعيني أختزنها في كُلِ فاكهةٍ أستوت على أصابعي .. حنجرتك ، أُذنك ، شَفتيك ، عُنقك ، نَهديك ، أصابع قَدميك ، ياسمين يديك ، وَ الشُعب المرجانية المخلوقة ب الماءِ والنّار ، دعيني أشتري لها هدايا وَ بالونات ملّونة وَ شمعٌ احمر وأغنية [ حبيتك تنسيت النّوم ] .. ثُم ادعوها عارية على مائدةِ صدري تَحتفل بعيدِ ميلادها الأول ! نعم الأول يا سيدة مائي .. ألا تشعري بأن الحب الذي نرتكبه كُلّما تقادمت بهِ السنين يصغُر ل يعيش عمراً أطول ؟ |
: كُنت أود جَمع حبّات دَمعك فِيْ كَفي .. حينَ نَطق وَريدك النّبض ؟ كُنت فِيْ تَمام اللهفة .. أن أجمعكِ فِيْ صَدري .. وَ أستلطف جدائلك بينَ أصابعي ؟ لكنكِ ، تُفضلّي الغياب عَلى كُل شيء .. وإن كَان عيد ؟ |
الساعة الآن 10:14 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.