![]() |
الإيغال في الحنين حالة أقرب للدمار ..
متابعة.... . . |
إلى سماح ... بذات الدرجة التي استلطفت بها عبير , هبتكِ جداً ... طولكِ الفارع , المسافة المهولة بين كتفيكِ , الأقواس التعلو عينيكِ ,نظرتكِ السهميّة , كلها بَهّرَتْ هيئتكِ بالغرور ... ولأن قناعتي بأن الأشياء التي نريدها غالباً ماتختبئ خلف مانخافه , أقدمتُ على التقرب من هيبتكِ أكثر من مسافة طاولة وكرسي ثابت .. حتى أصبحتِ المتحدث عن صمتي بحبٍ جهوريّ .. حبكِ الجارف لي ,مراراً رأيته شرراً كالقصر كلما أقدمتْ خطوة على تلويثِ ظلي .. فعرفتُ أنكِ إحدى ( بنات الحلال ) التي سخرهنّ الله للعراقيل بــ دعوة أمي ... لم أستغرب البته صمودكِ بوجه أقربهنّ لكِ , يوم وضعنَ ( صواع ) أثراهنّ في حقيبتي , نكايةً في شعبيتي ... مــأ أستغربتُ أنكِ خسرتِ صداقة عمر بضمير يقظ وشهادة معلنة لاسترداد كبريائي , أنا التي أعرف بأنكِ حادة في الحق , جريئة تَرْهَبُكِ الحقائق , شجاعةٌ بما يكفي لتجازفين بعمرٍ مقابل صداقة محتملة ... أظنُ بأني اكتسبتُ تلك المهارة منكِ على مدى بعيد ... أذكر تماماً كيف تمرسنا على ذلك بشغب , فـ جازفنا بنجاحاتنا , و قلبنا بأصابع أرجلنا الكتب تحت الطاولة , كلما اختنقنا بحيرة الأسئلة .. لم تكن أميّ لتعلم سرّ التمزّق المتشابه في جواربي عند زاوية الإبهام , فاتهمت باطلاً أظافري المُهملة.... شوق : لاتعرفين كم " مِبرد " أظافر أقتني اليوم ! غيابي وفّر عليكِ عناء الإهتمام بأظافري كل " أربعاء " .... لكنيّ ... للحظة أنتظر توبيخي , حين تنتبهين لأطرافها غير المتساوية .. |
إلى نهى .. كلما رأيت أختي الصغيرة تقضم أظافر الخوف بأسنانها , تقفزين كجرادةٍ قلقة في ذاكرتي ... فأختزل الصمت , وأموت على هون ... الأزمات التي تركت لكِ أصابع شبه مشوهه مازالت عالقة في تلافيفي ... أذكر كم حاولتِ تصحيح رغباتكِ بـ" لواصق " جروح , تلفينها ضماداً على عزمك ... وحين تصافحكِ معادلة من المجهول الألف , تفشلين أمام اللاوعي , فتنتزعينها كما تنزعين دهشتي ! وتبدأين من الحيرة المليون تحت الصفر انطلاقاً لأقصى قطرة دم ينبهكِ لها طعم الحديد .. كل ذلك وأنا أرقب بتربصِ مشاهدٍ يكتشف ماورائيات شاشةٍ مشوشة ... لأرى شروداً عميقاً يغورفي تفاصيل ورقة بيضاء , وقلم يتردد وأنتِ تزجين به في عناد مرفوع لأُسٍّ بلا أخير ... بل وتقسمين على السطر المُتْعَب بأنكِ ستلقنين النهايات المفتوحة درساً بنقطةٍ حاسمة آخر السطر ... وفيمَ تصدق رؤياكِ , أكون قد تركت لكِ على كرسييّ إصرار إضافيّ تواصلين به كسر رأس " الجَبْر " ... العبقرة , فعل يكسر رتابة العادة بأبسط الطرق ... وكنتِ فارقة في نزال الأرقام , وفك شفرات صمتها بصمت حاد الزاويا .. أوووه لو تدرين ! كم تمنيتُ حصركِ مع هزيمة شريفة بين قوسين كبيرين برقمٍ صغير .. عقلي لم يكن للحظةٍ عاطبٌ عن استقبال همسة إشارة أو وشاية " فاصلة عشرية " , لكنها الأقدار التي رمتني في طريق جاهلةٍ لا تجيد حتى مسك إصبع الطبشور ...! هي ذاتها , قذفت في وجهي الممحاة , وقلمها الأحمر كما لعناتها وسخطها المباح كل صباح... وأنا ذاتي وصلتُ لهذا العجز إحباطاً , فيما قمتِ أنتِ ببهاء أخرى , أخذتْ بكِ وأخذتِ بعقلي بعد لأيٍ و شهاقة إنسانية ...... صدمة لطيفة : لونك الهنديّ , وشطآن عينيكِ , لا يليق بهما إلا بحر بلون العسل .. أما أنفكِ الطويل الذي طالما ضايقكِ , كان مثاراً للكبرياء أكثر مما هو عليه الآن ...! سبحان من لايتغير.... لكأنكِ خرجتِ بقوة ذاكرتي من تحت جَذْر! |
إلى صباح..... حينما فتحتُ عينيّ على الدنيا اتسعت غرابتي بغياب جدتي..! انحنت علي أمي يومها وقالت بدمعة: ( حينما يحب الله أحداً , يرسل في طلبه , وقد ذهبت لتلبيه في السماء )... كانت البراءة الأولى التي ميّزت فيها حضور الموت بطعم حلوى "المصّاص"المزدوجة .. وحين وعيتُ قليلاً , أتسعتُ قناعةً بأن جمال الأشخاص يُخلد بموتهم .. كان الربيع مقبرة الزهر الكبيرة .. والورد سيد الفكرة الفاضلة .... هاهوَ الربيع خالدٌ بموتاه وأنتِ أنتِ الوردة الأجمل .... ضاجة بالحياة , كأنكِ سحبتِ بساطها من تحت كل أنثى ... تامة الفتنة , مؤهلة للموت بحزن أنيق لا يليق إلا بالنهايات الخالدة ... أرقُّ من غشاء عينيّ التي أرهقتها "الفحوصات" من بعدكِ ... ماكنتُ أعلم بأن أحزاننا قد تصل لمستوى "فهرنهيتيّ" تجمد فيه الدمعة للعصفِ الأول من ملامسة واقع بهيئة خيال مخيف .. فاتني الوقت ولم أخبركِ بأني كنتُ في تمام وجعي حين فرّقتنا سطوة المقاعد ... فاتني الفرح ولم أخبركِ بأني مراراً أشرعتُ النوافذ على الشمس وقلت الآن ستخرجين منها شمساً أدفأ ... فيما كنتِ تشرقين حناناً على أرضٍ بعيدة ... فاتني طيفي ... مرَّ بقرب فرصة فائتة ... ولم أحتجزكِ في صدري عصفورة كم خشيت أن أفقد الخلود بفقدها ... كتبُ "الحِميَة" التي حفظتِها عن ظهرِ رغبة مازالتْ "واقفة " على أرفف الذاكرة بانتظار انتهاء الساعات من التكتكه... "النـَـادي الصحيّ " الذي كان أملكِ الوحيد في الخلاص من العنوسة , مازال أمله أكبرمن أملي في أن تشقي القبر وترتمي في حضن فَرَجِه ... " صبغات الليل " التي استخدمتها لإخفاء عقدتكِ من سيل الذهب الهادر على رأسكِ , مازال أنينها يوقظ جرحي كلما رأيتها تركل بضجرٍ شعرةً من رأسي تسقط عليها خطأً ... حتى " القصر" يقف شامخاً بحزن , ينتظر أن تأته الريح بمنديل عابر يجففه, مازال يرفع أذقان الشجر عالياً بعيداً عن أغصانها المكسورة , بعيداً عن هامةِ بيتنا البسيط بحزنه جداً ... أمكِ ... في آخر العهد بجرحها .. قطعت تذكرة نسيان " لإسطنبول " ... أظنها تحاول دفنكِ هناك والعودة بلا نياشين مؤلمة .. أظنها أطعمتكِ للنوارس .... أظنها اختبأت في كفيها بأمومةٍ خائبة ... وقريباً ستعود وعلى وجهها نُدبة باسمكِ .. فمن ينساكِ ياصباح ...!؟ اعتذار... في قائمة " المسنجر" قلتِ بصمت المقبرة : ( **لن أبكي بعد اليوم** )..تماماً هكذا وبهذا اللون... فاكتشفتُ لحظتها بأنكِ أكبر من الوعد و احتمالاتي لحضورك الغائب..... ** ( هل أنت متأكد من حذف جهة الاتصال هذه ؟ ) " نعم " .... وعذراً ياوفاء... |
إلى نجود ....
معاً أُصبنا بلعنة الأمكنة ... فينا استعرض الحزن عضلاته بذات القوة ... أظن بأني أحكمتُ إغلاق الباب الذي جائتني منه الصرصر... أمّا أنتِ فراهنتِ على حديديتكِ , حتى مال بكِ جذعها .. يُرعدني القلق عندما أجدني قبالة ظلك المقلوب حزناً وفي كل مرة أسألكِ عن الحال , أكون مسبقاً قد أحصيت عدد " الشّيبات " الجديدة لأتأكد من أن كبريائك مازال بصحةٍ جيدة.. الثلاثون ليست طريقة للحزن حتى الحتف .. إنها طريقة أخرى لتحسس العمر ياصديقتي ... طريقة لتجريب مرحلة من النضج بلا رجل يقاسمكِ دفة التحكم و دفء الأغطية ..... المحطات , مليئة بخيبات الانتظارات وشظايا المنتظرين ... الحقائب ليست الوسيلة الوحيدة للتعبير عن مسافة ونقلة... وكذا الطرقات لا تختصر معانيها حقائب ولا محطات .. قبل زمن من النسيان , سمعتُ بأن نجماً هوى في ساحتكِ لكن القبيلة أصرّت على تسوير رغبتكِ بأنانية ... تذكرتُ الطاولة التي شهدت علينا يوم قلتُ لك: ( لا أجد المسألة تستحق كل هذا التزمت الغير مبرر ) فقلتِ بفرحة العشرين , مزهوة بعلو النّسب : ( ظفري كثير على رجل من غير قبيلتي ).. أطرقتْ ... لأني آمنتُ بأنكِ آنفاً ستدفعين ثمن الحُمق بحمق جماعيّ ... وها أنتِ توزعين أظافركِ في شارع الحزن العام على شكل باقة ورد جذابة .. بل وتبحثين عمن يقتنع بها بقلب قبل عقل .. القلوب ليست طريقة للخلاص من مصير ما ... استخدامها كأطواق نجاة يعد مجازفة بحدين مُغرقين.. وحدها القناعة بالجرح تجعل منه أخفّ وطأة ... المواجهة بالاقترافات أيضاً كَمّادةٌ أخرى للــ"دَمَامِل " الملتهبة ... بالأمس بكيت لكِ كما لم أبكِ من قبل .. إحداهنّ رأتكِ في حفلة مجنونة , قالت تقصدكِ : ( لو أنها بعثت فستانها معي وأجلسته على الكرسيّ بدلاً منها لكان أفضل من وجودها ) كل ذاك الصمت ليس من فراغ ... أنتِ الوحيدة التي لا تختار صمتها إلا إذا كان الكلام فعل لا يجدي الجراح ... أنتِ الوحيدة التي عرفتُ فيها فماً مقفلاً على رائحة آلامها برمز حماية ماهو إلا اسم زوج ضائع .. أنتِ الوحيدة منّا التي انتحرت كأوراق الخريف بحسن نيّـــة ... للذاكرة: أحنّ بقوة لذاك البستان , لتلك الجلسة الرّابية ... لانشغال عينيّ أبي بأبيكِ , ونثر " اللب " وفوضى أوراق الشجر .. أحنُّ لانشغالنا بجمع القشور , وشرائط اللوز المعقوفة .. أحنّ حتى لارتباك عينينا خوفاً من كلاب الحراسة ... لآلامنا ونحن نجرب المشي حفاة على الأرض .. يومها تعديتكِ صبراً واكتشفتُ طالعكِ ببراءة ... أدركتُ أن الثراء لن يعطكِ ما أعطتني الحاجة ... ( هذا الحزن الجميل يشبهكِ كثيراً ) |
,
بعدما لايقل عن عشر سنوات من النسيان, يرن هاتفي في غفلة منه , لأجد إحداهنّ على طرف السنين البعيد تدعوني لليليتها الحلم ... بيني وبيني صحت ياللــــــــــــه!! لو أدركتُ بأن رسالة لروحها الغائبة ستعود بها , لفعلتها منذ زمن الجرح الأول... |
إلى سحر ...
ليس كل كف مؤلمة الصفع , فيما كانت صفعتكِ الأقسى .. حجم الكف لايمتُ للوجع بصفة تأكدتُ من ذلك حينما خالف الوجع حجمها الصغير جداً... مامن شيء يثير شهية الحزن أكثر من صديق يضرم في صبرك ناراً, يتركك فيها ويمضي غير آبه بتحولك لذاكرة رماد أو رماد ذاكرة فلا فرق! كان لديّ مايكفي من الفرص لأصنع سكيناً خاصة لطعنة أدوم وجعاً .. كان لديّ مايكفي من الجرأة لأمرر لساني على جرح ملتهب... كان لديّ مايكفي من الأصدقاء لأستغنِ عن واحدة لم تبلغ ربع ربع صديق مثلكِ... لكنه كرم الربيع الذي لا يرد بذرة عن الحياة ... قالت إحداهنّ: ( لو خيرتُ في عدويّ ما اخترت سوى نهله ) هي التي تعلم مسبقاً بأني لا أختار الغفلة مساحة للتعبير عن جبني .. " الظهر بالنسبة لي حُرمة "... والسكاكين أداة لبتر أجزائي الميتة لا لنقل عفونة قلب لقلب آخر طعناً بالغيب.. حساسيتكِ المفرطة هي الشوك الذي أجفل منه الفلاحين يا صبارة... ليس ذنبهم الشعور بالوخز , مادمتِ تعيشين مسوّرة بالخوف ... وليس ذنبي إن أتيتُ عقب ألف فأس سابق .. ليس ذنبي إن جئتكِ بوجه حقيقي , تعرفين جيداً بأني أعشق المشي تحت الشمس , هي التي تُذيب صمغ الأقنعة سريعاً .... وستذوبين عما قريب حينما تقتربين مني في محاولة لاسترجاعي.. فالشمس أيضاً لاتناسب الخفافيش... نصيحة.. إياكِ والتفكير في " تقويم الأسنان " مجدداً , سر ابتسامتي ليس في اللؤلؤ المرصوص بقدر علوّ روحي ... وتذكري أن أبواب قلبي تناسب قياس " الدينصورات" , وليس "الجِمال" فقط ... فاخرجي مع الخارجين دون عودة ... |
بين النصيحة والنصيحة, أوردت جراح ,
ووانفلقت ابتسامات, لكن دائماً يبقى الأصدقاء عامرون بالذاكرة ,وعامرة بهم.. انتهى .. |
الساعة الآن 06:24 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.