هي المحبة التي تبقى
بين قلوب لاتعرف معنى الكراهية
ممتن لحضورك الوارف بزخات المطر

صديقتي
اليوم فتحت خزائن ذاكرتي كل اشياءكِ مبللة بأحلام الأمس
استخرجت صورتكِ ومحبرتي اشعلت لهفتي على اول سطر
كانت عيونك بأوان الغسق المطرز بسمرة الشمس وشعركِ متماوجا كخصر غجرية مجنونة
أرهفت السمع كانت الريح تحمل موسيقى صوتك من اطراف الحقول التي احتضنت رعشة اصابعي واصابعك
هل تذكرين..؟
انتظرت ...ساد الصمت
اسرجت مقلتي في المكان كان الفراغ شاسعا جدا
وجدار يبتسم بخبث عنيد

سلام إليكِ...سلام عليكِ
سلام على كل طعنات خناجركِ وعلى طعنات خناجرهم
ولتعلمي فأنا وبعد كل نزف أعرف ومهما حاولوا سأبقى بشموخ نخيل العراق

سيدتي
ستبقى ذكرانا هناك
وأنتِ تجوبين تضاريس الحقول والمدن
والشوارع وحتى الأزقة الصغيرة
ستجدين رائحة دم ابي واهلي عبير ياسمين

صباح الخير ايتها المغروسة بعيون قلبي
منذ انزل الله أول زيتونة للأرض
كم بيننا في الأرض؟؟وكم بيننا بحساب السماء؟؟
ساعة .ساعاتان.فرسخ .الف أمنية
عفواً صديقتي
لغتي بسيطة جداً فلا تبتسمي كثيراً على أخطاء مفرداتي
فمنذ وهبني الجنوب طيبة القصب والماء
وأنا أسلك طريق يسوع
وأسألني...
هل......اح؟؟
غنت يمامة من فوق مأذنة ذهبية
انبثق ينبوع اخضر
وازهر برعم حلم صغير

صاحبتي
كلما جئتكِ يسابقني العطش وزمزم غادر وادي غير ذي زرع
فلم يعد ممكنا ان تكمل اقدامي هذا الترحال وفي سالف ذاكرتي صورة الفرات والخليج وشغب الشمس كطفلة بجدائل ذهبية.
آه كم هي جميلة الان حقول القمح على مشارف مدينتي القابعة في الطرف القصي من الماء
كم هو حلوا صوت بلابل الفجر حين تغازل أناثها
كم هي شهية رائحة رغيف خبز مغموس برائحة الأرض وأصابع أمي
وأطرق باب قلبي هل أنا أفقد ذاكرتي أم أتقد مع الموج القديم واصوات النوارس فأعود لمرسمي الأول في محاولة هروب عقيم لأجتثكِ مني

صديقتي
الحزن يعيد كرته وميزان العدل بمحكمة عقلي لايقبل تأرجح كرة بندول الذاكرة الهشه ..لم ادرك ان قطار نفسي ينزلق الى هاوية الموت.
ستقولين لست مجبرا على ان تبقي ذاتك المتمرده
وستقولين اختار بين ان تحيا او تكون كباقي الموتى .
وهل انسى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

سيدتي وصديقتي
حنانيك..
لست من متسولي العاطفة ولست أيوب في الصبر
أنا ياربة الخدر انسان احمل معي حقيقة لساني وقلبي
ف إذا لم يكن لي من مرماك مرمى اقطعي جذوري
ودعيني احمل خشبات احلامي واغادرك اطلق ضادي ثلاثا
اتيمم المطر لصلاة نسيان اكفكف بها وجع الجرح