منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد الهدوء (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   أنثى بدائية الحرف ! (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=7799)

د. منال عبدالرحمن 05-16-2008 04:17 PM

يومَ أن صافحني ذاكَ الألمُ لأوّل مرّة .. مددتَ يدكَ إلى صدري , و انتزعتَ قلباً بلاستيكياً , زرعتَه تفاصيلُ وجعي .. و جعلتَ مكانَهُ بعضاً من رئتك ..

حين سألتُكَ و كيفَ ستنبض بي رئتك ؟

قلتَ : أن في الرّئةِ ملايينٌ من قلوب العصافيرِ الصّغيرة , تخرجُ كلّ زفيرٍ تلتقطُ نبضها وتعود ..

و الآن .. إذ تغيبُ و تتركني بلا قلبٍ .. و لا عصافيرٍ , تلتقطُ النّبضَ من أوردتك .. ماذا عساي أفعل ؟

و صدريَ المفتوحَ بمقدارِ اصابعك , كلّما هبّت ذاكرتي عليه , اشتعلَ بالوجع ..

و أنفاسي تخطو على عجل .. تجمعُ رائحتَكَ و تسابقُ الموتَ , علّك تعودُ , فتهبها نبضاً آخَر / آخِر .

د. منال عبدالرحمن 05-19-2008 12:35 PM

قرّرتُ أن أهديكَ قلبي المكلوم , بك / بدونك , اتعلم لماذا ؟

لأنّك أجدتَ رسمَ وجعي بتفاصيلِ رغبتك , أنتَ الغارقُ في ألوان جرحي , العابثُ بملامحِ أنوثتي , التّائهُ هناكَ بينَ أمواجِ شوقكِ الهائجة , و أعماقِ حزنكِ الدّفين .

لأنّكَ تريدني ان أكونَ جميعَ دموع الأرض , و أفراحها , و أمّهاتها الثّكلى , و أطفالها اليتامى , و عجائزها المرميّين على أرصفةِ النّسيان , وأنت المُمسكُ بحنجرتي , تمدّها بالأوكسجين من رئتك , و بالصّوتِ من رجولتك !

لأنّك تبحثُ عن أنثى , لا تجيدُ إلّاك , لا تتقنُ سوى انتظارك , أنثى مرصودةٌ لرغبتك , تَأدُها إن غبت , و تمسحُ التّراب العالقَ بفمها , لو عدت .


قرّرتُ أن أهديكَ قلبي المكلوم , و أرحل بلا قلب !


د. منال عبدالرحمن 05-21-2008 07:13 PM

كانَ خليطاً من اللّذّةِ و الوجع , من الحزنِ و الفرح , ذاك الّذي امتلكني معكَ , بدلَ من أن تفعل .

نحنُ لم نكن : نحن ..

نحنُ كُنّا كلانا : أنت !

ولذلك بحثتَ عنّي و لم تجد إلا صورتي في محفظتك , أخرجتَها على وجل , وأعدتَها سريعاً إلى صدركَ , كما تخطفُ السّماءُ ضوءاً منحته الارضَ , بسرعةِ برق !

أمّا أنا فلم أنتبه لغيابي إلا عندما شعرتُ بانّ يداكَ تطوّقانِ أخرى , كانت أنا .

د. منال عبدالرحمن 05-21-2008 07:15 PM

أنتَ : أنتَ

أنا : أنت .


قد يصلحُ عنواناً لقصيدةِ غزل , أو ربّما لمرثيّةٍ شعريّةٍ , أو لنصٍ نثريٍّ قصير , لا تتجاوز كلماتهُ حروفَ اسمك .



د. منال عبدالرحمن 05-21-2008 07:16 PM

نظرتُ في المرآة , أقسمُ أنّي فعلت ..


ولكنّكَ لم تصدّق سوى المرآة .

د. منال عبدالرحمن 05-21-2008 07:19 PM

أُبشِّرك :

نجحتُ اليومَ في قراءةِ الغارقِ من حروفِ اسمك !


د. منال عبدالرحمن 06-15-2008 03:14 PM

عندما كتبتُ حرفَ النّونِ للمرّةِ الأولى , عجزتُ أن أكملَ نصفَ استدارته كما أردتَ أنتَ لأصابعي , كنتَ تضحكُ كثيراً , عندما ترى سبّابتي , تتّجهُ بعنادٍ في خطٍّ مستقيمٍ نحوَ يدك , لترسمَ باءً بدل النّون , ثمّ تقوم بحركةٍ نصفِ حزينةٍ لتعودَ للأعلى علّ النّقطةَ لا تسقطُ فوق رأسها , كما حزني .

المُدهشُ في الأمرِ , أنّي لا زلتُ لا أتقنُ كتابةَ حرفِ النّون , و لا الاستدارة , و لا ابقاء نقطةِ الحزنِ في الأعلى !

د. منال عبدالرحمن 06-15-2008 03:27 PM

بعضُ الدُّموعِ اثمٌ , كتلكَ الّتي تذرفُها شرايين وجهي في محاولةِ البقاءِ على قيدِ النّبضِ في انتظارِك ,

بعضُ الدّموعِ خيانةٌ , كتلكَ الّتي تنزفها أصابعكَ إذ تمسكُ ورقةً صفراء , و تُجبرُ أصابعكَ على كتابة اسمي فوقَ حُزنها , فتسبقكَ رغبتكَ إلى أخرى .

بعضُ الدّموعِ محاولةٌ بغيضة , لاغتصابِ فرحي بلقاءكَ , إذ يفاجئني صدركَ , و قد اختفت رئتي , الّتي أودعتكَ في لقاءنا الأوّل .

بعضُ الدّموعِ هزيمةٌ , إذ أجدني أمامكَ كشجرةٍ هزيلةٍ , اقتلعتها وجوهُ زمنٍ بغيضٍ , ذي ملامحَ عقيمة , و رائحةِ جَدْب .

بعضُ الدّموعِ احتضار , تترنّحُ على أرصفةِ الوداع , و تتلقّفها الأصابعُ المقطوعةُ حُزناً / حُبّاً .


الساعة الآن 12:49 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.