|
|
|
لو أني أعرف خاتمتي ماكنت بدأت نزار قباني |
ماعاد بوسعها أن تثمر مزارعَ العنب وماعادت وجنتيِّ تتجعد من لذعة الفودكا ولَم تعد تفوح رائحة الحب من حقول البرتقال |
أحمق أنا حين ظننتُ أنّي مسافرٌ وحدي ففي كلِّ مطار نزلتُ فيه عثروا عليكِ في حقيبة يدي |
أخذتني الذكريات والحنين إلى البحيرة القديمة فوجدت عصفورا أخضر مصلوب على باب كوخ من أخشاب السنديان وسقف من القش وعلى المقبض ورقة مطوية منقوش فيها (حبك لعنة , تعويذة شيطان ) سبقتني إليها سيدة ريفية ركضت بعيدا فسقطت منها خمسة دراهم ورغيف فتعثرت في حقول البيلسان وماتت لعله يكتب لي صباح آخر لا أعلم هل يأتي لي يوم وحظ أخير وفي اليوم الثاني في البحيرة القديمة عجوز في كمها سحر أسود تنتظر عن كثب جثةٌ حمراء لإمرأة داكنة العينين في يدها سلة زيتون تعثرت في النواعير وهي تصطاد الحمام لأطفالها تنفست الصعداء لا زال يوم وأمل جديد وفي اليوم الثالث في البحيرة العتيقة دمية مدفونة منذ زمن بعيد سرقها نورس أعمى من شباك فتاة أرستقراطية تعثرت بعدها بعامين من شرفة جدتها وماتت واليوم الرابع بعضُ الطيور الخائفة و سنجاب صغير وبندق منثور وعصفور يأكل المشمش وجرذي يأكل الذرة وطفل يعبث في الطين و قطة صغيرة لم تجد سوى رمان مطحون .!! وبعد عام بركة جافة وحمامةٌ في المنفى و بقرة مسروقة و معول مهترئ وسحر مدفون وعجوز حول عينيها تجاعيد إبتسامة خبيثة في اليوم التالي ودعت الذكريات على الطريق مع ذبول أزهار التوليب لم أجد منك سوى ربطة ضفيرة وشعرة شقراء و كوخ من القش يخر منه المطر وبعض الأخشاب المحترقة وفزاعة صغيرة وبيت حوله أزهار اليقطين و على بابه عُلق قنديل مكسور وحقل دراق و شجرة تين قديمة ومئذنة وعجوز أرثوذكسية وأجراس كنيسة أصبت بخيبة أمل وعدت أدراجي إلى المنزل وهاهي الساعة الآن الثانية و عشرون دقيقة و هاهو اليوم الثلاثون من مارس الأسمر الطويل ينتظر على الإريكة حاملا حقيبتة يعاني من صداع الثمالة يشعل سيجارة رخيصة و يرتدي قميصا أسود إثنان من الأزرة مفقودة ستودعة الأقدار وعائلة من الأحزان , ويسرق حقيبتة يوم آخر سيذهب مكسورا على طائرة مجهولة و ساعات مطارات متوقفة و تاريخ مفقود حتما لن يعود .!! |
وَقَدْ حنت قصار الزي حنَّـا وَصبرنا قلادة مَنْ هدينا مَتَى نَذهب إِلَى صوب ربانا يَسوقوا فِي اللِّقَاءِ لَنا حنينا يَكُـوْن حجابها رنديّ عطر ونقوتها قلادة أربعينا لبستم محبس الأَعياد منَّـا فَأَوجسنا الورى أَنْ يحسدونا قَبلناكم فَقدسنا هواكـمْ قبيل العصر فردان لقونا نحب عتابنا وَنَرد عَنْهُـمْ وَنَستر عَنْهُـمُ مَا خبرونا نُقارع مَا تَناسى النَّاسُ عنا ونشربُ بِالكؤوس إِذَا سلينا بخمْـرٍ مِنْ سقى النقيِّ عنب توابل أَوْ نبيذ يحتلينَـا كَأَنَّ خلاخل الأَلماس فِيْهَـا وُسُـوْقٌ بِالأَساور يعتلينا نَعد بِهَا كنوز الروم عدا وَنَلتثم النقاب فَتَخْتَلِيْنَـا وَإِنَّ الورد بَعْدَ الورد يرنو اليك ويترك الماء المعينا |
مع قطارِ الربيع.. جاءَ إلينا ناثرا وردهُ على كفَّيهِ شاربا عنبرَ البحيرة والشعرِ وذاب النسرين في عينيه فاخرا معطفَ العذوبة منه نادرا.. في مسيرة .. قدميه راهبا بالوعود .. لا تسألوهُ كيفَ دار الإنجيل في شفتيه |
| الساعة الآن 02:56 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.