حاولت أن أسقيك من نفس الكأس الذي أسقيتني .. صداً وهجراناَ ونكرانا ..
حاولت وأد شوقي إليك وحنيني .. حاولت أن أنفيك من قلبي .. حاولت نسيانك ..
فوجدتني أقترب منك أكثر .. أخاف عليك أكثر .. أحبك أكثر ..
كيف أنساك .. وكل الأسماء إسمك وكل الوجوه فيها من ملامحك .. وكل الأصوات صوتك ..
مريضة أنا بك .. فكيف أشفى منك ..

حزين هذا الصباح ..
سحابة من كآبة تغطي سمائي .. واسراب الوجع تحوم في فضائي ..

أسحب نفسا عميقا فـ أتألم .. فـ أحبس أنفاسي .. وكلتا الحالتين اختناق ..

لا شئ أشد وجعاً من الذكريات .. سواءا كانت حلوة أم مرة .. كلاهما يستفز الحزن ..
اليوم تذكرت كل اللحظات التي عشناها سوياً .. تذكرت كيف كنا جسدين تجمعنا روح واحدة ..
تذكرت انتظارك لي عند باب المدرسة .. وعندما يرن جرس الحصة الأخيرة .. أركض إليك بشوق ..
وكن يحسدنني عليك .. كم كنت فخورة بك .. كنت أحس بأن كل واحدة منهن تتمنى لو تكون أنا لتكون بقربك ..
وكم عاهدتني بأننا لن نفترق أبدا .. لكنك رحلت وتركتني .. تلك مشيئة الله ..
على ذكراك ما زلت أحيا .. هل تسمعني؟

سأخبرك بشئ ..
عندما رأيت إسمه لأول مرة .. ظننت أنني أحلم .. دهشت ..
بحثت عن صورته .. وكان فيها بعضا من ملامحك .. توقفت عندها كثيرا ..
وضعت يداً على رأسي والأخرى على قلبي .. وكأنني أحاول الإمساك بما تبقى منك داخلي ..
مجنونة أنا!
الإسم .. الملامح .. وماذا بعد؟ هل هو آت ليستفز حزني ..
كنت أخاف الإقتراب منه كي لا تبدو لي أشياء أخرى ربما تجدد وجع غيابك..
وشاء القدر أن أقترب ويقترب .. يفرحني وجوده ويؤلمني غيابه ..
هل تصدق؟ أصبحنا أصدقاء .. ربما!
يا للصدفة لعجيبة!
هل ما زلت أحبك رغم رحيلك .. لست أدري ..
ميت أنت وفي قلبي ما زلت تحيا ..
كم مضى منذ افترقنا .. وفي كل محاولة لنسيانك أجدني أتذكرك..
ليكن نومك هادئاً..

رغم الألم .. ما زلنا نبتسم .. ونغني للفرح ..

حلمنا بات مكسور الجناح ..
والصباح ..
بعد هذا الليل هل يأتي صباح؟

كغريبين نلتقي!
لا يهمني رحيلك فـ كلهم يرحلون .. فقط يهمني معرفة الحقيقة ..
تهاويت داخلي ولن أتعب نفسي في جمع أشلائك .. فلم تعد تعنيني ..
اعطني فقط تفسيرا لتلك التهمة التي ألقيت كعذر للرحيل ..
مريض أنت إن كنت تتلذذ بتعذيب الآخرين .. فقط أدعو لك بالشفاء ..
أنت ورقة مزيفة في حياتي أحاول تمزيقها .. وما يؤلمني حقاً أن أجهل ما هو مكتوب بداخلها ..
أكره نفسي أحياناً لأنني آمنت بك يوماً.. وأحبني لأني عرفت حقيقتك قبل فوات الأوان ..
خسرتك ربما .. وليس بمأسوف على هذه الخسارة .. لأني في النهاية كسبت نفسي ..
فـ شكرا كثيرا لله ..

ما يزعجني حقاً أن ينخدع فيك الآخرون .. أن يؤمنوا بإنسانيتك المزيفة ..
أتألم كثيراً عندما أراهم كذلك وأنا أول ضحايا زيفك ..
لست ممن يسعون لتشويه صور الآخرين .. سيبقى زيفك سراً لن أبوح به لأحد ..
ليس حفاظاً على صورتك .. بل حفاظاً على مشاعر المؤمنين بك كإنسان ..
سامحك الله وهداك ..