منتديات أبعاد أدبية - سلسة حياة من غذاء يومِكَ

مؤثرة

أوليـس من المرعب حقاً أن ترى فتاة مراهقة بزيها الأخضر لا تزال في المرحلة الإعدادية تتطرف حديقة عامة ويقبلها شاب جامعي!؟... أم هذا اسمه تطور وحرية وانفتاح وتقدم وشيء من هذا السخيف!؟.
نعم هو كذلك ، تقدم وتطور وانفتاح... لكن على التخلف والجحيم، على الجحيم يا حمقى.
يا الله ، يا ربـاااه ، لا أحد يدري ماذا جرى لي وقتما شاهدتُ هذا المشهد السينماواقعي المُطعم بالذعر، جريت كالمجنون مقتحماً كل صف في كل مدرسة... كنتُ أبحث عن أطفالي ، أريدهم ، أُريد أخذ صغاري ؛ فما عدت أنوي تعليمهم ، عدلت عن القرار نهائياً فالحق كله على من هم داخل المباني التي يقولون عنها مدارس... على المدراء والمشرفين والمعلمين.
أنا أعرف هؤلاء المعلمين، والله أعرفهم عن ظهر قلب، فهم أبناء جيلي ، عاصرتهم ، عايشتهم ، واختلطت حياتي بحياتهم كما يختلط الملح بالسكر في علبة واحدة ... كانوا يخالفونني بتسع وتعسين بالمئة من الأفكار وكانوا ينعتونني بالمجنون.

كنتُ أصرخ ، أريد أطفالي ، أُريدهم حالاً ، لا أطيق أن تكون ابنتي مستسلمة أمام معلمة قدوتها ليدي غاغا ومنهج حياتها مسلسل تركي!.. ابداً ، كلا.
أين هي ابنتي !
أريدها
أرجوكم أخرجوها لي برفقة أخيها الأصغر والأكبر، أريدهم أن يكونوا مجانين، بل سأدربهم بذاتي على جميع أفكاري وأدعهم يصارعون بعدها كل هؤلاء العقلاء.
لا أطيق أن يكونوا عقلاء، العقلاء حمقى، وسُذُج، وقذرين... أريد غسل أبنائي منهم؛ فأين هم؟؟؟
أخرجوهم لي الآن حالاً وبكل ما أوتيتم من سرعة، لكن سرعان ما هدأت فيما كانوا المعلمين والمشرفين يحدقون بي بسخرية واستهزاء، إذ تذكرت فوراً أني لم أُنجب أطفالاً ، حتى أنني لم أتزوج بعد!
غير أنني - وبينما هم يسخرون مني، يسخرون من شاب يطرق باب العشرين ويبحث عن أبناءه كالمعاتيه - أدركت أن كل هؤلاء الذين في الصفوف،
هم جميعهم
بلا استثناء
جميعهم أطفالي !

سيد البجع