منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد العام (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=9)
-   -   من الفصحى ( نصوص خالده ) (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=9529)

بعد الليل 04-19-2008 07:43 PM

في القدسِ
 
مررنا على دار الحبيب فردنا
عن الدار قانون الأعادي وسورها
فقلت لنفسي ربما هي نعمة
فماذا ترى في القدس حين تزورها
ترى كل ما لا تستطيع احتماله
إذا ما بدت من جانب الدرب دورها
وما كل نفس حين تلقى حبيبها
تسر ولا كل الغياب يضيرها
فإن سرها قبل الفراق لقاؤه
فليس بمأمون عليها سرورها
متى تبصرِ القدس العتيقة مرة
فسوف تراها العين حيث تديرها

في القدس بائع خضرة من جورجيا
برم بزوجته يفكر في قضاء إجازة أو في طلاء البيت
في القدس توراة وكهل جاء من منهاتن العليا
يفقه فتية البولون في أحكامها
في القدس شرطي من الأحباش يغلق شارعا في السوق
رشاش على مستوطن لم يبلغ العشرين
قبعة تحيي حائط المبكى
وسياح من الإفرنج شقر لا يرون القدس إطلاقا
تراهم يأخذون لبعضهم صورا مع امرأة تبيع الفجل في الساحات طول اليوم
في القدس دبّ الجند منتعلين فوق الغيم
في القدس صلّينا على الأسفلت
في القدس من في القدس إلا أنت

وتلفَّت التاريخ لي متبسما
أظننت حقا أن عينك سوف تخطئهم وتبصر غيرهم
هاهم أمامك متن نص أنت حاشية عليه وهامش
أحسبت أن زيارة ستزيح عن وجه المدينة يا بني حجاب واقعها السميك لكي ترى فيها هواك
في القدس كل فتىً سواك
وهي الغزالة في المدى
حكم الزمان ببينها
مازلت تركض خلفها
مذ ودعتك بعينها
فارفق بنفسك ساعة
إني أراك وهنت
في القدس من في القدس إلا أنت

يا كاتب التاريخ مهلاً
فالمدينة دهرها دهران
دهر أجنبي مطمئن لا يغير خطوه
وكأنه يمشي خلال النوم
وهناك دهر كامن متلثم
يمشي بلا صوت حذار القوم
والقدس تعرف نفسها
فاسأل هناك الخلق يدللك الجميع
فكل شيء في المدينة ذو لسان حين تسأله يبين
في القدس يزداد الهلال تقوسا مثل الجنين
حدْبا على أشباهه فوق القباب
تطورت ما بينهم عبر السنين
علاقة الأبِ بالبنين
في القدس أبنية حجارتها اقتباسات من الإنجيل والقرآن
في القدس تعريف الجمال مثمن الأضلاع أزرق
فوقه - يا دام عزك- قبة ذهبية تبدو برأيي مثل مرآة محدبة
ترى وجه السماء ملخصا فيها
تدللها وتدنيها
توزعها كأكياس المعونة في الحصار لمستحقيها
إذا ما أمّة من بعد خطبة جمعة
مدت بأيديها
وفي القدس السماء تفرقت في الناس تحمينا ونحميها
ونحملها على أكتافنا حملا
إذا جارت على أقمارها الأزمان

في القدس أعمدة الرخام الداكناتُ كأن تعريق الرخام دخان
ونوافذ تعلو المساجد والكنائس
أمسكت بيد الصباح تريه كيف النقش بالألوان
فهو يقول: "لا بل هكذا".
فتقول: "لا بل هكذا".
حتى إذا طال الخلاف تقاسما
فالصبح حر خارج العتبات
لكن إن أراد دخولها فعليه أن يرضى بحكم نوافذ الرحمن

في القدس مدرسة لمملوك أتى مما وراء النهر
باعوه بسوق نخاسة في أصفهان
لتاجر من أهل بغداد
أتى حلبا فخاف أميرها من زرقة في عينه اليسرى
فأعطاه لقافلة أتت مصرا
فأصبح بعد بضع سنين غلاب المغول وصاحب السلطان

في القدس رائحة تركز بابلا والهند في دكان عطار بخان الزيت
والله رائحة لها لغة ستفهمها إذا أصغيت
وتقول لي إذ يطلقون قنابل الغاز المسيل للدموع علي: "لا تحفل بهم"...
وتفوح من بعد انحسار الغاز وهي تقول لي: "أرأيت"..
في القدس يرتاح التناقض والعجائب ليس ينكرها العباد
كأنها قطع القماش يقلبون قديمها وجديدها
والمعجزات هناك تلمس باليدين
في القدس لو صافحت شيخا
أو لمست بناية
لوجدت منقوشا على كفيك نص قصيدة – يا ابن الكرام – أو اثنتين
في القدس رغم تتابع النكبات ريح طفولة في الجو.
ريح براءة
في القدس رغم تتابع النكبات ريح براءة في الجو.
ريح طفولة
فترى الحمام يطير يعلن دولة في الريح بين رصاصتين

في القدس تنتظم القبور كأنهن سطور تاريخ المدينة والكتاب ترابها
الكل مروا من هنا
فالقدس تقبل من أتاها كافرا أو مؤمنا
أمرر بها واقرأ شواهدها بكل لغات أهل الأرض
فيها الزنج والإفرنج والقفجاق والصقلاب والبشناق والتاتار والأتراك أهل الله والهُلاك والفقراء والملاك والفجار والنساك
فيها كل من وطأ الثرى
أرأيتها ضاقت علينا وحدنا
يا كاتب التاريخ ماذا جدَّ فاستثنيتنا
يا شيخ فلتعد القراءة والكتابة مرة أخرى أراك لحنت
العين تغمض ثم تنظر
سائق السيارة الصفراء مال بنا شمالا
نائيا عن بابها
والقدس صارت خلفنا
والعين تبصرها بمرآة اليمين
تغيرت ألوانها في الشمس من قبل الغياب
إذ فاجأتني بسمة
لم أدر كيف تسللت في الدمع قالت لي وقد أمعنت ما أمعنت:
"يا أيها الباكي وراء السور.. أحمق أنت؟
أجننت.. لا تبك عينك أيها المنسي من متن الكتاب
لا تبك عينك أيها العربي واعلم أنه
في القدس من في القدس لكن لا أرى في القدس إلا أنت..



لـــــ..تميم البرغوثي

ياسر خطاب 04-20-2008 11:29 PM

بعد الليل ألف شكر
قصيدة رائعة جدا جداً

ياسر خطاب 05-05-2008 02:12 AM

قصيدة : (أنا) ايليا ابو ماضي


حر ومذهب كل حر مذهبي
ما كنت بالغاوي ولا المتعصب
إني لأغضب للكريم ينوشه
من دونه وألوم من لم يغضب
وأحب كل مهذب ولو أنه
خصمي ، وأرحم كل غير مهذب
يأبى فؤادي أن يميل إلى الأذى
حب الأذية من طباع العقرب
لي أن أرد مساءة بمساءة
لو أنني أرضى ببرق خلب
حسب المسيء شعوره ومقاله
في سره : يا ليتني لم أذنب
***
أنا لا تغشني الطيالس والحلى
كم في الطيالس من سقيم أجرب؟
عيناك من أثوابه في جنة
ويداك من أخلاقه في سبسب
وإذا بصرت به بصرت بأشمط
وإذا تحدثه تكشف عن صبي
أني إذا نزل البلاء بصاحبي
دافعت عنه بناجذي وبمخلبي
وشددت ساعده الضعيف بساعدي
وسترت منكبه العري بمنكبي
وأرى مساوئه كأني لا أرى
وأرى محاسنه وإن لم تكتب
وألوم نفسي قبله إن أخطأت
وإذا أساء إلي لم أتعتب
متقرب من صاحبي فإذا مشت
في عطفه الغلواء لم أتقرب
أنا من ضميري ساكن في معقل
أنا من خلالي سائر في موكب
فإذا رآني ذو الغباوة دونه
فكما ترى في الماء ظل الكوكب



عاصفة الشمال 05-26-2008 04:18 AM








فيمَ نخشى الكلماتْ ؟
إنّ منها كلماتٍ هي أجراسٌ خفيّهْ
رَجعُها يُعلِنُ من أعمارنا المنفعلاتْ
فترةً مسحورةَ الفجرِ سخيّهْ
قَطَرَتْ حسّا وحبّاً وحياةْ
فلماذا نحنُ نخشى الكلماتْ؟
* * *
نحنُ لُذْنا بالسكونِ
وصمتنا، لم نشأ أن تكشف السرَّ الشِّفاهُ
وحَسِبنا أنّ في الألفاظ غُولاً لا نراهُ
قابعاً تُخْبئُهُ الأحرُفُ عن سَمْع القرونِ
نحنُ كبّلنا الحروف الظامئهْ
لم نَدَعْها تفرشُ الليلَ لنا
مِسْنداً يقطُرُ موسيقَى وعِطْراً ومُنَى

* * *
فيمَ نخشى الكلماتْ؟
إنها بابُ هَوىً خلفيّةٌ ينْفُذُ منها
غَدُنا المُبهَمُ فلنرفعْ ستارَ الصمتِ عنها
إنها نافذةٌ ضوئيّةٌ منها يُطِلّ
ما كتمناهُ وغلّفناهُ في أعماقنا
مِن أمانينا ومن أشواقنا
فمتى يكتشفُ الصمتُ المملُّ
أنّنا عُدْنا نُحبّ الكلماتْ؟
* * *
ولماذا نحن نخشَى الكلماتْ ؟
الصديقات التي تأتي إلينا
من مَدَى أعماقنا دافئةَ الأحرُفِ ثَرّهْ ؟
إنها تَفجؤنا، في غَفْلةٍ من شفتينا
وتغنّينا فتنثالُ علينا ألفُ فكرهْ
من حياةٍ خِصْبة الآفاقِ نَضْرهْ
رَقَدَتْ فينا ولم تَدْرِ الحياةْ
وغداً تُلْقي بها بين يدينا
الصديقاتُ الحريصاتُ علينا، الكلماتْ
فلماذا لا نحبّ الكلماتْ؟



ـــ من إبداع / نازك الملائكة .


العـنود ناصر بن حميد 06-28-2008 11:22 PM




رجوع إلى البحر – لفدوى طوقان

إنّا سنمضي يا جزيرة حُلْمنا
لا تمسكينا بعدُ ، يكفينا بأرضك ما لقينا
أَلَقَاً سَرَابيّاً لقينا
وخيوط ضوء واهيات غرَّرتنا
لما دعتنا
ورَمَتْ بنا في القفر ، في العَبَثِ المُريعِ وضيَّعتنا
* * *
لما رأينا من بعيدٍ ظِلَّكَ الرَّطْبَ الظليلْ
يُومي ويدعو خَطْوَنا التَّعِب الكليلْ
قلنا وصلنا واسترحنا
ولسوف ندخلها كِراماً آمنين
وهنا سنُلقي عِبْئَنا
وهنا سينسى روحُنا المكدودُ أحزانَ السنينْ
قلنا وقلنا
وعلى رَفيفِ مروجِك الخضراءِ ضاحكْنا الرجاءْ
اللهَ ما أحلى الرجاءْ
للتائهين على الطريق
للمُدْلِجينَ بلا رفيق
قلنا وقلنا
لكن وَهَمنا ، يا سذاجة ما وَهَمنا
لما أتينا ثمَّ ألْقَيْنَا رواسِينَا بأرضك حالمينْ
* * *
جئنا نلملمُ ما تبعثرَ من خُطَى أعمارِنَا
ونشقُّ أتلامَ الهوى لبِذَارِنَا
ولقد مضينا نزرع الأشواقَ ، والحب المنضِّر ، والحنين
لكن علمنا بعد حين
أنَّا زَرَعْنَا زَرْعَنا في المِلح ، في الأرضِ البَوَارْ
أنَّا ضَلَلْنَا حينَ ألقَيْنا البِذَار
في قَلْبِ أرضٍ لا تَغِلّ
كان الجفافُ نصيبَنَا ، ولغيرنا خِصْبٌ وظِلّ
* * *
لا تمسكينا يا جزيرةَ حُلْمِنَا
إنَّا سنمضي عنك ، لن نبقى هنا
نُعطيك من أشواقنا عبثا ومن أعمارنا
فيضِي وأعطي الآخرين
من خِصبكِ المغداق ، أعطي للسِّوى ِظلاًّ وماءْ
فلقد عَزَفْنَا عنك ، أفرغْنَا القلوبَ من الرجاءْ
* * *
إنَّا سنَمضي عن شواطئك الملوَّنةِ الضَّحُوكْ
سنعود نُسلم للرياحِ شرَاعَنَا
ونظلُّ نحمل تِيهَنَا وضَيَاعَنَا
يا تِيهَنَا وضَيَاعنا
في الصاخب الهدّارِ ، في هذا الخِضَمِّ بلا قرار
سنصارع الموجَ الكبير
وهناك نُعطي عُمْرَنَا
للصاخبِ الهدَّارِ نُعطي عُمْرَنَا
وكفاحنا
وهناك سوف نواجه التِّيهَ المحتَّمَ والمصيرْ
ونحن نحضن كِبْرَنا
وجراحَنَا



دلال الواصل 09-13-2008 02:52 AM

.

ابن نباتة المصري
686 - 768 هـ / 1287 - 1366 م
محمد بن محمد بن محمد بن الحسن الجذامي الفارقي المصري أبو بكر جمال الدين.
شاعر عصره، وأحد الكتاب المترسلين العلماء بالأدب، أصله من ميافارقين، ومولده ووفاته في القاهرة.
وهو من ذرية الخطيب عبد الرحيم بن محمد بن نباتة.
سكن الشام سنة 715ه‍ وولي نظارة القمامة بالقدس أيام زيارة النصارى لها فكان يتوجه فيباشر ذلك ويعود.
ورجع إلى القاهرة سنة 761 هـ فكان بها صاحب سر السلطان الناصر حسن.
وأورد الصلاح الصفدي في ألحان السواجع، مراسلاته معه في نحو 50صفحة .
له (ديوان شعر -ط ) و(سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون -ط).
(سجع المطوق -خ) تراجم وغيرها.







سهرت عليكِ لواحظُ الرقباء





[poem="font="simplified arabic,5,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]سهرت عليكِ لواحظُ الرقباء =سهرا ألذّ لها من الاغفاء
فمتى أحاول غفلة ً ومرادهم =بيعُ الرقاد بلذة استحلاء
ومتى يقصر عاذلي ورجاؤه =في مرّ ذكرك دائماً ورجائي
قسما بسورة عارضيك فانها= كالنمل عند بصائر الشعراء
وجفونك اللاتي تبرحُ بالورى= وتقول لا حرجٌ على الضعفاء
اني ليعجبني بلفظ عواذلي =مني ومنك تجمع الأسماء
وتلذ لي البرحاء أعلم أنه= يرضيكِ ما ألقى من البرحاء
ويشوقني مغنى الوصال فكلما= ذكر العقيق بكيتهُ بدمائي
أيام لا أهوى لقاك بقدر ما= تهوي لإفراط الوداد لقائي
متمازجان من التعانق والوفا= في الحبّ مزجَ الماءِ بالصهباء
لو رامت الأيامُ سلوة َ بعضنا= لم تدرمن فينا أخو الاهواء
وصلٌ سهرتُ زمانه لتنعم= وسهرتُ بعد زمانه بشقاء
يا جفن لست أراك تعرف ماالكرى= فعلام تشكو منه مرّ جفاء
كانت لياليَ لذة ٍ فتقلصت= بيد الفراق تقلص الأفياء
ومنازل بالسفح غُير رسمها= بمدامعِ العشاقِ والأنواء
لم يبقَ لي غيرُ انتشاقِ نسيمها= ياطولَ خيبة ِ قانعٍ بهواء
كمؤمل يبغي براحة ِ واهبٍ =كرماً ويتركُ أكرمَ الوزراء
الصاحب الشرف الرفيعِ على السها= قدراً برغمِ الحاسدِ العواء
ندبٌ بدا كالشمس في أفق العلا= فتفرقت أهلُ العلا كهباء
عالي المكانة حيث حلَّ مقامه= كالنجمِ حيث بدا رفيعَ سناء
ما السحبُ خافقة ٌ ذوائبُ برقها= بأبرّ من جدواه في اللأواء
لا والذي أعلا وأعلن مجدهُ= حتى تجاوز هامة َ الجوزاء
لا عيبَ في نعماهُ إلا أنها =تسلي عن الأوطان والقرباء
مغرى على رغم العواذل والعدى= بشتاتِ أموالٍ وجمعِ ثناء
لا تستقر يداه في أمواله= فكأنما هو سابحٌ في ماء
جمعت شمائله المديحَ كمثل ما= جمعت أبي جادٍ حروفَ هجاء
وتفردت كرماً وان قال العدى= انَّ الغمامَ لها من النظراء
وتقدمت في كل محفل سؤددٍ =تقديمَ بسم اللهِ في الأسماء
أكرمْ بهنَّ شمائلا معروفة =يوم العلى بتحملِ الأعباء
يلوي بقول اللائمينَ نوالها= كالسيل يلوي جريهُ بغثاء
ومراتباً غاظ السماء علوها= فتلقبت للغيظ بالجرباء
ومناقباً تمشي المدائح خلفها= لوفور سؤددها على استحياء
وفضائلاً كالروض غنى ذكرها= يا حبذا من روضة ٍ غناء
ويراعة ً تسطو فيقرع سنها= خجلاً قوامَ الصعدة السمراء
هرقت دم المحل المروع والعدى =حتى بدت في أهبة ٍ حمراء
عجباً لإبقاء المهارق تحتها= ونوالها كالديمة الوطفاء
كم عمرت بحسابها من دولة= وبلا حساب كم سخت بعطاء
ولكم جلا تدبيرها عن موطن= دهماءَ واسأل ساحة َ الشهباء
لولاك في حلبٍ لأحدرِ ضرعها =وقرى ضيوفَ جنابها بعناء
يا من به تكفى الخطوبُ وترتمي= بكر الثناء لسيدِ الأكفاء
أنت الذي أحيا القريض وطالما= أمسى رهين عناً طريدَ فناء
في معشر منعوا اجابة َ سائل= ولقد يجيبُ الصخرُ بالأصداء
أسفي على الشعراء أنهمو على= حال تثير شماتة الأعداء
خاضوا بحور الشعر إلا أنها= مما تريق وجوههم من ماء
حتى اذا لجأوا اليكَ كفيتهم= شجناً وقلت أذلة ُ العلياء
ظنوا السؤال خديعة وأنا الذي =خدعت يداه بصائر العلماء
أعطوا أجورهم وأعطيتَ اللهى= شتانَ بين فناً وبينَ بقاء
شكراً لفضلكَ فهو ناعشُ عيشتي= ونداك فهو مجيبُ صوتَ ندائي
من بعد ما ولع الزمان بمهجتي= فردعته وحبوتني حوبائي
وبلغتَ ما بلغ السحابُ براحة ٍ =عرفتْ أصابعُ بحرها بوفاء
فانعم بما شادت يداك ودمْ على= مرّ الزمان ممدحَ الآلاء
واحكِ الكواكب في البقاء كمثلِ ما =حاكيتها في بهجة ٍ وعلاء[/poem]

هيفاء الزامل 04-01-2010 01:54 PM






عَيْنَاكِ غَابَتَا نَخِيلٍ سَاعَةَ السَّحَرْ ،

أو شُرْفَتَانِ رَاحَ يَنْأَى عَنْهُمَا القَمَرْ .

عَيْنَاكِ حِينَ تَبْسُمَانِ تُورِقُ الكُرُومْ

وَتَرْقُصُ الأَضْوَاءُ ...كَالأَقْمَارِ في نَهَرْ

يَرُجُّهُ المِجْدَافُ وَهْنَاً سَاعَةَ السَّحَرْ

كَأَنَّمَا تَنْبُضُ في غَوْرَيْهِمَا ، النُّجُومْ ...



وَتَغْرَقَانِ في ضَبَابٍ مِنْ أَسَىً شَفِيفْ

كَالبَحْرِ سَرَّحَ اليَدَيْنِ فَوْقَـهُ المَسَاء ،

دِفءُ الشِّتَاءِ فِيـهِ وَارْتِعَاشَةُ الخَرِيف ،

وَالمَوْتُ ، وَالميلادُ ، والظلامُ ، وَالضِّيَاء ؛

فَتَسْتَفِيق مِلء رُوحِي ، رَعْشَةُ البُكَاء

كنشوةِ الطفلِ إذا خَافَ مِنَ القَمَر !

كَأَنَّ أَقْوَاسَ السَّحَابِ تَشْرَبُ الغُيُومْ

وَقَطْرَةً فَقَطْرَةً تَذُوبُ في المَطَر ...

وَكَرْكَرَ الأَطْفَالُ في عَرَائِشِ الكُرُوم ،

وَدَغْدَغَتْ صَمْتَ العَصَافِيرِ عَلَى الشَّجَر

أُنْشُودَةُ المَطَر ...

مَطَر ...

مَطَر...

مَطَر...

تَثَاءَبَ الْمَسَاءُ ، وَالغُيُومُ مَا تَزَال

تَسِحُّ مَا تَسِحّ من دُمُوعِهَا الثِّقَالْ .

كَأَنَّ طِفَلاً بَاتَ يَهْذِي قَبْلَ أنْ يَنَام :

بِأنَّ أمَّـهُ - التي أَفَاقَ مُنْذُ عَامْ

فَلَمْ يَجِدْهَا ، ثُمَّ حِينَ لَجَّ في السُّؤَال

قَالوا لَهُ : " بَعْدَ غَدٍ تَعُودْ .. " -

لا بدَّ أنْ تَعُودْ

وَإنْ تَهَامَسَ الرِّفَاقُ أنَّـها هُنَاكْ

في جَانِبِ التَّلِّ تَنَامُ نَوْمَةَ اللُّحُودْ

تَسفُّ مِنْ تُرَابِـهَا وَتَشْرَبُ المَطَر ؛

كَأنَّ صَيَّادَاً حَزِينَاً يَجْمَعُ الشِّبَاك

وَيَنْثُرُ الغِنَاءَ حَيْثُ يَأْفلُ القَمَرْ .

مَطَر ...

مَطَر ...

أتعلمينَ أيَّ حُزْنٍ يبعثُ المَطَر ؟

وَكَيْفَ تَنْشج المزاريبُ إذا انْهَمَر ؟

وكيفَ يَشْعُرُ الوَحِيدُ فِيهِ بِالضّيَاعِ ؟

بِلا انْتِهَاءٍ - كَالدَّمِ الْمُرَاقِ ، كَالْجِياع ،

كَالْحُبِّ ، كَالأطْفَالِ ، كَالْمَوْتَى - هُوَ الْمَطَر !

وَمُقْلَتَاكِ بِي تُطِيفَانِ مَعِ الْمَطَر

وَعَبْرَ أَمْوَاجِ الخَلِيج تَمْسَحُ البُرُوقْ

سَوَاحِلَ العِرَاقِ بِالنُّجُومِ وَالْمَحَار ،

كَأَنَّهَا تَهمُّ بِالشُّرُوق

فَيَسْحَب الليلُ عليها مِنْ دَمٍ دِثَارْ .

أصيح بالخليج : " يا خليجْ

يا واهبَ اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! "

فيرجعُ الصَّدَى

كأنَّـه النشيجْ :

" يَا خَلِيجْ

يَا وَاهِبَ المَحَارِ وَالرَّدَى ... "



أَكَادُ أَسْمَعُ العِرَاقَ يذْخرُ الرعودْ

ويخزن البروق في السهولِ والجبالْ ،

حتى إذا ما فَضَّ عنها ختمَها الرِّجالْ

لم تترك الرياحُ من ثمودْ

في الوادِ من أثرْ .

أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر

وأسمع القرى تَئِنُّ ، والمهاجرين

يُصَارِعُون بِالمجاذيف وبالقُلُوع ،

عَوَاصِفَ الخليج ، والرُّعُودَ ، منشدين :

" مَطَر ...

مَطَر ...

مَطَر ...

وفي العِرَاقِ جُوعْ

وينثر الغلالَ فيه مَوْسِمُ الحصادْ

لتشبعَ الغِرْبَان والجراد

وتطحن الشّوان والحَجَر

رِحَىً تَدُورُ في الحقول … حولها بَشَرْ

مَطَر ...

مَطَر ...

مَطَر ...

وَكَمْ ذَرَفْنَا لَيْلَةَ الرَّحِيلِ ، مِنْ دُمُوعْ

ثُمَّ اعْتَلَلْنَا - خَوْفَ أَنْ نُلامَ – بِالمَطَر ...

مَطَر ...

مَطَر ...

وَمُنْذُ أَنْ كُنَّا صِغَارَاً ، كَانَتِ السَّمَاء

تَغِيمُ في الشِّتَاء

وَيَهْطُل المَطَر ،

وَكُلَّ عَامٍ - حِينَ يُعْشُب الثَّرَى- نَجُوعْ

مَا مَرَّ عَامٌ وَالعِرَاقُ لَيْسَ فِيهِ جُوعْ .

مَطَر ...

مَطَر ...

مَطَر ...

في كُلِّ قَطْرَةٍ مِنَ المَطَر

حَمْرَاءُ أَوْ صَفْرَاءُ مِنْ أَجِنَّـةِ الزَّهَـرْ .

وَكُلّ دَمْعَةٍ مِنَ الجيَاعِ وَالعُرَاة

وَكُلّ قَطْرَةٍ تُرَاقُ مِنْ دَمِ العَبِيدْ

فَهيَ ابْتِسَامٌ في انْتِظَارِ مَبْسَمٍ جَدِيد

أوْ حُلْمَةٌ تَوَرَّدَتْ عَلَى فَمِ الوَلِيــدْ

في عَالَمِ الغَدِ الفَتِيِّ ، وَاهِب الحَيَاة !

مَطَر ...

مَطَر ...

مَطَر ...

سيُعْشِبُ العِرَاقُ بِالمَطَر ... "



أصِيحُ بالخليج : " يا خَلِيجْ ...

يا واهبَ اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! "

فيرجعُ الصَّدَى

كأنَّـهُ النشيجْ :

" يا خليجْ

يا واهبَ المحارِ والردى . "

وينثر الخليجُ من هِبَاتِـهِ الكِثَارْ ،

عَلَى الرِّمَالِ ، : رغوه الأُجَاجَ ، والمحار

وما تبقَّى من عظام بائسٍ غريق

من المهاجرين ظلّ يشرب الردى

من لُجَّـة الخليج والقرار ،

وفي العراق ألف أفعى تشرب الرحيقْ

من زهرة يربُّها الرفاتُ بالندى .

وأسمعُ الصَّدَى

يرنُّ في الخليج

" مطر .

مطر ..

مطر ...

في كلِّ قطرةٍ من المطرْ

حمراءُ أو صفراءُ من أَجِنَّـةِ الزَّهَـرْ .

وكلّ دمعة من الجياع والعراة

وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ

فهي ابتسامٌ في انتظارِ مبسمٍ جديد

أو حُلْمَةٌ تورَّدتْ على فمِ الوليدْ

في عالَمِ الغَدِ الفَتِيِّ ، واهب الحياة . "



وَيَهْطُلُ المَطَرْ ..



* بدر شاكر السيّاب *



:34:




.

عبدالناصر الأسلمي 04-01-2010 02:41 PM

عبد الكريم الكرمي (1909-1980) ولقبه أبو سلمى، شاعر فلسطيني ولد في مدينة طولكرم، أنهى مراحله التعليمية حتى الثانوية في دمشق، ثم انتقل إلى القدس، التحق بمعهد الحقوق في القدس وعمل في حقلي التدريس والمحاماة، ثم انتقل إلى بيروت وعاش فيها بقية عمره.[1]



ولد عبد الكريم بن سعيد بن علي الكرمي في مدينة طولكرم بفلسطين عام 1909 م، وعاش في أسرة اشتهرت بالعلم والدين والأدب، فقد نبغ عدد من أفرادها كعلماء وأدباء، فهو شقيق الأديبين أحمد شاكر الكرمي وحسن الكرمي .. ووالده الشيخ سعيد الكرمي عالم مشهور، وأحد طلائع رجال النهضة العربية المعاصرة .. كان فقيهاً بالدين واللغة، وشاعراً وأديباً يجيد الخطابة وكان أحد ثمانية تأسّس منهم المجمع العلمي العربي بدمشق، ونائباً لرئيس المجلس .. وعمل من بعد سنة 1922م قاضياً للقضاة في حكومة شرق الأردن، ثم رئيساً لأول مجمع علمي في الأردن، وتوفي في طولكرم سنة 1935م.






تلقى عبد الكريم دراسته الابتدائية في مدرسة طولكرم الحكومية وفي عام 1918م انتقل إلى دمشق، وواصل دراسته. وفي دمشق كان يحضر مجلس والده، وفيه أهل علم وأدب، فكان يستفيد كثيراً من مجالس العلم، ويقرأ الكتب الأدبية النافعة وقد أتاحت له مجالس العلم هذه تكوين خبرة اجتماعية وإثراء ثقافته وتكامل شخصيته.






في عام 1936م أقالته السّلطات البريطانية من التدريس، فقد نظم قصيدة نشرتها مجلة الرسالة القاهرية بعنوان ( يا فلسطين ) هاجم فيها السلطات البريطانية لعزمها على إنشاء قصر للمندوب السامي البريطاني على جبل المكبّر الذي زاره الخليفة العادل عمر بن الخطاب .. فاستدعاه مدير التعليم البريطاني ( مستر فرل ) ، وأبلغه قراره بفصله من العمل.






وفي عام 1943م قصد أبو سلمى مدينة حيفا وافتتح مكتباً زاول فيه مهنة المحاماه، وبدأ عمله بالدفاع عن المناضلين العرب المتهمين في قضايا الثورة الفلسطينية. وأصبح في فترة قصيرة محامياً مرموقاً في فلسطين، وظل يعمل في حقل المحاماة حتى عام 1948م، حيث اضطر إلى مغادرة حيفا نازحاً إلى دمشق وهناك زاول مهنة المحاماة والتدريس ، ثم عمل بوزارة الإعلام السورية وأسهم في العديد من المؤتمرات العربية والآسيوية والإفريقية والعالمية.



وفي عام 1980م وافته المنيّة، ودفن في دمشق.


حمام الوادي


ودع ظلالك يا حمام الوادي
الوى الزمان بغصنك الميــــاد
من بعد سرحته وعذب نميره
نم في الهجير وانت طاو صـــاد
ارسل نواحك يا حمام وقل لنا
هل في حمى الوادي حمام ســـاد
وبك النسيم ندية اردانــه
ان البكاء يهون عند بعـــــاد
كان الرسول اليك غلب الهوى
يختال فوق ربى وفوق وهـــــاد
حتى اذا وافى الديار ترقرقت
عبراته وروى حديث فـــــؤاد
طر في الفضاء وهل يطير مطوق
قصت جناحيه يد الصــــياد
ياجيرة الوادي الحزين تحيــة
حمراء انطقها دم الأكبـــــاد
تتلمس الماضي فتبصر ظلـله
خلف الدموع على شفار العـادي
كانت تزين بروده سمر القنـا؟؟
فتعي السنون عجائب الأبـــراد
ماتملكون ؟افي النفوس حمية
ابقيت الأسياف في الاغمـــاد
لو كان في تلك النفوس حمـية
عربية شدت الاصفـــــاد
لو كان في تلك الانوف بقيـة
لتحطمت حلقات الاستعبـــاد
لو تسمعون صدى القبور وجدتم
جنباتها تبكي على الاجـــداد
كرهتم الدنيا الدنية حينمـــا
كرهوا حياة كريهة وجهــــاد
ومشى الزمان عليهم حتـى اذا
مات الأبــاء مشى على الاحفاد




الساعة الآن 03:55 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.