أنت أكبر كذبة ساقها القدر لي ..
وأنا لا أحب الكذب .. لذا ستكون بالنسبة لي مجرد ذكرى مؤلمة ..
ذكرى أحاول مسحها من أعماقي لأرتاح من ألمها كي لا أموت قهرا ..

أنت بارع جداً في ارتداء قناع الإنسانية ..
بربك لا تشوهها فالإنسانية أسمى من مجرد كلام يقال ..
يقززني تمثيلك المتقن .. وأحس بالغثيان كلما امتدحوا إنسانيتك ..

إنت وين والإنسانية وين؟

بداخلي شئ يشبه الألم .. رغبة شديدة للبكاء .. وأختنق ..

كل الوجوه التي أعرف .. كل الأصوات التي أسمع .. كل الأماكن ..
كل ما حولي حزين ..

وأسأل عنك مرآتي
فتبكيني
وشوقي في شراييني
يؤججني
يذر الملح .. فوق الجرح
يشعل شمعة الذكرى ..
يعذبني ويشقيني

وارسم فوق أرواقي
بقايا حزن أحداقي
وأسأل عنك
وأغرق في مدى صمتي
وذا صوتي
به جرحي وسكيني ..

حتى الضحكة باتت تؤلمنا .. بتنا نخاف منها ..
ربما لأننا نذرنا أرواحنا للحزن .. فباتت دموعنا قرابين ..
عندما نفرح .. نتوجس خيفة من وجع سيأتي ..

إن غاب صوتك .. تختلط كل الأصوات فتصبح مجرد ضجيج يفزعني ..
صوتك وحده هو السكون والطمأنينة وإن تعالت أصواتهم ..

يؤلمني جداً ما أراه من شقاق واختلاف بيننا كعرب .. مسلمين .. شعارنا جميعا (لا إله إلا الله محمداً رسول الله) ..
أحاول الإبتعاد بقدر الإمكان عن تلك الخلافات والأحاديث المتعلقة بهذا الشأن ..
لأني وبكل بساطة لا أحب أن أكون طرفاً في تلك الأحاديث كي لا أتهم بالتحيز لفئة معينة ..
فقط أقول ..

عفوا على الجراح سيدي
فبيننا
تدخل الغريب
ماذا فعلنا ها هنا
غير البكاء والعويل والنحيب

وكعادة العرب
من بكى مستنكرا وغاضبا
ومن شجب
وبعد ثورة الغضب
ماذا لدينا سيدي
سوى الشقاء والذبول
ونوبة من التعب

ماذا جنى أبو لهب
تبت يداه بل وتب
سيأخذ الشموس
سيشتري ألف ماسة
وألف ألف غانيه
وها هنا سيترك الحطب

وإذ ينز جرحنا
نقول أجمل الخطب
يعلو الهتاف والنباح
ويسألون ما السبب!

غدا هناك
سيشربون نخبنا
في قاعة المجون والفسوق
فلتسلمي يا أمة العرب
فلتسلمي يا أمة العرب

وعندما يحتدم الصراع بيننا
ونفترق
ومن جديد نلتقي فنبتسم
والغل في قلوبنا
ينز بالحقد اللعين
وليس ذا سوى النفاق والكذب

وعندما يموت جرحنا شهيد
تبكي قلوبنا صديد
نطوع الألم .. كيفما نشاء
نصحو ... ننام نكتئب

آه يا أمة قلدت صوت السلام
فضاع صوتها نشاز
آه يا أمة تاريخها منها استحى
ثم تنحى وانسحب

عفوا على الجراح سيدي
عذرا لذا الكلام
فهامتي مسبية ... مكسورة
ذليلة قد نكست
أنى لها أن تنتصب

لأنني أخشى الركوع سيدي
لأنني أخشى الكلام
لأنها كرامتي
مدفونة تحت التراب
لأنها إرادتي
مسلوبة بلا سبب

خيباتنا كثيرة
وإذ أعدها يخونني الكلام
يكفي بأننا
وسط هذي المعمعة
كما الدمى كما اللعب

فاشجبي ونددي واستنكري
لا تندبي
حظ الثكالى العاثرات
نامي فربما يعود ما انسلب

نامي على صوت الوعود والرياح
ولتحلمي بالحب بالسلام
ولتهدأي لمَ الغضب؟
نامي على الجرح الذي
يصرخ ثم يستكين
ولتسلمي يا أمة العرب
ولتسلمي يا أمة العرب .