![]() |
. . نذرولوبيا ليست قيدًا هي ذاكرة صارمة تذكّرني أني صدقت في لحظة انهيار فلا يحقّ لي أن أرتخي الآن ، كأن الوفاء صار حارسي وجسدي زنزانته !! أحبّ الحياة لكني أحبّ صدقي أكثر حتى لو خذلتني الحياة ولم يرَ أحدٌ ذلك الصدق سواي .. نذرولوبيا يقظة لا تنام تسألني عند كل متعة : هل كنتَ تقصد الله حقًا ؟ أم نفســـك حـيـن وعــــــدت ؟ . . |
. . الخوف من أن تُكافأ على نذرك في الدنيا فيُسقط عنك الأجر في الآخرة هو من ألطف أنواع الحياء ومن أشدّها وجعًا !! . . |
. . و صدقا : لا أُخبر أحدًا بما فعلت لأني وعدت الله وحده وفي عمق الوعد لا مكان للتصفيق !! فحين أنقذتُ أحدهم لم يكن يعرف أني أفعل ذلك عن نذر لم يكن يعرف أني أفعل ذلك كي لا أكسر عهدًا في قلبي، وليس لأنه يستحق .. ما وعدته لله ، لم أخبر به أحدًا لأن الوعد الذي يُذاع ينقص من طهره شيء !! . . |
. . في ليالي السهاد حين يطول الانتظار ولا ينام القلب أشعر بالرحمة وكأنها مؤجلة لا غائبة !! وأُحدّث نفسي : لعل الله يربيني بالصبر لا يُقصيني ولعل النذر الذي نطقته بصدق هو عبورُ بين الحيرة واليقين !! أتساءل خافتًا : هل يُقبل الصمت إذا عجز الصوت عن النجوى ؟ وهل يعرف الله كم أثقلني خوفي من خذلان العهد لا منه ؟ الأسئلة تتشابك في أعماقي !! والروح تمسك بها كما يمسك الغريق أنفاسه حتى تدمع العين من فراغٍ يُشبه التيه في انتظار رحمةٍ أعرف أنها قريبة . لكن قلبي تاه في الطريق إليها !! . . |
. . وفي اللحظة التي يقال لي فيها : أنت تبالغ !! كان كل ما فيّ يصرخ : أنـــــــــــــــــــا لا أبــــــــــــــــــالغ أنا أغرق وحدي وأنت واقف على الشاطئ !! . . |
. . كلما صليت أكثر أشعر أن هناك ركعةً غائبة وكل ركعةٍ أشعر أنها ليست هي !! ليست تلك التي وعدت بها حين كنت أبكي !! أصلي لكن النية قديمة وضائعة .. وفي كل مرة أدعو أتبع الدعاء بهمسة : إن قصّرت ، فاغفر لي .. لأن الوفاء يُرهق !! ولست أعلم : هل أوفيت حقًا ؟ أم رتّبت الأمور فقط لتبدو كذلك ؟ . . |
. . الله وحده يعلم كم من نذرٍ أوفيناه وكم من لحظة قهر سكتنا عنها وكم من باب طرقناه لأجل غيرنا ثم عدنا دون أن نُخبر أحدًا ..!! هذه الفضائل المخبأة هي ما تبقينا واقفين ولو على حافة الانهيار .. وأشدّ الوفاء ذاك الذي لا يراه الناس ولا يُقصّ في المجالس ولا يُطلب عليه شكر لأنه كان بينك وبين الله ولا ثالث لكما إلا الصدق .. . . |
. . أقف على حافة الوجود أراقب ظلي يتلوى تحت ضوء الحقيقة الغامضة كل خطوة تهتز فوق أرضٍ تشبه متاهة التساؤلات تحت جلد الزمن ينبض قلبي يحمل ثقل الأمل والعتاب .. كأن الحياة نهرٌ يصارع صخور المصير وأنا المراكب المتهالكة !! . . |
الساعة الآن 09:59 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.