منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النقد (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   شَّتائِم ما بَعد النّقْمة.. (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=43467)

عَلاَمَ 01-25-2022 05:44 PM

شَّتائِم ما بَعد النّقْمة..
 






يُخبرنا السيد: حسين سرمك

.. ومن المؤسف أن شتائم مظفر والأوصاف البذيئة والأفعال التحرّشية لم تحض بوقفات نقدية متأنية .
وقد عجبت ذات مرّة حين قرأت إدانات بعض النقاد والسياسيين لشتائم الشاعر التي ترد في نصوصه .
يقولون : لا يجوز للشاعر أن يستخدم التعبيرات البذيئة في المجتمع العربي الذي تشكل ثقافته وسلوكه قيم دينية واجتماعية معروفة .
لكنني أسأل : هل هناك شيء غير بذيء في الحياة العربية ؟ هل يوجد عهر داعر يفوق عهر السياسة العربية ؟ يصفون السياسيين بأنهم مثل العاهرات ، وهذا ظلم فادح نوقعه على العاهرات . المومس تقدّم لك لذة محسوبة مقابل المال ...
وقد تتعاطف مع همومك في استجابة أمومية تصل أعظم تجلياتها في ما اصطلح عليه بوصف " المُومس الفاضلة " المأخوذ عن " جان بول سارتر " .
لكن ما هي اللذة التي يُقدمها لنا السياسي الداعر؟. إنه يحطم مستقبلك ومستقبل أطفالك ويسحق مقدرات وطنك وينهب ثروات شعبك دون أن يقدم شيئا مقابل ذلك ، وبذلك فهو أحط من المُومسات عهرا ! .
ولكن لشتائم مظفر جذرا آخر نفسيا غائرا غفل عنه الكثيرون من النقاد ويتعلق باللعب المصلحي – النفسي – المتبادل بين الشاعر والمتلقي .
فللشاعر فوق الضرورات الفكرية والنضالية لهذا السلوك الشعري هناك ضرورة إبداعية .
إنها نتاج عجز اللغة الشعرية التقليدية عن تجسيد حالة (ما بعد النقمة).
إنه العِيّ الذي ينتابنا حين تجتاحنا حالات أقصى الغضب .. فنصمت . إن هذه الشتائم هي في الواقع أقصى الصمت ، وهي الوجه الآخر لبلاغته .

وهناك ناحية أخرى ، فمن خلال متابعة النمو النفسي للطفل نجده يحصل على لذة كبرى حين يحوز على اللغة.
إنها الأداة الأعظم التي تعزز شعوره بالقدرة الكلية -omnipotence ، يقول للشيء كن فيكون ،
وبدل الصراخ المضني الذي قد لا يتبعه حضور موضوع الرغبة – الأم ، أصبح هذا الموضوع (تخلُقه) الكلمة البسيطة وتتسبب في حضوره بلا عناء .
هنا تتجلى أول تمظهرات سحر اللغة الآسر .
لكن بعد أن نكبر وننضج وندرك الطبيعة القامعة للحياة الاجتماعية وكيف أنها لا تخضع للرغبة ولا لفعل اللغة ،
تفقد اللغة سحرها ولا يبقى منه سوى المفردات والصياغات التي ترتبط بالمجازات الشعرية وعبارات التجديف والشتائم والكلمات البذيئة .
هذه فقط تعيد للغة دهشتها الطفلية الأولى .
ولعل هذا هو القاسم المشترك الذي يجعل طرفي العملية الإبداعية ؛ الشاعر والمتلقي ،
يجدان لذة كبرى في الشتائم الشعرية ويَتصافقان عليها في اتفاق غير مُعلن .

مظفر يعيش وضعا مُتفردا ومُختلفا ، إنه مُتلبس بحالة " ما بعد الحب " العجيبة .
هنا ينمو الولاء بدرجة أشد في حالة انكسار المحبوب ليس لأن صورة العودة الصحية المختزنة هي الأساس المرجعي المشبع من قبل ،
فقد فتح مظفر عينيه على الحياة وأرضه ترزح مُذلّة تحت أكوام تاريخية من أزبال الطغاة ومختنقة الأنفاس بفعل ..
الاضطهاد والحرمان والموت والخراب ،
إن البهاء يستعر حين تتراكم على المحبوب الفضلات الخانقة .. ( ترتد النقمة ثأرا مسعورا ، لكن من من؟ ، من الذات!! ).




خالد صالح الحربي 01-25-2022 06:32 PM

:
الحقيقة أنّ مظفّر النواب أكثر "الشتّامين" أدبًا !
🌹

قايـد الحربي 01-25-2022 08:20 PM

:
:

مع كامل الاحترام لـ سرمك ..
إلا أنّ الخلط والجمع في بداية الكلام بين رأي الناقد و رأي السياسي وكأنهما ينطلقان من رؤية واحدة ، فيه خُبث وتضليل للقارئ .. نعم الرفض واحد لكنّ رفض السياسي "المشتوم" ليس كرفض الناقد الذي يحاكم النص وهذا أول خطأ ارتكبه سرمك!.

أما القول بأن اللغة عاجزة عن إيصال ما توصله الشتائم فهذا تبرير مضحك جداً وقول فيه استنقاص من اللغة و من عقلية المتلقي وأنه لا يفهم إلا شتائم الشوارع حين تلقى في محفل يحضرونه بملابس نظيفة وثمينة ليستمعوا لشاعرٍ يلقي عليهم الشتائم والألفاظ البذيئة.

؛
شكراً لك ياعلام.

رشا عرابي 01-25-2022 08:55 PM

بالمُجمَل أنا ضدّ الإسفاف وعدم التأدّب بالأدب،
وهذا مما جعلني لا ألتَفت قط لما يأتي على لسان النوّاب ولا على لسان نزار قباني
كِلاهُما أقضّ مضجع التّأدب وحفظ الذوق العام
وأتباعُهما كُثُر بـ دعوى الغضب وبـ دعوى الحب

وبعيداً عن رأي السياسي والناقد
مداءات إطّلاعكِ رحبة يا روح
محبات يا غالية :icon20:

عَلاَمَ 02-19-2022 05:44 PM

.

الكِرام: نورتم وآنستم
شكرًا جزيلاً لمروركم الراقي


صلاح سعد 02-27-2022 01:58 PM


.

دائماً أقول ان الشعر السياسي لن ينصفه أبناء الجيل الذي كتب في زمانهم وذلك لاختلاف المواقف السياسيه
ولكن يستمتع به أجيال المستقبل البعيد بعد ان تزول عنهم سكرة الشعبوية والحزبيه وتنتصر ذائقتهم الشعريه
كما نستمتع اليوم بعصبية ابن كلثوم لقبيلته أو ذم الفرزدق لقبلية أخرى أو المتنبي في مدح او ذم حكام زمانه


اقتباس:

لكن بعد أن نكبر وننضج وندرك الطبيعة القامعة للحياة الاجتماعية وكيف أنها
لا تخضع للرغبة ولا لفعل اللغة ،
تفقد اللغة سحرها ولا يبقى منه سوى المفردات والصياغات التي ترتبط بالمجازات الشعرية
وعبارات التجديف والشتائم والكلمات البذيئة
لا أتفق , الشعر السياسي في الجاهليه رغم العداء المستفحل والدماء التي سالت وانعدام التعليم والوعي في حينه
الا ان قصائدهم السياسيه كانت تفيض ببلاغة شعرية رفعية وليس حفلة شتائم ومفردات هبيطه مبتذله ومنفره
على الأقل القصائد التي اشتهرت وذاع صيتها لدينا من الجاهليه وكانت بنفس مستوى شهرة شاعر فحل كمظفر




سيرين 04-30-2023 11:58 AM

المكوث بين طيات هذا الانتقاء إضاءة وإضافة
شكرا المطر علام دمت وارفة العطر

،،

نادية المرزوقي 05-02-2023 09:06 AM

العداءات و الجروح قديمة، و الإنسان ذاته الذي خلق المعلقات على جدار الكعبة رغم جاهليته، كان من الأجدى بعد تنويره أن يسمو بذاك الجدار، أو إلى ذات الجدار أكثر فأكثر.
لكن عجز الشاعر أو السياسي عن خلق لغة سامية تسمو به إلى إراقة غضبه إبداعا و رفعة ، هذا هو الجديد في المقام،

الضعف انحط باللغة و من يستخدمها في المقام الشاعري أو السياسي أو أي مقام آخر.

لا أستغرب و لا أجيز في آن

هذا الضعف في استخدام اللغة و إهانتها.


دمت سامقة و فارهة كعادتك علام

،

أشكرك.






الساعة الآن 02:05 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.