منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   إلى الأخير من كلّ شيء ! (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=42639)

د. لينا شيخو 11-30-2020 12:13 AM

إلى الأخير من كلّ شيء !
 
http://www.ab33ad.info/up/uploads/im...f8e61ebc47.jpg



ـ " ظلّي" الذي يأخذني على محملِ التيه ..مجروحٌ يدَّثّرُ وجههُ باحتمال وجودي ..

ـ " كتابي " الذي يؤثّثُ أسـرارَ الدّهشـة في سِـربٍ من حكاياتٍ عبَرتني وتركتني غباراً تليداً ؛ رآني كثيراً وتوغّلَ بي في عاميَ الأخير ..

ـ " عامي " الأخيــر الذي سـقطَ من متاعهِ كلّ مايمكن أن يكون على هيئةِ مناسبةٍ تخصّ مايجدرُ به أن يكونَ فرحاً بربطة عنق وحتى بطاقة مؤجّلة .. !

- " البهاء " الذي خنقني حدَّ التلاشي ، غادرني إلى حياةٍ هاربة يركضُ فيها الياسمين كلّما استدارتْ إلى تلويحتي خلفها .

ـ " اليوم" الأخير من عامي المنصرم كن نبيلاً واحملْ ذاكرتي كأيقونةٍ في جيبك ؛ حتى أعيشَ فرحَ منفاي ! .

.ـ " الغيم " الكثيف الذي يحملُني حريرهُ إلى معارجِ الشّـطَط حيثُ آخرِ الشّـعرِ ومنتهى الجمال ؛ يجعلني خفيفةً منّي حتى أرى وجهي في ملامحِ قلبٍ يعرفهُ ..

ـ " الشّـطآن " التي كنتُ مَوْجَها.. تركتْ ندوبها على صدري كمنحوتةٍ من ملح الوقت تذوبُ مع كلّ نفحةِ حُبٍّ ناعمة ..

ـ " التقويم " الذي يلدُ أياماً تساوَى في عُرفها مَنْ يُرسلُ الماء في نســغِ يباسـها وبينَ من يقدحُ النارَ في حطَبِ أجسادها ؛
فسَـيْلُ الحربِ جرَفَ كل العناوين ، وترَكَنا نحن المسالمين في هذه الحَرب نهزُّ جذعَ الخلود ريثما تنضجُ ثمار وعْدِ السّـماء فتسقطُ أرواحنا للأعلى .

ـ " القطارات " التي سافرتْ فيّ لم تقرّرْ بعد أن تتوقف ، لازالت تحكي للطريق أحدوثة عن أجسادِ أهلِ المدينة التي تسْترُ مزقَ الحياة ..

ـ " البَشـر " الذين تشيّؤوا في فترةٍ وجيزةٍ من الحرب تحوّلتْ أشياؤهم إلى كائناتٍ حيّة بالرّغمِ من نفوقها ..

ـ " البيت " الأخير الذي بنى من بعضي لوحةً طينية له في الأفق القادم .
أرجوك ادخلْ بشجاعةٍ الفرسان إلى ألواني وترفّقْ بي كلما سقطتْ لبنـةٌ على قطرةِ روحي !.

ـ " الدفء " الأخير ـ الذي اعتراني ـ لا تخذلني !
حاولْ أن تحتفظَ بي كتُحفَةٍ باردة ترسلُ فيها بعضاً من روحك فأنا لا أحبُّ أن أعيشَ البردَ خارج حدودك ..

ـ " الوَرْد " الذي يتلوني في أوّلِ المسـاء حتى يفوحَ الصباح ؛ مولعٌ بالعصافيرِ التي تصحو مع نوافذي ، كلّما لمَسْـتُهُ يعصرني في ذاكرة القوارير المعتّقة .

ـ " الحنين " العظيم الملوّن بالنار ، اخرج الآن للنـور وأطفئني في قطرةِ مطَـرٍ حنونة.!

* لينا شـيخو
27 نوفمبر
ـــــــ
تم النشر في مجلة سحر الشرق اللبنانية الورقية
فضاءات الدهشة
العربي اليوم المصرية
موقع قصيدة النثر ..
ومواقع أخرى .


قايـد الحربي 11-30-2020 01:02 AM

:
:

الـ ذات الـ طيب ...
تجمع الأشياء لك لتُدخلها معك إلى غرفتك
فتستغني عن الكون و كائناته ومكوّناته !
؛
البداية بـ الظل ،
النهاية بـ الحنين ..
و الـ مابين هو البين الممتدّ كالمدى.
؛

دائماً حين توغل ذات بالوصف كأنها تأخذك من يدك
إلى الموصوف داخلها ، تصطحبك متجاوزاً أضلعها
إلى قلبها وتقول : هذا ماكنت أتحدث عنه ،
وأنت لا تملك إلا أن تُدهش من أول الرحلة حتى الوصول.
؛

ياذات ..
شكراً لا وصف لرقتها إلا كـ أنت ..
يااا أنتِ.

نادية المرزوقي 11-30-2020 09:45 AM

ذات الطيب: لينا شيخو

:

وضاءة مررت بكل ضوء/جرح
متأملة
بلغة فارهة ، و فكر سامي،


عله نحو إيجابية و آفاق مشرقة في حياتكــــــــــــ /و قرائك غاليتي


دمت بخير و عافية.

سيرين 11-30-2020 02:27 PM

أواخر الأشياء سياج يغري بالعبور
نحو سماءات تمطر الروح سويعات مختلفة من الحياة
حرف مختلف نابض بما يُجله من دفء المعنى
مبدعتنا الرائعة ذات طيب
معكِ تحلق الروح دهشة تتلوك الود والامتنان

\..:icon20:

نادرة عبدالحي 12-01-2020 12:56 AM


الكاتبة الفاضلة لينا شـيخو تطورين الأنظمة الجمالية في النثر وتمنحين الكلمة حقها في

هذا العالم المليئ بالأشياء من حولنا وكل هذه الاشياء ناطقة بلسان حالها ،

تمنح الحيوية لكل مكامن الإيقاع في النثر واكتشاف أسرار بنائه ، هذا البناء الرائع

هو قلاع حصينة لغة الإيضاح فيها تدل على التجارب الحياتية للكاتبة ، فهذا التدفق

يزيد من قوة الجمالية لكل الاشياء التي ذُكرت هُنا ، الكاتبة لينا شيخو في القلب لكِ أمنية

جميلة كجمال روحكِ ،

عبدالرحمن عبدالله 12-01-2020 09:46 PM

هو فعلاً الأخير من كل شيء

ذات الطيب الاستاذة لينا شيخو

فيصل خليل 12-03-2020 10:41 PM

ما أجمل أن يكون محور حياتنا من كنوز الحياة حولنا
بين ظل وحنين كانت روح تناجي الحياة أن تترفق بها
نص جميل ونثر مفعم بالمشاعر المرهفة

دمت بخير وعافية

مريم الخالد 12-05-2020 12:59 AM

الأشياء لا تعود ... إنها تشيخ ولا تعود




أميرة للقلم كنتِ.... وتستحقين التقييم
شكرا لهذا الجمال


الساعة الآن 12:32 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.