منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   الغربةُ .. دمعتان (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=38497)

حسام الدين ريشو 09-11-2017 06:46 PM

الغربةُ .. دمعتان
 
الغُربةُ .. دمعتان
========
حسام الدين بهي الدين ريشو
==============


لاتَبْكِ
"ذكرى حبيبٍ ومنزلٍ " *
لُمَّ البقايا
واعتزم الرحيلا .

فالمدائن ثكلى
والأيامُ جاحدةٌ
كلَّ حين
تغتال حبيبا أو أنيسا
أو خليلا .

هاجرْ
تقُودكَ الصدمةُ الأولى
لِأيِّ مُفترقٍ
فالمدى حولك غيمٌ
أو أقل قليلا .

والنهرُ
لم يعد صافيا
وكريما
لتتفيأ على ضفتيه
ظلا ونخيلا .

مَنْ سَرِق السكينةَ
والوداعةَ
مِن قلبك الغضِّ
وأنت تحومُ حول الديار
تشتاقُ هديلا .

صِرتَ كالرضيعِ
حين عنهُ ينأى
الصدرُ الحنونُ قليلا .

وتنامُ
إذا نمتَ
في حضن الدُجى
على وسائد الجمرِ
سقيما.. نحيلا .. وعليلا

فالذكرياتُ آهاتٌ
في جُنْحِ الليالي
تكويِ فؤادَكَ الطفلَ
وتُشعلُ في القلب
مِنَ النار فتيلا .

أيها العازفُ
على أوتارِ الشجن
أرحْ فؤادَكَ
فالقلوبُ حُنِّطَتْ
والطريقُ
إلى السنابل الخُضْرِ
لا يزال بعيدا وطويلا .

والأحلامُ ضاعت سُدَىً
والأيامُ جُنَّ جنونها
وبين راحتيها
كؤوس المُرِّ
لا السلسبيلا .

ياغريبا
ينزف القصيدَ
على ضوءِ الأرقِ
نِصْفُ القصائد دمعُنا
ونِصفُها دمُنا المُحْتَرِقُ
لِأنا
تحتَ وطأةِ الأشواقِ
وغربةِ الروحِ
نشدوُ للحنينِ مواويلا .

فدع عنك المشقةَ
والأسى
واصطبرْ
متكئا على
ماقيل بالأمس ... غدا
" نحبُ الحياةَ
إذا ما إستطعنا إليها سبيلا " .**

---------------
* قيس
** محمود درويش

سيرين 09-11-2017 10:22 PM

رغم ما للغربة من وجع تكاثرت به غصات الالم
كان النص باذخ الجمال ولِمَ لا ومداده من فرات العطر وخمائل النور
سلاسة المعنى توشحت سطوره وكانت وشما للذائقة الادبية
سلمت يمناك شاعرنا المبدع \ حسام الدين ريشو
ودام غيثك مورق بأبجديات الالق
مودتي والياسمين

\..:icon20:

منال الحسين 09-12-2017 03:40 AM

وكأني قرأت الموت في نصٍ
إحساسك شديد الصرامة لشخصي،
ضعفت كثيراً حين تمعنت به
لقد كتبت بدمائك يا رجل
وإن دلّ ذلك على شيء فقد دل على قوة اوراقك ..

رشا عرابي 09-12-2017 04:03 PM

الحبر فتيل
والنازعة شعلة

ومدادك ضوء

السجعة جاءت كما اللحن الشفيف
طوبى لك

بلقيس الرشيدي 09-12-2017 09:06 PM

...
...

هِيَ الرُوح تَزدُادُ حنِينًا إِذَا ماضَاقَت بِها الحيَاة !
رائِعة دائِمًا أُقصُوصاتُكَ النثريَّة ياحُسام دُمتَ ضَوءًا يَسرقُنا لِلسَماء

أسعدك الله

.

د. فريد ابراهيم 09-13-2017 06:46 PM

ابداعك يجبرني على انتظار جديدك ..
لملمت الاوجاع و نسجتها في ثوب من الفن البديع
و هكذا دوما تأتينا محمل بالجمال و الابجدية الراقية
تحياتي و احترااااام

نادرة عبدالحي 09-13-2017 08:29 PM


وهل يوجد أشد مرارة من وجع الغُربة ...؟
والنهر لم يعد صافيا وكريما
يا لهذا التشبيه الموجع للحالة التي آل عليها الإنسان

اقتباس:

والنهرُ
لم يعد صافيا
وكريما
لتتفيأ على
والطريق إلى تحقيق الأحلام لا يزال بعيدا وما على الحالم
إلا المواصلة لبلوغ المبتغى ،
اقتباس:

والطريقُ
إلى السنابل الخُضْرِ
لا يزال بعيدا وطويلا .
الشاعر الفاضل حسام الدين ريشو وبين سطور بوحكَ ونصوصكَ
أجد أحزان الأوطان وغربة النفس التي يعيشها الإنسان
مشاهد وصور فنية تنجح في عرضها لقارئكً المحظوظ لتتجدد العوالم في ذهنه ،

جليله ماجد 09-14-2017 05:30 PM



لا شيء كما يبدو بالفعل ...
ماالضحك إلا تلك الدموع المكتومة في الوسائد ..
و ما الفرح إلا ألم حزين دفين في الروح ...
الإنعكاسات غريبة فعلا في هذه الحياة ..
و الأغرب البشر ...
ألا يكفون -يوما- عن ارتداء الأقنعة ...؟
أ. حسام
هنيئا لذاك الغريب ..
الذي لا زال هشا من الداخل ..
فخورا بكل جراحاته ...
سعيدا بكل انهزاماته ...
لأنها جعلته الإنسان الحقيقي ..
لا الوجوه الخزفية ..
التي لا حس لها و لا روح ...

ودي الصافي بلا كدر ...






الساعة الآن 04:05 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.