منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   ( و الشمس حيث تشرقين ) (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=33642)

عماد تريسي 05-03-2014 11:17 PM

( و الشمس حيث تشرقين )
 


( و الشمس حيث تشرقين )

/
/
/


][ مُدْخَل : ][

من هنا أطلت ذؤابة الفجر :
أسائلُ الليل المنكفئ حين أدركه اللهاث :
أ سينجلي عن صقيع حلكة سوادكَ فجرٌ أنيق ؟ مَنْ سيحيي موات حلمٍ ذوى بعد أن أنهكه الرحيل ؟ كيف لرفات عُمْرٍ أن تصحو و قد بلغت سدة الرميم ؟ !

][ و إلى هنا بلغ الصوت مداه : ][

أيتها المنثالة من خالص الضياء ,

أ أقول صباحكِ / أنتِ , مَنْ سلبـَ / ـتِ الشمس ضياءها ! أم أقول هو المساء إذا انهمر بهياً , فلأنَّكِ ألقيت عليه عباءة تجليكِ ! . كلاهما عندي يقينٌ و حقيقة لا تُماري روحي فيهما أبداً , و قد أحلتِ الحروف رُسُلَ سَكينةٍ و دفء .
هل سمعتِ قطّ عن رسول عشقٍ يتلعثم و هو يهدي الأرواح سبيل نجاتها ؟ !. ذاك الرسول الذي اتكأ على كتفي الذي بسطتُه بين يديكِ عساه - و بحنانٍ جَمٍّ - يولم لأرقكِ سبيل الأفول , و يربّتُ على أهداب نواعسك , يتلو عليها آي الحلم الشفيف .
نعم , كانت تلك نجوىً , كم تلكأتُ قبيلها , و لا زلت بعدها !

أيا حبيبةً همتْ مزنها فانقشع كدر العمر ,

أواه يا أنتِ التي باتت تمطر الوقت حبقاً و زيزفوناً , و تسرج للأماني قناديل تجليها ! أ أواعد السماء , كيما أجدل على شرفاتها ضفائر حرفكِ ! أ أمكث بين ذراعيّ السديم , عساه يهديني طيفكِ السَني فأُهْدى يقين الحنان ! أ أتبرأ من تيه الجهات لأسكن محرابكِ / حرفكِ , أغسل من حوضه عطش اللهفة التي ما برحتني يوماً ! نعم , يقيناً كلها سأفعل .
لكن , , , أ حقاً نحن قادرون على أن لا نخفينا ؟ ! أ لسنا كلما كاد الحرف أن يندلق مسترسلاً يتلو الخطوات حيث مستقره , كنا نوشوش صرير القلم : أنْ مهلاً ! أ ترانا آمنّا أنّ دروب البوح حريٌّ بها ألّا توصد ! مَنْ / ما الذي أمسك / يمسك بتلابيب صهيل الروح ؟ ! فأنا لا زلت أرهب أن أطلق الحرف على سجيته, و لا زلت أمشِّط الأبجدية و أهندم وجهها , أزيح من بين السطور ألف رغبة و ألف ألف أمنية ملَّت التثاؤب , و أنا أتجبر عليها و على نفسي !!!!
ليتني لا أخفيني ! فكلما رَنَتْ روحي صوب سماءٍ ثامنة كي أكشف لها خفايايَ, و أبثها لواعج روحي , أجدني أنكفيء , ألوذ بصقيع ذاتي أمضغ ملح دمعةٍ رَقَّتْ لحالي و شاطرتني خلوتي .

أيا شمساً للتوّ أشرقتْ ,

بين كفيكِ دفءٌ ألوذ به إذ العمر ينضب أكثر فأكثر, وعلى إيقاع ضيائكِ / نبضكِ أراقص فرحتي , أضمّها كما لم أفعل من قبل , أسوِّرها بذراعيَّ اللذين أنهكهما الانتظار على مفارق التيه و محطات القطار الذي لم يأتِ يوماً . تلك الفرحة التي ما أشبهها بشطر الروح و توأمها .

أيتها القصيدة المعمَّدة بعبق الريحان , المضمخة برحيق الشهد , الماكثة في الألق كصفصافة لا تفتأ تُساقط بهاءً : أنخفينا بعد ؟ لا أدري , و حقاً لا أدري .
أ ترانا سنوقد الشمس كما لم نكن من قبل ؟ أ ليست الشمس حيث تشرقين ؟
و أنَّها – وقتذاك - ستتمخض عن قدرٍ لا أبهى و لا أحلى ! أدري , و أنتِ كذا تدرين .

يا أيتها السماوات / أنتِ أغيثيني . . . فلقد ذهب اللبُّ مني !!!!

و حتى أوان مطركِ التالي , لن أبرح منتظراً مغموساً باللهفة و كثيرٍ من الشوق كيما أضم ضوءكِ / مزنكِ . و ريثما أرهف السمع لرفيف دفئكِ التالي , كوني حقيقةً في فرحٍ لا ينقضي , و ساعاتٍ مطرزةٍ بوداعة الياسمين .
حتى ذاك الموعد , سأعود و لهفتي جامحة تطال السماء لأقرأكِ بحميمية و أكتبكِ أغنيتي .

\
\
\


عماد





عبدالإله المالك 05-04-2014 12:48 AM

كلمات تنثال من شلال عذب مرهف
تلامس شِغاف القلب
وتعزف لحن المساء
وتنتشي
وتغني

تقبل كل الود والتحية والتقدير
أخي الأديب : عماد تريسي

:)

نادرة عبدالحي 05-04-2014 12:58 AM

أشرقت علينا بنص جميل تستظل تحته الينابيع العذبة
أهلا وسهلا بكَ الأديب عماد تريسي

بلقيس الرشيدي 05-04-2014 01:09 AM


كُل الأماكنْ تُشِيرُ إِلَيكْ وحتَّى ذَاكَ الإِنتظارُ الشَارِدَ منِي يقِفُ عندَ بابِكَ مُتأمِّلاً ألاَّ يطُول غيابك !
شَيءٌ يُسقِطُنا من أعماقِنا ويُلقِي بِنا خلفَ سَتائِرِ الإِنتظَارْ بإبتسامَةِ رِضَا وكأنَّنَا مُوقنِينْ بـ مجِيئهم !

أهلاً بكُل هَذَا الأدبْ الأرِيب أهلاً بهَذَا الغيمْ واللذِي أشعرُ أنَّهُ يُشبهُ حرفِي كثِيراً
حقَّاً لِهَكَذَا حرفٍ التصفِيقْ والتَهلِيلْ أن حيَّا بِهَذَا الغيمْ . حيَّا وأهلاً مدرَاراً ياعِماد

كُل التقدِير


http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif

عماد تريسي 05-04-2014 01:20 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالإله المالك (المشاركة 863497)
كلمات تنثال من شلال عذب مرهف
تلامس شِغاف القلب
وتعزف لحن المساء
وتنتشي
وتغني

تقبل كل الود والتحية والتقدير
أخي الأديب : عماد تريسي

:)



الأرض الطيبة تُنْبِتُ عطراً شذياً كلما لامستها قطيرات الماء ,
و ما حرفي و رقيِّكم إلّا كذلك .

شكراً من القلب لطيب حضوركَ و ثنائكَ أخي العزيز أ. عبد الإله .

دمتَ بخيرٍ لا ينضب .


مودتي


نفيسة شادي 05-04-2014 01:24 AM

عماد
وهذه النجوم دفقًُ ما ترسبَ في سماء الروح
تومض من ظمإ الحرف
من ظمإ الصوت
من ظمإ القلب
يا لهذ االصوت بداخل الحرف!
يا لهذا النبض بداخل الصوت !!
يا لفجر هاته الأببجدية, في عروق القصيدة والحبيبية
مسكون هذا الحرف بفتنة الضوء
يغزل مزهرية كلام
هي كالعطر استنشقناه
على نبض الوقت
حين نضج القلب
بكل هذا االتألق
بكل هذا العالم المدهش
الذي نما
مثل الحلم
على كف الفجر
شكرا لك وهاته القطعة من بهاء
خالص التحية

إيمان محمد ديب طهماز 05-04-2014 01:46 AM

القدير عماد تريسي : هو ذا النثر وإلا فلا
نصّ فوق الثناء اذ هو الثناء بحد ذاته
من روح المعنى يتنفس حرفك خياله
رائع بكلّ ماتعنيه هذه الكلمة
ما أحوجنا لحرف برقي حرفك أخي عماد
سلمت الأنامل

عثمان الحاج 05-04-2014 12:37 PM

..,
في بندر وبيدر الوقت
تبين أوجه التماهي الغارق في سدة الموقف وحدته كتفاصيل متراصة بحنكة فائقة,
علاوة علي مناعتها الحاسمة ضد القابلية للتجزئة..
....
ماهية الوقت بمدخل ومطلع النص
تقتات من ذؤابة الفجر وليلها الذي أدركه اللهاث
بمقدار ما يسد رمق ركن الموقف الركين,
كحالة معيارية تبدو بالضرورة
لئلا يوجس القلب فزِعاً من حلكة الدروب,,
....
بكامل أناقة المفردة
النص يجتاز حاجز الوقت,
وينحو صوب وكناته الآمنة والمترعة بالمطر,,
تجشّم عنت ووعثاء السفر بمتعة غامضة,
إذ أن قناديلها المسرجة تختصر عنت المسير توقاًَ لقادم يتراءي للعيان..
أستاذي عماد تريسي
حتي ذلك الموعد الشفيف
فنُذر ما شفّ القلب وكابده
تبقينا في عداد الذين يستمتعون بلغة سامية..
ود وتقدير


الساعة الآن 09:44 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.