منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد الهدوء (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   •>•<• سُـررٌ شفّـت عن أصحـابها •>•<• (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=9030)

صُبـــح 01-09-2008 02:52 AM

•>•<• سُـررٌ شفّـت عن أصحـابها •>•<•
 
http://awwedoony.jeeran.com/beds2.jpg




صُبـــح 01-09-2008 03:03 AM



" محصــن "

يتضجر دوماً من المتاع المتاح
وطالما يمتلك زند وعمل وقلب جسور
فهو قادر على أن يجتني قلوب العذارى
لا منطلق له ولا مستقر
يترك الطاهرة تنوح شوقاً في الدار
تحلم بوجه مذبوح بخيوط الدموع
تسقي حرقتها من بئر انتظارها
والظنون السوداء تسقط هاماتها مذلةً وكمد
بينما هو يتلصص على أسّرة أخرى
وتذوب رجولته بين ذراعين رخيصتين ممتلئتين
يعرض كل مالديه في سوق الرذيلة
كالجملة الوقحة العارية المقاطع والمقاصد
وهكذا دأبه في كل ليلة
هو يتلصص ..
وهي تتقلب كالجمر عليّ
أشعر بها وأشفق على حالها حين
تضربني
تشتمني
تتجافى عني باختناق
يالي من سرير حُكم عليه بأن يفترشه خائن !


!!

صُبـــح 01-09-2008 04:49 PM




" فقيـــــر "

احتشدوا في مدينتنا
زاد عددهم
ضاقت بهم الحيل
لا يغضبون
لا يرضون
إنما تكتسي ملامحهم صفرة غبراء شفيفة من اليأس
يختلط عندهم شكل النقود بالأنفاس
فكلاهما محسوب وصعب !
لا يملكون عيشاً
أو عزماً على الموت
يحملون أحلامهم على أرنبة أنوفهم تذمراً
لكنهم يكتمون الكمد في طراوة صدورهم
ملعونٌ هو الفقر
حتى اللذين يرضون به نصيباً ويشكرون
هم معترضون إلى النخاع !
وبائسون إلى النخاع
وممزقون في دواخلهم !
لذا فسرير الفقير قاسيٌ غضوب
صريره لاهث متتابع
متقرح الملاءات
منفرج الانحناءات
لكنه يبقى مسيطراً على نفسه
ياله من سرير مستور بإنهاك !




صُبـــح 01-10-2008 04:35 AM



" مراهــق "

أتزلزل من حرارة جسده الراقصة بين التبغ والتجاوزات
تلك الحرارة الممتلئة دفء وروائح الرغبة الدسمة
أو ربما هي منتنة رخمة !
يتهاوى في جوف الليل الأخرس
فلا يصمت فيغمض عينيه ولا يقول فيسهر !
لا يخاف لكنه يشتاق للأمان
لو يدفن وجهه في صدرٍ حنون
لو يجرب معنى الاحتضان
لو تحيطه ذراعان !!
وحشة ....
كل عالمه وحشة وآهة
يرتاب في كونه قادراً على فضّ عذاباته
أو حتى بعض تساؤلاته
يشق أنينه ليل الثرى الهش
ساجياً
حالماً
هائماً
هو سرير المراهق
فيالي من سرير مُرغم متّحول ومنذور للتقلب!





صُبـــح 01-11-2008 02:06 AM



" كــاتب "

خفيض الحبر مبهم العبارة
مهتاج الحروف
متهدج المعاني
لماذا لا يقرأ له إلا أراذل القرّاء ؟!
ربما لأن مايقوله ليس إلا مجرد إسهال فموي من (اللّغـو)
لا يسمن ولا يغني من جوع
كدقات ساعة في ردهة مقفرة ...
بل كليلٍ بهيم تعوي في جوانبه الكلاب الضّالة !
معبّأ قلمه بحقده المرير
حبره الزيف والتلفيق
تباً لقلمٍ لا يصنع لنفسه حلماً ولا وقاراً
ولا زعامةً ولا إنصاتاً ولا حتى قرّاء !
سبحان الله ..
بعد كل هذا الكم من التلوث الحرفي
الذي تمتلئ به أكداس القمامة الورقية
في كل مكان إلا أن ريشة القلم تبقى نظيفة من أمثاله !
ولسببٍ ما فهو لا ينام
لا يجد للنوم سبيلاً
مشبّع بالأرق سريره لو نطق لقال :
(اتقِ الله فيما تكتب)




صُبـــح 01-12-2008 12:21 AM




" عـــاقر "

شيٌ ما في روحها مريض
موصول بعزف الانتظار في عيادات الأطباء
موبوءة بصمت المنتظرين الضرير
وتوجعات المتوجسين المرير
متكورة كالحسرة
متبلورة كالدمعة
بداخلها أسى فطري مجبول
سيماءها أمنية طفل
أنكسارها زوج وذرية لن تأتي
يترقرق قلبها لكلمة (أم)
ولكنها لن تكون
هذه الكلمة الرنّانة الطنّانة لن تصافح طبلة أذنها
مقدورٌ عليها أن تتصفحها وجوه الخلق
أن ينظرون إليها بعيون غاسقة
أن يثقلها عواتق تساؤلاتهم
أن تتململها مجالسهم
أن يقتلها نبض الحضور حين يتهامسون
(عاقر)
تضمحل وأضمحل معها حتى تسودنا
برودة الحرمان فيما يبحث الزوج عن أخرى أكثر خصوبة
كم هو محروم سرير العاقر !





صُبـــح 01-21-2008 01:59 AM



" العـــزاء الأخيــــر "

حين دنا من الموت
أحصى أملاكه
احتسى رمق الحياة الأخير
رأى أيامه وهي تهوي صريعة
ترك كل شيء للورثة
أسبل عينيه
ومات !!
افترشت نزاعاته صدري
شعرتُ بروحه المعتصرة تفارقني عوضاً عنه
وكأنها جراحاً تنادي عمراً من دروب
رسمتُ معه آخر فواصل المخيلة
واستيقظت معه على الخواء الصدئ الغائم
المخبوء بين الأصابع والأضلاع !!
مسكين ...
تمنوا موته قبل زمنٍ طويل
عاش وحيداً
وعلى وقع جثمانه انتشر الورثة فتبادلوا التعازي (التهاني)
يسيل الرضا في ضباب أصواتهم
مرددين العبارة المبلولة بالشتات
" سعيكم مشكور "
يالي من سرير مشؤوم ستسكنه الأشباح قريباً جداً !





صُبـــح 01-15-2009 04:51 PM


(( عربي ))


يشتعل فوقي كما تشتعل كسرة العود فوق الجمر
حاملاً قضية مصيرية تعني ولا تعني له الكثير !
يشعر بأنه مهان للحدّ الذي لا يطاق
يرغمني على مراقبته وهو يفرغ غضبه على جسد غانية دفع لها أجراً
أشعر به يخون وطنه في كل خلوة غير شرعية
و مع كل تخاذل وطني يبرر ذلك بالهروب وكأنه رياضة روحية تمرّنه على البقاء مرفوع الرأس !
عروبته قضية معقدة لازال يناضل من أجلها
يقضي الليل في ملاكمة وهمية بين الكلام والملام ..

كم هو سريرُ العربي وهناً نبيل يحتاج لمرافعة غير نبيلة !




الساعة الآن 03:09 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.