منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النقد (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   أحببتكَ أكثر ممّا ينبغي/قصة حب بدأت في كندا و قضت نحبها في السعودية (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=33561)

سارة النمس 04-20-2014 07:55 PM

أحببتكَ أكثر ممّا ينبغي/قصة حب بدأت في كندا و قضت نحبها في السعودية
 
يقال لا يُعرَف مضمون الكتاب من عنوانه، لكن ليس عندما يتعلّق الأمر بهذه الرواية،(أحببتكَ أكثر مما ينبغي و أحببتني أقل مما أستحق) هو عنوان يختصرُ قصة تروي وجعاً أنثوياً تحمله جمانة العاشقة التي وقعت في غرامِ (عزيز) الرجل الخطأ الذي آلمها بخياناته، وكانت تغفرُ له كل مرة فقط لأنّها تحبه، الرواية تروي حالةً من الضعفِ و الإستسلامِ التام للحب، و الغياب الكلّي للعقل التي يعيشها بعض الناس في حالة إدمان قاتلة فقط لانتشال ما تبقى من الحب.

أبعد من الحُب كتبت الروائية السعودية عن البيئة المغلقة التي يترعرع فيها حُبٌ تكبلّه التقاليد في بلدٍ لازال يرى في الحبِ خطيئة و جريمة، نقَلت للقراء كيفَ تعيش العاشقة حبها في الخفاء دون أن تهاجمَ المجتمع، أو تلعنَ ذكوريته على لسانِ بطلة لايفارقها الحنين و هي تعيش غربتها في كندا، تحملُ في قلبها الجانب الجميل للمدينة و أهلها، لا تكنّ البغض حتى لأشقائها الذين يحكمونها بذكوريتهم و تتفهم طبيعة معاداتهم للحُب، لكنّها في الوقتِ ذاته تعلن امتعاضها من هذه العادات على لسانِ بطلة ثانوية (هيفاء) الطالبة الكويتية التي تشاركها الغرفة، تقول للبطلة في أحدِ الحوارات أنا لن أحب سعودياً، خليجنا واحد و عزيزنا واحد، في تلميح مباشر إلى أنّ كل خليجي يسكنه رجلٌ يشبهُ عزيز. شخصية البطل هي نموذج لشخصيات كثيرة في عالمنا الواقعي، سعودي مقيم في كندا منذ 10 سنوات، مغترب بجينات سعودية، يجد متعته في الشرب و حضور الحفلات الصاخبة، و الإرتباط بأكثر من امرأة من أجلِ المتعة، و عاشق يحبُ امرأة يرى فيها طهراً يستفز مجونه، يريدها كما تعوّدَ على النساء في بلده، امرأة عذراء، تعامِله على أساس (سي سيّد) يرى أنّ رجولته تكمن في إذلالها و كسرها كلّ مرة، يخافُ أن يخسرها كما يخاف يخافُ أن يخلِص لها، يخافُ أن تتركه كما يخاف أن يخسر حريته و هو يرتبط بها.

نجحت الروائية أثير في ترجمة مشاعرِ كلّ شخصياتِ روايتها، برعت في وصفِ الأبعاد الجسمانية و الكشف عن الإنفعالات النفسية، قدّمت الحب بلغة شاعرية مرهفة حتى تشعر أنّها كانت تمارس البكاء و هي تكتبُ كل فصل، لكنّها أهملت جانب المكان في الرواية، راحت تصف بعض المنازل، أو الشقق دون إقناع القارئ بالأحداث التي وقعت في كندا، ليس هناكَ ما يدلّ على أنّ الأبطال أقاموا في كندا، و لا حتى الكاتبة زارت المدينة التي كانت تتحدّث عنها.

كتبت أثير روايتها، بأسلوب بسيط و مطوّل، يصلح عادة للرسائل و الحوار، كما أنّه كان مسلّط على المخاطب، كأنّ الرواية رسالة طويلة كتبتها جمانة إلى عزيز. أسهبت في كثير من النصوص في سردِ خيبة أمل البطلة في عزيز، حتى يشعر القارئ بأنّه يقرأ خطابات مكررّةو يستعجل الكاتبة كي تنتقل بهِ إلى الحدث التالي. استخدمت الكاتبة تقنية الفلاش باك (الإسترجاع الزمني) الذي يتقدّم و يتأخر، قد تسردُ الأحداث ثمّ تعود للحديث عن ذكرياتٍ مضت دون أن تشوش على القارئ، أمّا المخطط الذي قدّمت به الرواية فيمكن أن يقال أنّه كان دائرياً لأنّ الكاتبة تبدأ الرواية بنصٍ فيه عتاب كأنّها تعلن النهاية من البداية و هي تقول: البدايات الجديدة ما هي إلاّ كذبة، كذبة نكذبها و نصدقها، لتخلق أملاً جديداً يضيء لنا العتمة، فادعاء إمكانية بدء حياة جديدة ليس سوى مخدّر نحقن به أنفسنا لنسكنا ألامنا و نرتاح .. أحببتك أكثر مما ينبغي، أحببتني أقل مما أستحق) و هي تفككّ الذكريات بين لقاءٍ، و آلام، ذكريات و مواعيد غرامية. غير أنّها لا تقنع الذي يقرأ، بفكرة أن ترتبط عاشقة بعلاقة حب أربع سنوات دون أن تمنحهُ قبلةً واحدة، و هما يختليان معاً في أكثر من مناسبة مرة في بيته، مرة في السيارة، مرة في المقاهي، لو كانت العلاقة عن بعد، ربما كان القارئ ليقتنع بفكرة الحُب العذري أكثر. كأنّ أثير كتبت و أصابعها تحتَ رقابة المجتمع السعودي خوفاً من أن تخسر محبتهم، أو ربما احتراماً للعادات التي نشأت عليها، ربما أرادت للبطلة أن تحمل قيمها ككاتبة و إنسانة. تبقى الإجابة بحوزة الكاتبة وحدها.

رواية أحببتكَ أكثر ممّا ينبغي تروي قصة حب بدأت فصولها بكندا و قضت نحبها بالسعودية، بعد أن طلبَ عزيز بد البطلة من أهلها في الرياض، ثمّ خذلها اليوم التالي مغيّراً رأيه و هو يضحي بالحب في سبيل حريته. أثير عبد الله النشمي، روائية سعودية مقيمة بالرياض، من مواليد سنة 1984 لها رواية أحببتك أكثر مما ينبغي، فلتغفري، في ديسمبر تنتهي كل الأحلام، تميّزت بملامحها، و أسلوبها النابض بالتشويق، و أناملها التي تترجم مشاعراً مرهفة، تمكنّت من كتابة أكثر من وجع، أكثر من امرأة، تبشّر بروائية معطاءة و بروايات مثيرة للإهتمام قد تفاجئنا بها مستقبلاً.


رواية أحببتك أكثر مما ينبغي
للروائية السعودية أثير عبد الله النشمي
عن دار الفارابي
قراءة نقدية تمّ نشرها في الموقع الالكتروني
لمجلّة أصوات الشمال
سارة النمس

سَارة القحطاني 04-21-2014 02:08 AM

الله يسعدك يا سارة ..
أبدعتي كثير في نقل صورة متكاملة عن تفاصيل رواية أحببتك أكثر مما ينبغي ..
في هالرواية تقريباً الكاتبة اظهرت الجوانب السئية في عزيز وسلطت الضوء على حماقاته لكن
في رواية فلتغفري والتي صدرت مؤخراً ابدعت الكاتبة في نقل وجهة نظر عزيز , في منح عزيز
فرصة للتبرير عن حماقاته التي لا تغتفر ..


بُوركتِ :34:

إبراهيم الشتوي 04-23-2014 08:58 AM

القديرة ..سارة النمس
دائما ما ترتبي لأوقاتنا لحظات من الدهشة وإمضاءات من الحبور ..

في كل منجز سردي تجمعي ألوان الطيف في مزهرية الفكر و الوعي..

شكرا مشرقة لكِ على هذا الإبداع والنعناع الذي تركتيه لنا بهذا المتصفح .

بدرية البدري 04-23-2014 09:57 AM

سارة النمس
قرأت رواية احببتك أكثر مما ينبغي
بالفعل رواية جميلة جداً ولكنها كما وصفتها أشبه برسائل عتب لحبيب غادر
أكثر ما قهرني أنها بالنهاية ورغم تخليه عنها بعد خطبته لها رجعت له بمجرد رجوعها للغربة
ولكنها تلتني صدمة اخرى في روايتها [ في ديسمبر تنتهي الأحلام ] عندما تخلى البطل أخيراً عن كل شيء واختار أن يمضي بلا نفسه إن صح التعبير
رغم أنني ممن يزمنون بأننا يجب أن نحارب لأجل الحصول على من نحب إلا أنني لا أؤمن ابدا بنسف الذات وهنا تفرق الرسالة التي أوجهها للقارئ وربما أنني أوجهه لها ـ إن تأثر بالرواية ـ
نأتي لما ذكرته عن أنها لم تمنحه قبلة واحدة
امممم ، ربما أنني أتفق معكِ هنا أيضاً
ولكنني بالمقابل أُكبر في أثير أنها احتفظت برسالتها الأخلاقية ككاتبة مسلمة حافظت فيه بطلتها على نقاءها وطهرها وعفتها رغم أنها تخلت عن بعض الأساسيات كاللبس مثلاً
إلا أنها هنا وقفت كحائط حماية أمام كل فتاة تفكر بتسليم نفسها لمن تحب من باب الحب لتقول لها أن الحب ليس جسدا فقط ـ احمي نفسك ـ
هذا الأمر شدّني جداً في زمن أصبح الكتّاب يحشون الجسد في كتبهم ـ لتسويقها أكثر ربما ، رغم ان الكثرين منهم لا يحتاجون ذلك أبدا ـ
شكراً لكِ سارة هذه القراءة الواعية
فائق تقديري

نادية المرزوقي 04-23-2014 04:12 PM

سارة النمس
لا شك أن الكاتبة الصادقة تنصدم بالواقع المخزي اليوم و اصرت على اتخاذها مسارا مختلفا مهما كلفها الأمر..

لا لن تبور التجارة ..

الحديث عن الحب و التوجه اليه في كل الاعمال المقدمة واقع لا مهرب منه ،

لكن حتى خارج المنطق و واقعية الزمن الحالي ، كانها اجتهدت حتى خيالا ان تتمسك بآخر خيوط طهر ، او اثبات الحب العذري

رغما عن كل شيء حتى رغما عن عدم تصديقنا .. و قد فعلت ..

شكرا لالقاء الضوء على كاتبه رائدة في تسويق معاني و كأنها بتنا نرثيها حين صارت تلفظ انفاسها في الكتابات الحديثة المتأثرة بتسويق الجنس اكثر من تقديمها معاني اصلاحية راقية ..


في مسيرنا الثقافي و رغبة اطلاعنا ثم انصدامنا-للاسف بكتاب او كاتبات مسلمين و مسلمات، يحشرون الشبق و اثارة الشهوات في كل سطرو كل غرض كتابي، نثرا او شعرا تسويقا لأنفسهم تارة،


ماذا تركوا للغرب و غير المسلمين .. لم اعي أبدا ..فاقوهم جدا بابداعاتهم و تقليدهم المتقن


او كسبا للجمهوراللاهث خلف كل جديد مهما كلف الأمر في التخلي و التفسخ عن القديم و كأنه لعنة..

في سبيل المادة المقدمة هبوطا بأنفسهم لمن يرونهم هكذا كأنهم مضطرين

، ها أنت تؤيدين تلك المعاني السامية معها


- الله يثبتها -ككاتبة سعودية متألقة ،و إلى الأمام

شكرا للغنى المقدم في قراءتك الشاملة.. :)


سارة النمس
حفظك الله و رعاك ..
بانتظار مزيدكــ في شوق


..

إيمان محمد ديب طهماز 04-26-2014 08:18 AM

سارة النمس : شكراً جزيلا لقراءتك المتعمّقة

في رواية سأقرأها بعدما قرأت كتابتك عنها

أحلم أن يكون لي قريبا رواية تتشرف بنقدك لها ياسارة

كم أحبّ حروفك / آرائك / تحليلك للنصوص

أيتها الرائعة

سلمت الأنامل

سارة النمس 04-28-2014 11:47 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سَارة القحطاني (المشاركة 861464)
الله يسعدك يا سارة ..
أبدعتي كثير في نقل صورة متكاملة عن تفاصيل رواية أحببتك أكثر مما ينبغي ..
في هالرواية تقريباً الكاتبة اظهرت الجوانب السئية في عزيز وسلطت الضوء على حماقاته لكن
في رواية فلتغفري والتي صدرت مؤخراً ابدعت الكاتبة في نقل وجهة نظر عزيز , في منح عزيز
فرصة للتبرير عن حماقاته التي لا تغتفر ..


بُوركتِ :34:

مرحباً و يسعد قلبك سارة القحطاني أولاً أحب أن أبدي امتناني لحضوركم و تفاعلكم
لنتقاسم هنا وجهات النظر حول الرواية كقرّاء .. سعيدة أنكِ وجدتِ القراءة قدّمت الرواية كما هي
بلا تضخييم و لا تقزيم .. فأنا في كل عمل أقرأه و أكتب عنه، أحب أن أكون موضوعية
أذكر كل ما أحببته و كل ما لم أحب كل ما أقنعني و كل ما لم يقنع
في الواقع لم أكن أدري أنّ رواية فلتغفري هي تتمة للرواية الأولى
آملُ أن أقرأها قريباً .. أثير عبد الله فاجأتني ككاتبة سعودية تكتب بنَـفَس مختلف
أتمنى لها كل التوفيق و أن لا تقع في فخ وقع فيه الكثيرون
هو تكرار العمل أكثر من مرة ضمنَ عناوين جديدة .... كوني بخير أيتها العزيزة

سارة النمس 04-28-2014 11:50 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إبراهيم الشتوي (المشاركة 861730)
القديرة ..سارة النمس
دائما ما ترتبي لأوقاتنا لحظات من الدهشة وإمضاءات من الحبور ..

في كل منجز سردي تجمعي ألوان الطيف في مزهرية الفكر و الوعي..

شكرا مشرقة لكِ على هذا الإبداع والنعناع الذي تركتيه لنا بهذا المتصفح .

أستاذ إبراهيم الشتوي .. لا أزكى من العطر الذي يتركُه تواجدك على صفحتي
جدّا تسعدني متابعتك مذ بدأتُ أشارككم القراءات الأولى التي أكتبها
تشجيعك يعني لي الكثير، كل الإحترام لشخصك و المحبة لروحك


الساعة الآن 06:00 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.