منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   انتظار لا ينتهي (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=41964)

ليان 03-22-2020 10:42 PM

انتظار لا ينتهي
 




هل جربتم يوما أن تقفوا في محطة القطار ؟ في تمام الساعة التاسعة بانتظار وصول قطار الساعة الثامنة الذي تعلمون جيدا أنه فات آوانه منذُ ساعة ،

هل جربتم أن تصلوا إلى المطار بعد إقلاع الطائرة بساعة كاملة ؟ 
ورغم ذلك ما زلتم تنتظرون بدون فائدة ، في انتظار لا ينتهي ،جربتُ هذا الشعور


وأعرفه حق المعرفة قبل 3 سنوات من الآن ما زلت أذكر ما حدث وأراها أمامي، 

وكأنها حدثت بالأمس ، كنتُ في سنة التخرج تلك السنة التي ينتظرها بكل شوق ولهفة ،

وحماس شديد لقطف ثمار جدهم وتعبهم فتلك السنة هي نهاية المطاف نهاية أعوام من الجهد

وفي فصله الأول سافر أبي حمد من أجل علاج رفيق دربه خارج البلاد وفي ليلة سفره وأنا أودعه 

كنت أشعر آن هُناك من ألمريعتصر قلبي ويفتته بمطرقة حديدية لا ترحم هشاشته ولا ضعفه ،

ينتابني شعور بالقلق والتوجس لا أعلم له سببا ، وصلت سالما إلى هُناكَ طمأنتني وأختفى 
 
شعوري بالقلق لكن لم تتوقف دعواتي أن يردك القوي القدير سالما لي وبصحة وعافية 

كما رحلت وبعد شهرين ، أبلغتني بخبر أحرقني كالصاعقة التي تنزل من السماء. صدمت حقا 

وشعرت أنها النهاية حتما وأن ما بقى لي معك مجرد سويعات قليلة سويعات قليلة وسترحل من
 
عاامي ، شعرت بأن قلبي نفطر وتحطم كالزجاج ،

ففي ذات اليوم وصلني خبر إصابة زوجي بذات المرض ، بكيتُ عليك كثيرا تمنيت ُ 

لو كنت طبيبة أورام حتى أستطيع مُعالجتكَ وأخفف من الأم هذا الوحش الكاسر ،

التي لا تنتهي كنزيف حاد استعصى على الطبيب إيقافه للغزارته وسرعته ، 

أنتَ لم تكن صديقا عاديا لأبي كُنتَ أخا لم تنجبه أمه ، كُنتَ لنا أبا ثانيا ، كُنت لنا أمان 

كنت عندما أقلق على والدي أطمن عليه عن طريقكَ وكنت عندما افتقد ذلك القلب

الحنون عندما سافر للعمل في دولة الأمارات الشقيقة كنت أجدك بجواري ، بقلبكَ 

الطاهر الناصع البياض كالثلج والذي كان يُخفف عني ما أُعانيه من تعب الدراسة وضغطها ،

وسفر أبي ومرض زوجي ، لم يرزقكَ الله بنات لكني كنتُ إبنتكَ وطفلتكٍ المُدللة وستبقى 

في عيونكَ كذلك مهما كبرت يمر في ذهني غيرتكَ عليّ وخوفكَ وحرصكَ ، 

أتعلم محظوظة أنا لأني لي أبوان وليس أب وأحد صحيح أنه لم يجمعني بك دم ولا رضاعة

كل ما ربطني بك كان علاقة أبوية أخوية صادقة نادرة في زمننا هذا ،

كان يبهرني بحر علمكَ الغزير وفهمكَ للحياة ويبهرني طموحكَ وسعيكَ وراء رغم سنكَ ،

والذي قد يعتبره البعض كبيرا ، أتعلم أنتَ أول من حركَ مياه حماسي الراكدة .

أنت أول من شجعني لأحرر مسودتي الحبيبة من سجنها والتي ظلت قابعة هناك لسنوات
طويلة ، وقد غطاها الغبار. كنتُ فخورة بك عندما علمتُ أنك سافرت أيضا للحصول 

على درجة الماجستير في علم النفس صدقا رغم غموضك ، وعمقك كالبحر …،
 
أشعلت فضولي لأعرفكَ عن قرب استمتع باستكشاف عالمكَ الغامض والمعقد . كانت رسائلكَ وصوركَ اليومية تطمئنني أنك بخير مرت 3 سنوات لم أشعر بها
معكَ كنتُ أتألم أراك كل يوم تذبل أمامي كوردة قتلها جفاف وحرارة الصيف اللاذعة،

كان يبث الأمل في داخلي صمودك صبرك وقوتك في مواجهة المرض ولكن حربك 

الضروس والشرسة مع المرض قضت على ما تبقى لديك من طاقة وقدرة على التحمل 

كنت توصيني في أيامك الأخيرة، رحلتَ وتركتني بعد سنة من المعاناة ، وظل سركَ الصغير بين
أضلاعي لم أخبر والدي به إلا عندما رحلتَ ، كما طلبتَ مني قبل رحيلكَ . سركَ الصغير أثقل كاهلنا

فلم تخبر حتى ابنكَ الوحيد بهِ ، لا أنكر أني استنكرت تصرفك في البداية لكني أعلم اليوم أنك
مصيب ، فقد وفرت عليه نصيبا لا بأس من الألم وسرا يُساوي في ثقله الجبال الراسيات ، 

كم كنت سعيدة لثقتكَ بي ، رحلتَ مُطمئنا لِأنكَ تعلم جيدا أني لي أبا وأخأ كالدرع الواقي 

من قسوة هذا العالم ،بعد رحيلكَ بِعام تخرجتُ كم تمنيتُ أن تكون معي أنا وأبي وأخي خالد

وتشاركنا هذه الفرحة التي كنت تنتظرها على أحر من جمر وعاد أبي إلينا ولكنك لم تعد

وعندما بدأت في نشر الكتاب تمنيت أن تكون حيا وترى حلمنا المشترك يخرج للنور 

وعندما نشر تمنيت لو استطعت إهدائك نسخة منه بإهداء خاص يك وموقعة باسمكَ وأن تكون
فخور معي بطفلنا الأول كانت فرحتي في تلك المناسبات جميعا ناقصة بدون وجودك بيننا ،

وعندما توفى أخي خالد كم تمنيت أن تكون بجواري وجوار والدي تساندنا وتخفف ألمنا 

كما عرفناك بلسم للجروحنا فينطبق عليك قول الشاعر فما أكثر الأخوان حين تعدهم ولكنهم في 

النائبات قليل ومع الأيام كنت أرى فيك تجسيدا للمقولة رب أخ لك لم تلده أمك .

مرت 4 شهور ونصف منذ رحل أخي خالد وثلاث سنوات منذ رحلتم فصرت أعشق الظلام الحالك 

ولم يعد لي من حزني مفر ، أخبروني فمتى نلتقي فقد رمزني الشوق حقا وفتكَ بي وجع الغياب ، 

رحمكما الله وجبر كسر قلبي على فراقك يا أبي حمد ،



بقلمي

نادرة عبدالحي 03-23-2020 02:25 AM

صاحبة المشاعر النبيلة ومرهفة الإحساس … أتمنى يا عزيزتي أن تعقدي راية الصلح مع الفرح

فالحزن أمرا مُرهق ويضر مُرافقه دعيهم يرقدون بسلام وإمنحيهم من الأدعية والصلوات وتلاوة من القران الكريم

على أرواحهم فهذا الحزن سيرهقهم في مرقدهم ،

وكم أتمنى قراءة نص لكِ يخلو من الحزن ،
كوني بخير

إغفاءة حلم 03-23-2020 03:34 AM

وكعادة دمعة الحزن
تكيد الغرق الذي لا تنجو منه كلما مسحتها بقلة حيلة يدك ...

جبرالله قلبك ياليان
وحفك برحمته ولطفه
حتى تغدو هذه الحياة من فرط لينها طريقاً معبداً بالورد
لرفرفة نبضك ...

لقلبك الطمأنينة التي لا حد لسمائها
الذي تظل خفاقة فيه يمامات نبضك سلاما...

ليان 03-23-2020 04:18 AM

نادرة ردودك بلسم للجروحي بس للان مو قادرة أعقد راية الصلح مع الفرح لأتو الحزن صار جزء مني شكرا للمرورك
أميييين يا رب وجميع موتى المسلمين وجميع من فقد أحد

ضوء خافت 03-26-2020 04:18 PM

و تبقى أرواح من نحب تحوم حولنا ... ترى فرحنا المثلوم ... و تستشعر حزننا

و بعض الموتى ... أحياء عند ربهم و عندنا


ليان ... قلم المشاعر يبقى مداده الحنين و الشوق و الوفاء
لا ينضب ما دام الشعور حياً يُرزق ...
كل السلام لقلبكِ النقي

ليان 03-26-2020 08:07 PM

شكرا ضوء وللجميع فعلا هوا حي في قلبي بتفاصيلو الصغيرة بنصائحو ووصلياه اللي افتكرها لليوم بطبية قلبو النادرة باسمو اللي لو منو تصيب حبو في قلبي بلا حدود وفي روايتي اللي هوا واحد من أبطالها بعد موتو حسيت أني فقدت أب وأخ ما يتعوض

سيرين 03-27-2020 01:38 AM

مع الاوفياء يظل الحزن من انبل المشاعر التي تتقد به الذكرى
لكن من حق قلوبنا ان نعزز الالفة بينها وبين الحياة
لروحك السلامة ليان
ود وياسمين

\..:icon20:

ليان 03-27-2020 02:02 PM

نورتي سيرين بس في ناس موتهم يخلي الحياة رمادية بدون طعم ولا لون وموتهم يكسرنا الوطن مو حدود وأرض الوطن ناس عشقناهم إلى النخاع ونلاقي عندهم الأمان وبوجودهم تشتعل في داخلنا الرغبة في الحياة بس بعد رحيلهم نفقد الرغبة في الحياة


الساعة الآن 10:15 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.