منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد القصة والرواية (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=33)
-   -   مذكرة بحّار أخيرة (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=29098)

إبراهيم بن نزّال 01-03-2012 12:29 PM

مذكرة بحّار أخيرة
 
هي أقصوصتي الأولى، والنقد منكم سيخدمني،



قلم مكسور ومنضدة متأرجحة. وهتاف صمت يعلو حنجرة الدماغ,
ومتخبطات محيطة ترمي الشوق وتروح وتجيء.
ومتتاليات الليالي كجذع خاوي. والقلم, بميمه الممدودة على شفاه الأنين,
تتوهم حقيقة الآمال. وأسى السرابات تقطن مخيلة تلك الحنجرة.
اعتاد البحار أن يبحر في ظهيرة رجب من كل عام, لم يكن إبحار صيد ولا غوص.
فقط ليشتت متراكمات الهموم مع عمودية الشمس.
وليكون مع ذاته مركبا ومجدافا واحد.
ولحظة المساء الموقدة لذكرى عامٍ تربع على ناصية الحنين،
يالِعدسة المنظار، ولطمة الموج أوقدت دمعتها،
والزاجل كان نورسا اتسع محيطه إلا عن رمال البحر والبحر.
يلحق بزاجل النورس المنظار, وبعد ميله الخامس أرخى البحار القبعة.
والرسالات عانقت شراع مركب بائس, تركها النورس فبهت غلافها الأزرق.
موال حزين يتدافع لمسمع البحّار بعودة صاحبه العجوز،
هو النورس ورفرفته التي يزيح بها هموم وأحزان حملها عن صاحبهِ وعاد بها،
فهَوَتْ مع ذات الموال على رصيف الشاطئ، ورقة بالية في زجاجة مهشمة العنق،
عادت، فتقاطرت الذكرى بيد البحّار، كَتَبَ عليها، أين أنتِ، وكتبت هي، من أنت!.
فكسر المجداف، وخرق المركب، وهشَّمَ مقلتي المنظار، ففي عامه القادم، سيبحر رملا،
.


إبراهيم آل لبّاد العنزي

علي بن نزّال 01-03-2012 08:30 PM



أستاذي: أدميرال
ثق أنني لست مؤهلا كي أضع نقدا لأقصوصتك الثمينة .
ولكنني سأعود مرارا وتكرارا لهذه الثمينة . فأنا لست سوى تلميذ
.
،
أي خاتمة ختمت بها الأقصوصة؟ .
وكأن النورس والموال والمجداف وحتى تلك المنضدة المتأرجحة وحنجرة الدماغ ، كلها شُنِقت بإبحار الرمل .
عميقة هي الأقصوصة . وهي تحكي واقع أدميرال . الواقع الذي أدركه جيدا . أنيق أنت بكل حالاتك .
،
،
احتراماتي

نادرة عبدالحي 01-04-2012 01:50 AM

اقتباس:

وليكون مع ذاته مركبا ومجدافا واحد

ليكون مع ذاته مركبا ومجدافا هي صفات لمن لا يخاف الموج وحالات البحر المتقلبة
فكما ذكر أخي علي ختمة كانت فيها من التميز جعلني أجدد الأكسجين عدة مرات في ثانية
ليكن المركب سبيله في الوصول لشاطئ يهف إليه فكرهُ وقلبهُ
دمت ودام إلهامكَ الزاخر

إبراهيم بن نزّال 01-06-2012 12:58 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي آل لبّاد العنزي (المشاركة 768620)


أستاذي: أدميرال
ثق أنني لست مؤهلا كي أضع نقدا لأقصوصتك الثمينة .
ولكنني سأعود مرارا وتكرارا لهذه الثمينة . فأنا لست سوى تلميذ
.
،
أي خاتمة ختمت بها الأقصوصة؟ .
وكأن النورس والموال والمجداف وحتى تلك المنضدة المتأرجحة وحنجرة الدماغ ، كلها شُنِقت بإبحار الرمل .
عميقة هي الأقصوصة . وهي تحكي واقع أدميرال . الواقع الذي أدركه جيدا . أنيق أنت بكل حالاتك .
،
،
احتراماتي


علي آل لبّاد،
أهلا بحضورك الأنيق، وكن على ثقة بأن قلمك وفِكرك راقيان وبها أفخر وبنقدك،
وخاتمة الأقصوصة، ماهي إلا مذكرة أخيرة لعنونة البحر وماهيّته، فإبحار الرمل، مشنقة لبحرٍ كان نديم،
شكرا لك حضورك الأنيق فِكرا، الفِكر القارئ لما وراء الحرف والحرف،
تحياتي

فرحَة النجدي 01-06-2012 03:56 PM

اقتباس:

أين أنتِ، وكتبت هي، من أنت!.
فكسر المجداف، وخرق المركب، وهشَّمَ مقلتي المنظار، ففي عامه القادم، سيبحر رملا،

الخذلان و الخيباتِ الصادمة ،
رُبما غيرت و تحكمت بتوجهاتٍ لنا كثيرة .
و الأكيد أنها تورثُ وجعاً و جرحاً لا يُنسى و إن برأت .

شكرا لك يا ابراهيم .

ابنة الظلال 02-17-2012 08:26 PM








مساؤك خير....

سررت لخروج الأقصوصة التي طالما نوهت عنها في مذكراتك.... مبارك هذا الفتح الجديد

قامت الأقصوصة على السرد والوصف الذي جعل القارئ ينتقل نحو تلك الآفاق بشمسها الحارة ونهارها القائظ....

وذاك البحار الصبور على عمودية الشمس يذكر بصبر بطل رواية "الشيخ والبحر" لهمنغواي في صراعه مع البحر والحوت....

ولكن النهاية كانت مفاجأة.... بعد كل ما صبر كانت النتيجة خواء... فكسر مجدافه ليبحر رملا.... كأنه يعلن يأسا من البحر....

والعنوان تماهى بدقة مع المضمون الذي أسفرت عنه النهاية، فحتما تلك كانت مذكرة بحار أخيرة لم يجد ما ابتغاه في البحر...فانطلق نحو آفاق أخرى يبحر بها...

مقدرة لغوية فذة تمتلكها أستاذي....ومقدرة سردية لا غبار عليها ولا غرابة في ذلك...

انعم بمساءات من سكينة وطب نفسا...

احترامي

عبدالإله المالك 02-18-2012 05:27 PM

عمود الشمس وعمود الشعر صنوان في المجد والعزّ
بحار ومداها الرحب وبحور الشعر ..
وزاجل أسراب النورس وزجل الشعر .

أبحرنا معك يا ابراهيم فكنت نعم وخير ربَّان ..

إبراهيم بن نزّال 02-27-2012 05:00 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادرة عبدالحي (المشاركة 768701)
ليكون مع ذاته مركبا ومجدافا هي صفات لمن لا يخاف الموج وحالات البحر المتقلبة
فكما ذكر أخي علي ختمة كانت فيها من التميز جعلني أجدد الأكسجين عدة مرات في ثانية
ليكن المركب سبيله في الوصول لشاطئ يهف إليه فكرهُ وقلبهُ
دمت ودام إلهامكَ الزاخر

أختي نادرة عبدالحي،
اعلمي أن لحضورِك عظيم الفخر لي وحرفي،
فشكرا لكِ هذا الإطراء للنص وخاتمته، مازلت أدين لكِ بشكرٍ كبير لحوارية القلم، و(أمل دنقل)،
http://adab.com/modules.php?name=Sh3...65804&r=&rc=42
تحياتي


الساعة الآن 01:17 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.