منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   حَيثُ تُشيِرُ البَوصَلة (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=38935)

نازك 03-05-2018 07:20 AM

حَيثُ تُشيِرُ البَوصَلة
 
؛
؛
يالهذا العالَمِ المُقرِفِ بطريقةٍ هُلامية
كلما حاولتَ جهدك ‏في التّحرُّرِ، يزيدُك لزوجةً والتصاقاً ببراثنِ صروفه وتقلُّباتهِ
أعلمُ بأنّ ما أقولهُ ليس باكتشافٍ جديد أو مُستحدثٍ، ولكن ما يزيدُ حنقي هو تضاعفُ الخرس إزاء قلة الحيلة وانطفاءِ جذوةِ الشغفِ في كهوفِ أرواحنا
واليوم يا نبضي؛ وبعد ركضٍ لاهثٍ في ماراثون الحياة المترهلة،لم يسقط السِّراجُ من يدنا، بل اهتدينا إلينا،يُطوِّقُنا الرجاءُ بحبلٍ من مسد، ولا يفارقنا الشعور بالأمان، وكلما غزانا الحزنُ تساقطت نُدفُ عيوننا ليتوهَّج الفتيلُ بضوءٍ ساطع
ربما قد آن الأوانُ لنتتصر لنا،نحنُ مَن سحقت عجلةُ الفروضِ حِنطة قلوبنا، وأزهقت ألفُ زهرةٍ يانعة من ربيع أعمارنا الماضية في عِدادِ الفوت!
لنتمرَّس الأنانية؛ قليلاً
لننعم ولهنيهةٍ ببلوغ أقصى مالم يكن في حُسباننا، لنتزحزح قدر أنملة عن منطقة المنتصف اللعينة!
ولنُهرولَ مسافةَ أميالٍ عن بؤرةِ الرمادية،
لنُطوِّح عمداً أرجلنا التائقةِ في شَرَكِ الأبديةِ، لنُغمِضَ عيوننا الساهمةِ في خفوت، ولنُخفِضَ أزيز الّـ ليت، وننعم بهدأةٍ فيما يسمى بكرسيِّ الراحة.

يالتعبِ ظلِّي المُنكسِر، ويالِتجعُّدِ قسماتي، ويالطول أملي،
أمِلتُ عيناكَ، ورسمتهُما في مخيلتي، كوثرتا يقينٍ، ونجمتا هُدىً زُرعتا في عُمقٍ سحيق
موجوعةٌ بكَ وإليك،يجوعُ حرفي ويراودهُ الحنينُ ليسترِقَ من فمِ الصباحِ كسرةَ رغيفٍ يسدُّ بهِ رمق الشوقِ والغُربةِ والموسيقى فيتمدَّدُ هذا النهارُ لِمَا وراءِ الغيبِ وأكثر،
وأكتُبُكَ بشهيَّةِ التائقِ لفنجان قهوةٍ ساخنة وحفنةِ شمس!

على ساريةِ هُتافات الشوق، أصلبُ مسمعي، تستعِرُ أضلاعُ الأرصفةِ حنيناً لخطوك،فما يلبثُ أن يغمر المكان نديُّ رَوحك،يسّاقطُ نديفُ أنفاسك رَواءً، ورِتْمُ نبضك يُرتِّبُ فوضى نبضي في اتِّساقٍ يتموسَقُ وعزفُ ناياتِ شعوري بكَ أقربُ ماتكونُ مني إليَّ
أرتديك قميصاً فضفاضاً تختبي فيه كينونتي
أتوحَّدُ ونظراتك السادرة، منطوقك، تعرُّق كفّيك وتلعثُمِ الكلام في قلبك
أُسافِرُ بعيداً خارج نطاق آلة الزمن والمنطق
ويتردد في داخلي صوتي المتهدِّج ؛ أيها الغدُ المُنتظَر؛ هلّا ترفقتَ بي، حاصِرني بالمزيدِ من الرُؤى واسبِغ على حواسّي من نعمائك،واتركني أنامُ بعيداً، لأضيع ولا يُعثرَ عليّ
لأُغنّي ولا يُسمعُ صوتي، لأنتحب بلا دموع، لأقولَ ما يُشبه الكلام المفهوم، لأُمارس لُعبةَ الفضول، وأُطارِد ظليَ الكابتِ في رحِمِ الليل، فالمشهدُ قاتِمٌ يا نبضي، والبحرُ يمتزِجُ بالّلامحدود، والنهاياتُ نقتطِعُها مِمّا تبقّى مِن أجزاءنا القابلةِ في المُضيِّ حيثُ ضِفّةِ الميلاد !

رشا عرابي 03-05-2018 08:31 AM

رغم اختناق الضوء إلا أن الثغرة كفيلةً بمنحه السّعة،

لن يشفع للهرولة إلا طيّ المسافة يا نازك
فاللّهاث لا يعني أبداً أنك قد برحتَ مكانك!


نبرة النُّصرة للنفس تعلو على رتمِ التقزّز مما هو حاصل ويحصل
رغم أنف القبول،
والإحتواء يا عيناي يمنح الرّهق طبطبةً حانية
تبعث على السكون والإستكانة



مرآتي ،
تعداد الصفعات السابقات لن يجدي نفعاً
صار لزاماً علينا تعلّم قانون الحماية


نازكي
فقط ابتسمي :)

نوال الشمراني 03-05-2018 08:39 AM

صباكم جنه
نازك
و
حيثَ تُشير البوصلة!

كيف تشعر أدمغتنا بالبوصلة!
وقد فقدنا التوجيهه الصحيح-

ومن منا لم يعيش هذه المأساة ؟!


القلب مجهول .. حائر
فلحظات مع الحزن ..
ولحظات مع الليل ..

ومابينى وبين..
يعزف إيقاعاً
متناسقاً ..
وكأن الوتر
آلته ..وكأن الروح
النوتة الوحيدة التى
يستطيع قراءتها !!

أليس كذلك ؟





بوركتِ ..
كلامك يفوق الروعة

ود
@جاهله@

جليله ماجد 03-05-2018 04:44 PM



عندما تكتب نازك ..
يتنفس الحرف ..
كأنك تغدقين عليه من روحك ..
فيتجسد ..
هذا نص يحمل كل شيء دفعة وحدة ..
لدرجة أن لا اتجاه للبوصلة !
بين التخبط و الحب و التملك و رؤية الحقائق يختبئ الحرف و ينتهي بالرغبة في الضياع ..
يا له من نص ..
لله درك يا فتاة !


نادرة عبدالحي 03-06-2018 12:27 AM


قطعة أدبية ثمينة تختصر المسافات وتُبين مرأة الذات وما توده هذه الذات بكل صدق.
تٌخاطب الكاتبة الغد بكل لطافة وتُحاول إقناعه بأن يترفق بها . هذا الصوت الداخلي
ما يميز أسلوب كاتبتنا . فالقارئ اللبيب من من يشعر ويصغي بكامل حواسه للصوت الأتي
من العمق ويُميز الدرّ الثمين في القلادة .
اقتباس:

ويتردد في داخلي صوتي المتهدِّج ؛ أيها الغدُ المُنتظَر؛ هلّا ترفقتَ بي، حاصِرني بالمزيدِ من الرُؤى واسبِغ على حواسّي من نعمائك،واتركني أنامُ بعيداً، لأضيع ولا يُعثرَ عليّ
لأُغنّي ولا يُسمعُ صوتي، لأنتحب بلا دموع، لأقولَ ما يُشبه الكلام المفهوم، لأُمارس لُعبةَ الفضول، وأُطارِد ظليَ الكابتِ في رحِمِ الليل،

عبدالله مصالحة 03-06-2018 07:12 AM

عند تلكم البوصلة , مرَّت سحابة الأنين تخالط وجع الوحدة في خاصرة الإنتظار , لملمت جميع مداءات الأفكار المسجونة في ضوء الأحلام , واستطاع نبضك أن يجعل من الأحداث يقين شوق متتابع لحنه جزر الهناء .

هذه الصَّنعة الأدبية السهلة العميقة تتبلور بخصب الإتيان , تأتي كما الماء الزلال بعفويتها وطيب حضورها , تأخذ القاريء ليعيش مضمون القلب بتروٍّ على مضمضة الحزن العتيد وحين تخالط فكرك تتعمَّق الأحداث فتصبح نثريَّة متمرّسة الدّواخل , نصّ باذخ واستعارات غيداء الأدب
تقديري للجمال .

عبدالرحيم فرغلي 03-06-2018 08:15 PM

أهلا بالفاضلة نازك
تعودت من النصوص أن يكون القوة في استهلالها وسطورها الأولى ،، لكن هنا على العكس
فكلما أوغلت في النص .. زاد عذوبة .. زادت حرارة عاطفته .. وزاد ألما .

أمِلتُ عيناكَ، ورسمتهُما في مخيلتي، كوثرتا يقينٍ، ونجمتا هُدىً زُرعتا في عُمقٍ سحيق
بعد أن أتممت هذه العبارة .. وجدت نفسي أصفق .. هنا كم هائل من المعاني جمعته
في كلمات قليلة .. وأثريتها بعاطفة رائعة تتنفس من الحروف والكلمات ..
جميل نصك هذا .. شكراً لأنك وضعته هنا .. وشكراً لهذه الفسحة من الوقت التي مكنتني من القراءة
ألف تحية وتقدير

نازك 03-08-2018 08:25 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشا عرابي (المشاركة 1042826)
رغم اختناق الضوء إلا أن الثغرة كفيلةً بمنحه السّعة،

لن يشفع للهرولة إلا طيّ المسافة يا نازك
فاللّهاث لا يعني أبداً أنك قد برحتَ مكانك!


نبرة النُّصرة للنفس تعلو على رتمِ التقزّز مما هو حاصل ويحصل
رغم أنف القبول،
والإحتواء يا عيناي يمنح الرّهق طبطبةً حانية
تبعث على السكون والإستكانة



مرآتي ،
تعداد الصفعات السابقات لن يجدي نفعاً
صار لزاماً علينا تعلّم قانون الحماية


نازكي
فقط ابتسمي :)

تُرى كم يلزمُنا مِن العُمر لنعيشهُ ونتنفّس بطريقة صِحيَّة !؟
نهذي ونكتب وفي الروحِ تُورِقُ أمانينا

صباحي كـ انعكاسك الجميل يا مرآتي
محبّات


الساعة الآن 04:43 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.