بحرٌ بِلا دوار
 

بحرٌ بلا دوار

تصهل خيول الليل فوق جبال الغواية
تسكن الخيبات جسد هذا النحيل
مسافر بلا حقائب ولا أمتعة
ولا زاد
يركب بحراً بلا سفينة
يلقي طوق نجاته عند بوابة الميناء
يمد يده النحيلة ...
يصافح الوداع
يلوح للباكيين لحظة الوداع
يعانق الصيادين
يغرق في تفاضيل الوداع
يغرق في بحر بلا دوار

يغادر مدينته الحزينة
يتسلل كالليل فوق سطح السفينة
ثابت كالشراع
تهزه الموجه ...
يصمد في وجه الريح
يفتح رسالة أمه
يقرأها ...
أي بني ...
لا تركب البحر دون وداع
فالبحر يخطف منا الأماني الجميلة
ويهب لنا الدوار ...
لا بحر بلا دوار
أي بني ...
أكتب لحبيبتك الوداع
فقد لا تعود ولا يعود بك البحر ...
فيجتبيك البحر
ويفترسك هذا المدار
لا بحر بلا دوار

طوى أوراقه في جيبه
ثم توقف واستدار
يلمح مدينته الحزينة مثل جزيرة مهجورة
تسكنها الخفافيش والتراب
أغمض عينيه يغالب النعاس
مكث يتلو تراتيله
يسترجع أحلامه القديمة
يلقي إلى الماء صورته ...
أو صورة حبيبته حوفاً عليها من الدوار
يستنطق البحر ...
مابال شمسك يا بحر مائلة
وماؤك ما به دوار

لا عطر بلا ورد ...
لا بحر بلا دوار

"البستاني"

سلم البوح وصاحبه..
مرور أول نلت منه نصيبا من جمال ما قرأت وتفكرت رغم وجع الوداع ذات قلة حيلة...
تقديري أخي البستاني...

سلم البوح وصاحبه..
تقديري أخي البستاني...

أسعدني حضورك البهي
عزيزتي بنت المها ... وللوجع لذته كما للفراق لذته حتى وإن كانت بمرارة الدمع
أهلاً بك صديقة عزيزة
مودتي

تستنطق حروفي الرحيل بصمت وتستنطقي الغربة بضجيجها الذي لا يتفتأ يستفزني بأسئلته المتناهية الصغر
وأعجز عن الإجابة .
ممتن لإطلالاتك المتناهية الجمال أستاذة شذى
مودتي

تقديري وامتناني لمرورك الأنيق سيدتي زهرة
مودتي