منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النقد (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   بيتٌ من فاتنة أبي فراس الحمداني ! (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=44082)

عبدالعزيز التويجري 02-09-2023 03:50 PM

بيتٌ من فاتنة أبي فراس الحمداني !
 


تكادُ تضيء النار بين جوانحي
إذا هي أذكتها الصبابةُ والفكرُ


هذا البيت من رائعة وفاتنة أبي فراس الحمداني ، وقد انتقده أحد الشعراء الشعبيين ، زاعمًا أنه لم يوفق في وصف شدة الحنين ! وفضَّل عليه بيت بخُّوت المريَّة التي -برأيه- أصابتِ الوصف :


كنِّ في قلبي سنا نار بدوٍ نازلين
طرَّفوها للهوا والهبوب تْلوفها


أهلًا بالعزيز ...
أولًا : أثنى النقاد على أبي فراس ، وأشادوا بموهبته الفذة ، وقصائده البديعة ، حتى قالوا : بُدئَ الشعرُ بملكٍ (امرؤ القيس) ، وخُـتمَ بملكٍ –أي من بيت مُلْكٍ- (أبو فراس الحمداني) ، (لا أزعمُ أن جميع قصائد ومقطوعات أبي فراس بلغت الغاية) !
ثانيًا : أشيدُ بروعة بيت الشاعرة بخوت المرية –رحمها الله- ، واتقاد ذهنها ، وسلاسة كلماتها ، وبراعة تصويرها ، وأراها –من وجهة نظري- ممن أبدعوا في الشعر النبطي ! ولكني أُفضِّلُ بيت أبي فراس ، وأراه أبلغ ، وأبرع – والفضل في المعنى للسابق لا اللاحق –إلا إن أتى بأبرع منه- !
ومن براعة أبي فراس أَنِ ابتدأ بيته بــ (تكاد) لأن النار مجازية لا حقيقية ! فكنى عن الحنين المرمض ، وشدة أواره بالنار –شدة حرها-، –والحنين لديمومته-، وجعل الصبابة والفكر ، شخصان ينفخان النار لتزيد اضطرامًا –ولعله هنا يقصد الهوى والهجر أو النوى- ، ولك تخيُّلُ هذه الصورة البديعة !
ولم يكتفِ بجعل الحنين بهذه البراعة ، بل جعله يفيضُ على الجسد حتى لم يُبْقِ منه سوى العظم والجلد ، وهذا ما دعاه إلى ذكر الجوانح -دون القلب (مصدر الحنين) -ووضوح النار لو كانت حقيقية !
يا أخي : إنه أبو فراس وكفى ! الشاعر الفذ ! العاشق الصادق الوفي ! الفارس المقدام !

خالد صالح الحربي 02-09-2023 04:09 PM

:
أهلاً عبدالعزيز ..
وعُذرًا تمّ نقل الموضوع من قسم النثر الأدبي لقسم النقد
لأنه الأنسب له .
وكي نتشارك مع الأصدقاء النقاش حوله وفيه .
🌹

خالد صالح الحربي 02-09-2023 04:22 PM

:
يقول أبو فراس :
تكادُ تضيء النار بين جوانحي
إذا هي أذكتها الصبابةُ والفكرُ.

و تقول بخوت :
كنِّ في قلبي سنا نار بدوٍ نازلين
طرَّفوها للهوا والهبوب تْلوفها!

وأقول:
" تكادُ " تُقابلها " كِنْ " .. في بيت بخوت .
أبو فراس يقول بأنّ النار كادت " تُضيء " ..
والضوء لا يعني الاحتراق طبعًا!
وأيضًا كادت لا تعني بأنّ الأمر حدث!

بينما بخوت تقول " كن في قلبي سنا نار بدوٍ نازلين "
" طرّفوها للهوا والهبوب تلوفها " ؛ وكل عاقل يعرف بأنّ
هذه الصورة للنار التي تتعرّض للهواء هي نارٌ عامرة وشديدة الحرارة .
..
ولذلك شخصيًّا فضّلت بيت بخوت على بيت أبي فراس .
لأنّها أوصلت المعنى والفكرة والشعور على أكمل وجه .
🌹


عبدالعزيز التويجري 02-09-2023 04:55 PM



أهلًا خالد : كلاهما لم يؤكدْ بأن النار حقيقية ، ولكن أبا فراس لم يُبْقِ فيه الحنين سوى الجلد والعظم ، وهذا أبرع في الوصف ، على خلاف بخُّوت !
والنار التي تذكيها الصبابة والفكر (كيف تكون) -الديمومة- ؟!

خالد صالح الحربي 02-09-2023 05:30 PM

:
جميل جدًّا ؛ رغم أنّي لا أدري من أين جئت بـ ..
بالجلد والعظم من خلال هذا البيت:
تكادُ تضيء النار بين جوانحي
.. إذا هي أذكتها الصبابةُ والفكرُ.

ونحنُ نتكلّم ونُقارن
بين بيتين يتكلمان عن الحنين واستدعاء " النّار " ! 🤔
ووصف كلا الشاعرين لها ..
.. أُريد أن أفهم لأتفق أو أختلف.
🌹

عبدالعزيز التويجري 02-09-2023 05:48 PM



أهلًا خالد : ربما أن أبا فراس يقصدُ (تضيءُ) بمعنى ، تظهر أو تتضح ! وذكر الجوانح (وهي ما يحيط بالقلب) ، وجعل النار تظهر بينها (وهذا ما جعلني أقول أن الحنين لم يبقِ فيه سوى العظم والجلد) !

خالد صالح الحربي 02-09-2023 06:05 PM

:
حاول أن تفهم ياعبدالعزيز حتى لا تُكثر الثرثرة ..
وتقول كلامًا / عائمًا لا معنى له، ولا علاقة لهُ فيما نتناقش حوله!

يقول أبو فراس :
تكادُ تضيء النار بين جوانحي
إذا هي أذكتها الصبابةُ والفكرُ.

وتقول بخوت:
كنِّ في قلبي سنا نار بدوٍ نازلين
طرَّفوها للهوا والهبوب تْلوفها!

:
ضع البيتين في ميزان اشتعال النّار وإضائتها..
وقارن بين نارين ؛ إحداهما تكاد تُضيء؛ لاحظ تكاد تُضيء !
والنّار الأُخرى نارٌ مشتعلة ومعرّضة للهواء .. ، بل " والهواء تلوفها "!
واحكُم أيُّهما أدق تعبيرًا وإصابةً للمعنى .
_ وهذا هو ما نتناقش حوله بكُل وضُوح .
🌹


عبدالعزيز التويجري 02-09-2023 06:14 PM

تأدبْ في حوارك يا خالد !

شكرًا لأنكَ أوضحتَ لي مقدار فهمك ، ومعرفتك !


الساعة الآن 01:45 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.