" مِنْ بُيُوت العَرّافاتْ " !
. . لا أعرف كيف يمكنني أن أكون امرأة حقيقية كباقي النساء . كيف يمكن أن أبدو , حتى لا أشعر أن أنوتثي تقدمت في العمر قبل الولادة .. وماتت في غير حضرتي .. ودفنوها بهدوء . على الأغلب .. تظن الأنثى بأنها أنثى إذا ماتجمّلت بالأصباغ والكعب العالي ووجدت مايجعلها تقف مطوّلاً أمام المرآة . وفي عُرفنا .. كانت الأصباغ والأحذية العالية عيب . وليس من جدار يخصني أو يكفي لمرآة . لايمكن أن أتحسس أنوثتي أو أرى نضجي .. كنت لا أراني , و كُنّا كثيرات .. في جيب غرفة واحدة . كانت أحلام أخواتي الصغيرات تلكزني .. فأجد أن أحلامي شاخت في منتصف الثلاثين . أحلام الصغيرات حلّقت وارتفعت .. وأحلامي قديمة لاتُباع ولاتُشترى .. ولايُفتح لها باب . لايمكن أن أطمئن على نفسي ولا على أنوثتي .. حينما أُنعت دائماً بالكبيرة . كان سيئاً أن أجدني مُستخدمة ومعروضة على العرّافات والكهنة .. وكل مايمليه عليّ تفكير أمي . سيئ .. أن أجدني في محضر لتلاوة القرآن بزعم رجل أخبرهم بأن بي مس من جان ! قطعنا شوارع مُخيفة لنصل إلى العرّافة التي أوعزت إلى أمي أن أتبوّل على فأس ساخن لينفك السحر وأتزوج ! أتخيّل .. أن أنوثتي تُروى في بيوت العرّافات .. وأن أحلامي تقترب من أسطح منازلهن . أتخيّل , أني أسمع صوت زفافي ,وأني أرى فستاني الضائع طوال أعوام . وأعود ورائحة ثيابي سيئة ! لم يتبق من أنوثتي شيء . أعلم أن غيابها سيطول مادمتُ امرأة لايتقدم لخطبتها أحد . يزداد الأمر سوءاً كلما تزوجت إحدى القريبات .. وكلما دُعينا لحفلة عرس . كنتُ مرغمة لأحضر . لعلّ إحداهن تُقرر شرائي . لكني أعود بوابل من الشتائم والإهانات لأني لا أجيد التمايل والرقص .. لأني قضيت السهرة على المقعد .. لأني لا أتحدث إلا في القليل .. لأني أشياء سيئة كثيرة . قليلة هي الفرص الآن . كنت أحلم برجل وسيم في مقتبل الثلاثين .. ثم صرت مقتنعة بصاحب الوجه المقبول الذي يُحاكي الأربعين . والآن لا أمانع من أن يكون لي نصف رجل في الخمسين .. احتفظ بنصفه الآخر لزوجته الأولى وأبناءه . أنوثتي لاتُزهر .. ولا تومض .. ولايبدو أنه سيسقيها أحد . اختار أبي أن أكون شيئاً كـ رُجل . وزغردتْ أمي حينما انفك السحر .. وخلا المساء إلا من جهنم . باقية أنا في العتمة .. باستثناء ليلة أو ليلتين ..!! تقرر أن يتزوجني أحدهم " مسياراً " . . . |
رهيد ،
لم أشهد تنامي ف الحدث لـ قصة ما كـ هذا هُنا . منذ أن كان الحلم غضاً إلى أن وصل إلى أخر عناقيد الجفاف . / ، كَم سنة ضوئية نحتاج إلى أن يَفهم المُجتمع تلك الأنثى التي تعرف أنوثتها قبل أن تعرفها أمام المرآه ، ولـ يكن هُنا الدليل الأكبر بأن مُجتمع أقرب لـ أن يَكون مُزيفاً من الداخل والخارج أيضاً كما أنا فكرة القصة رغم تواردها في أذهان الكاتبات خُصوصاً إلا أنكِ تمكنتي من صياغتها بـ حرفنة فائقه ، مباشرة ، بلا تكلف وهُنا تَكمن البراعة في صنع الحبكة ، رهيد ، لـ يبتهل أبعاد بـ مقدمكِ يا رائعه ، كُوني هُنا |
رهيــد ـــــــــــ * * * أُرحبُ بكِ في أبعَاد ، فأهْلاً وَ سهْلاً مُعشِبة . : الآنَ : يَستَطيعُ المَاء أنْ يُطيلَ الجُلوسَ عَلى مَقاعِدِ الغَيْم ، الآنَ : تَستَطيعُ الأرضَ أنْ تَنفِضَ عَنْ كَاهلهَا الجَدْبَ ، الآنَ : نسْتَطيعُ أنْ نُوَاجِه الآخِرة . : قَبْل عَشْرة أشْهُرٍ ، يَمّمْتُنِيْ شَطْرَ [ تَمِيْمَة ] عَلّقْتِهَا بِجيْدِ اللغَة ، لأكتُبَ : http://www10.0zz0.com/2009/05/05/14/268771507.jpg وَ هَا أنتِ تُهْيْدِنَنا مِن سِلالكِ : فَاكِهةَ الْحضوْر . : عَنِ التّابُوتِ مِنَ البُيوْت ، وَ العرّافاتِ مِن الأمّهَات ، يَتَمرّى الأمَلُ : ألَماً ، وَ تَسْقُطُ مِن [ الأجْنِحَة ] رِيْشَة عَلى هَيْأةِ [ ألِف ] ! : رهيــد شُكراً رَهيْدَة . |
* أعجَبَنِي أُسْلُوب القَصّ وَ تصَاعُد الأحداث .. كَثيراً . رغمَ أنّ كُلّ هذه المأسَاة بدأت بـ الظّنّ / منذُ الطّقّة الأولى للكَعَب إلاّ أنّها وَصَلت بِنَا ليَقِينٍ مَا ! فلتحجزي لكِ يا رهيد [ مِرآةٌ ] على جِدَار الذّاكِرَة . شُكراً كَـ أهلاً وَ أهلاَ كَـ شُكراً . |
مِنْ دَارِ الْفَنَاءِ هَشِمُ قَدَرْ وَ إلَىْ دَارِ الْبَقَاء تُولد المَحْبَرّة مِنْ أجْزَاءُ الحِكَايَّة وَ لَكِنَّ من فَمِّ القُدْرَة غَدًا يَومٌ جَدِيد أبْتَكرتِيْ نَصَاً أدَبِيَاً كَ يَدِيْكِ الْكَرِيْمَتِيْن ، [ رَهِيد] شُكْراً لكِ |
أجدت ِ الأدوات هنا بـ ِ رسم الألم الذي أوقظ الحرف من سباته الذي وصل بنا إلى تدفق الشعور ! رهيد ترويضك ِ للحرف هنا سـ َ يجعل من الأمل تقرأ لك كثيرا ً |
وكَأنّنا عَلَى الأرْضِ نَهمّ بِالصُعود ِ إلى السّمَاءِ وكَان كُل حَرف ٍ هُنَا دَرَجة مِنَ السّلّم بِاتْجَاه ِ السّماء!
مَابَيْن الْأمْنِيَات ِ وتَحْقِيْقهَا مَسَافَة ُ ُ لاتُذْكَر ُ وأنْت ِ مَن يَكتُب يَارهيْد شَكَرْت ُ الله-كَعَادتي-لأنّه أرَانِي هَذَا الجَمَال بِحَرْفُك ِ وحُضُورك أهْلا ً ك السّمَاء |
: لا أعلم لماذا تظل المرأة دوماً في عينِ المنطق والقانون والشرع .. معقدّة ! ، يَا رهيد ، الأحلام تتقازم كلما كبرنا فِيْ الظل .. حين نُكبّل بمعصم فِعل غيرنا ، وَ العادات القديمة المعصرنة بطريقة أخرى ! رهيد ، ونبض أول رائع ، شُكراً للكثير منا / منك هُنا ! |
الساعة الآن 02:45 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.