وجوه
ملامح في مقهى ..
لقد تذكرت مقولة ارسطو "إنّ أكثر أعمال الإنسان؛ محكومة بالعواطف، والشهوات، لذلك فإنّه يقع في الخطأ مهما علم العقل بضرره؛ فالإنسان يفكر جيّداً، ويرشده فكره إلى الصواب؛ لكن تتغلب عليه شهوته؛ فتغويه. انزل برغباتك إلى مستوى دخلك الحالي، وارتفع بها فقط عندما يسمح لك بذلك دخلك المرتفع"* فغالبا نتمنى ونلهث لنجد ما نتمناه بين أيدينا مهما* كلفنا الأمر بلا حدود لايقيده قانون أو جدران أو حتى أخلاق .. فالغاية هي أن تصل إلى قمة الرضا أو ما اسمية نشوة الإنتصار على الوقت وعلى الرغبات* في المقهى يتجول النادل في أن يوصل لكل الزبائن مشروباتهم الساخنة والباردة* و يلمح الوجوه التي ترتسم عليها ملامح الزمن فربما يقرأ رقص فنجان القهوة في يد شاب وكأنه يلح عليه بالحل من تهرب من عقوبة سجن لربما لعمل شنيع أقدم عليه وفي تلك الزاوية تجد ابتسامة فرح وقد تجزم من رسم ابتسامتها ورؤية صفوف أسنانها المجندة أن جميع مشاكلها قد حلت بمجرد أن رأت كلمات غزل التي أتت من رجل يراها بطاقة يستنزف منها حاجاته .. وهناك في الزاوية زوجان يخيم الصمت بينهما وكأن جبلاً يقف أمامهما يرتشفان القهوة مع هواتفهما وأنا كنت أضع يدي على خزينة المقهى وكنت أنظر إلى ضعفهم* لقد وجدت نفسي أمتلك هذا المقهى بكل الوجوه التي ترتادة كل مرة وكل مرة يسألون نفس السؤال صباح الخير* كيف الحال .. لله الحمد يا سيدي .. ما مشروبك .. ألسبيريسوا لو سمحتِ .. تفضل مقعدك* سوف أوافيك بالطلب ..* القهوة هي أن تشعر بها وأن تتنفس روحها وأن ترتشفها بأدب تام .. وهدوء* |
القهوة هي ملاذ من لا ملاذ له
تجسيد تلك الوجوه عصف بنا لأنها تتشابه معنا في المعاناة رائعة دوما مبدعتنا سارة مودتي والياسمين \..:icon20: |
لقد جلست على أفضل مقعد في المقهى ...
يسددون فواتير الوقت و القضبان التي تحاول ملامحهم الاختباء خلفها ... آخر ما يستهويهم ... فحوى ما يحتسونه ... قد يغادرون و ينسون الكثير منهم في قعر الفنجان أو أسفل الطبق أو على المقاعد ... كل ما على النادل أن يعقّم المكان جيداً من رائحة أحزانهم و أنفاس التيه المختلطة بدخان السجائر ... سارة عبدالمنعم ... تأمليّة عميقة ... |
اقتباس:
الله عليك أ. سارة عبدالمنعم |
قد يختلف مذاق القهوة حسب الحالة المزاجية التي يكونُ عليها الشخص ، قد تشتد مرارة وربما يذهب بكَ مذاقها لحقول البن الشهيرة فيبتسم تلقائيا ، هي الحياة ومتقلباتها الفجائية ومتاعبها وإشراقها وإنسان يشعر بأن المقعد وفنجانه المفضل يصب به كل متاعبه بعدة رشفات لا أكثر ، الكاتبة الفاضلة سارة عبد المنعم أخذتنا لمقهى يرمي به الزبون عن كاهله الكثير الكثير فقط برشفات قليلة يشعرها مريرة لذيذة وفيها بعض الشفاء لذاته الجريحة، سلمت يداكِ وباقة ورد لكِ ، |
ما عادت الجريدة لها مكان في المقهى الهواتف الذكية أخذت مكانها كله
يا أنت يا هذه القهوة مشروب العالم بأسره وقدح زناد الفكر جميل جدا. هذا الفكر يا سارة |
اقتباس:
وجاءت فكرة أن أقتحم خلوة عقل ضوء .. سلام لقلبك يا أُخية |
اقتباس:
|
الساعة الآن 03:58 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.