أحدهم يتحدث بفخامة ولباقة وبلاغة
عن الوطن والحب والحرية والعدالة الاجتماعية
وجانبه الأخر يتَّسم بالمركزية المفرطة
للتحكم بمشاعر الآخرين ولتأميم معابرهم المائية
ومحطَّات التحلية لأحلامهم وأفكارهم وكتاباتهم
حتى تصبح تحت إشرافه وإدارته وفي خدمته
إليك عني يا صاحب البلاغة
فأنا لا أؤمن بك وذاك لأني لا أؤمن بالاشتراكية

يقف الحالمون مذهولين
أمام علاقاتك المتشعبة
وأمام حسن الديباجة لمقدمات مقالاتك الصحفية
وأمام حواراتك ولقاءاتك المتلفزة
فأنت عندما تتحدث
تصاب الأرض بالقشعريرة
من أثر ضرب الأرجل وتصفيق الأيدي
فالكُلُّ يظنُّ بأن الحديث موجَّهٌ إليه
وبأنك ستضع الشمس بين يديه
وتحثي الآمال والأماني عليه حثيا
الكُلُّ لديه قابلية طويلة الأمد
للتخدير البلاغي
وللغسيل الدماغي

إليك عني يا صاحب البلاغة
فأنا لست أنيقًا في معرض ردي على أحاديثك المُتكيِّفة
لست طبلًا لكي تضبط إيقاعاتك
وتقوي عضلات يدك وتفرض هيبتك من خلالي

لست مستعدًا لتعزيز سُلطتك
لأجل الحصول على الفّتات
من موائدك المليئة بالمشهِّيات

فأنا مدرك تمامًا بأنك وبرغم ما أنت فيه
من تبختُر وتصدُّر وتبطُّر
ستعريك الأيام للمخدوعين وستسقط أقنعتك
وتنسف مخططاتك
وتجبرك على التنحي عن سدة القلم
بعد أن تتسبب بنكسات متتالية للصحافة والإعلام