منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النقد (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   حول المدرسة الرمزية في الشعر المعاصر (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=35020)

عبدالله باسودان 03-19-2015 08:49 PM

حول المدرسة الرمزية في الشعر المعاصر
 
[size="5"]حول المدرسة الرمزية في الشعر المعاصر

لقد كانت البلاد الشامية هي الحاضنة الأولى في الوطن العربي لهذا التيار ، ومنها انتقل إلى مصر ، ومنها إلى البلاد العربية. خلاصة هذه المدرسة أن الشاعر الرمزي يحاول أن يعبر عن أسرار الحياة النفسية السحيقة عن أعماقها اللاشعورية ، فإذا تمكن من إنتاج ذلك التعبير استطاع أن ينتج قصيدة رمزية حديثة ، يقول الرمزيون أن القصيدة الحديثة تتصادم فيها التجارب النفسية معبرة عن الرؤية التي تتغلغل في أعماق الشاعر ، لكن كيف يستطيع هذا الشاعر أن ينتج هذا التعبير عن تلك الأعماق النفسية واللاشعورية ، إنه إذا أراد ذلك فلا بد أن تكون له أولاً ( رؤية ) أو ( رؤيا ) وكأنه يرى أن الأولى تستمد نفسها من العقل والأخيرة من الباطن ، كما أن للفظة ( الرؤيا ) مفهومًا دينيًا وصوفيًا ومن ثم فإن لها دلالة ميتافيزيقية غيبية ، وأول من تبناها في مجال النقد هم جماعة ( شعر ) ، وتحت تأثير هذه الجماعة يقول الرمزيون في تفسيرهم لتلك الرؤيا : " الرؤيا هي بمثابة اكتشاف وخلق جديد للأشياء أو بتعبير أوضح كسر جدران سجون الوعي الذي يلفنا قاسيًا بمنطقيته المحدودة ، إذن فالشاعر كي يكون حديثًا ، أو رمزيًا بالتحديد ، يجب عليه أن يتخلص من محدودية التفكير المنطقي ويتحرر من سجن الوعي ويقفز من أعلى جدرانه حتى يتسنى له أن يقبض على اللحظة الحضارية النفسية فيما هي تبرق وتخطف قبل أن يدركها الإدراك ويعيها الوعي ويجزئها إلى معانٍ وأفكار."

إن الشاعر الر مزي في سباق لاهث مع ( خصمه اللدود ) الوعي والمنطق على الإشارات التي تنبعث من أعماقه النفسية ليصورها في إبداعه كما هي حالمة قبل أن يدركها الوعي ويحيلها إلى العقل فيضع لها تفسيرًا قد لا يكون صحيحًا أو دقيقًا، إنه يفضل أن يلوذ الشاعر بحالة اللاوعي تلك الحالة التي تكون موجودة في النفس وهي الأشد تأثيرًا على مصيرها ومواقفها وعواطفها من الأفكار والأحوال التي تطرأ على الوعي فيعيها ويتمثلها وينتبه لها ، وتلك النظرة إلى دور اللاوعي يبدو فيها الشعراء الرمزيون متأثرون بمقولات علماء التحليل النفسي وعلى رأسهم فرويد ، ومن ثم نراهم يقولون بوضوح بأن الشاعر الرمزي " يجب أن يكون ذلك المثقف الحالم على حد تعبير سيجموند فرويد "، إنها ثقافة غير عادية ، بل هي ثقافة ينبغي أن تتسم بالاتساع والعمق حتى تكون وسيلة مثلى للشاعر تمكنه من تشكيل تلك الرؤيا وإنضاجها وتعميقها وتكثيفها لتترك في نفس المتلقي شعورًا بعدم الاكتفاء ، كما تساعده على إنجاز عملية تعطيل الوعي ، وهذا التعطيل يعد في حد ذاته عملاً إراديًا يحتاج إلى كثير من الرياضة و الدربة والمكابدة .

ثم إن الشاعر الرمزي يفترض فيه أن يكون ذا نظرة متميزة لمجريات واقعه ، ولتحقيق ذلك عليه أن يصاب بصورة مستمرة بالاندهاش من كل ما يمكن أن يدخل في حدود إبصاره ، ذلك لأن ( الدهشة ) هي كما يراها الشعراء الرمزيون " أعظم فلذة في الشعر الحديث "، فالشاعر الحقيقي لا ينظر إلى الأشياء إلا بدهشة " ، ولا شك أن الدهشة لا تعتري الإنسان إلا إذا رأى ما لم يألفه ، وهذا الأمر يجعل الشاعر مطالبًا بأن ينظر حتى إلى الأشياء المألوفة كأنها غير مألوفة ، أو بعبارة أخرى أن ينظر هو إليها نظرًا غير مألوف ، أو ينظر إليها نظرًا حالمًا كما ينظر الوسنان إلى الأشياء أو الوقائع التي تتراءى له في أحلامه وتمتلئ بها نفسه ارتياحًا أو انقباضًا لكنه في كلا الحالتين لا يدري لها تأويلاً ولا يدرك لها تعبيرًا.


لنا عودة حول هذا البحث إن شاء الله.

عبدالناصر السديري 03-21-2015 01:20 PM

فعلا يا مبدع فـ الشعر الحديث قائم على الدهشة كمادة أولى للكاتب وهي ما تجبر الشاعر على رؤية الأشياء بطريقة مختلفة يخلق منها بُعد آخر لا يجده من يرى الأمور بمنطقية ضيقة لا تتعدى الخط الأول للمعنى دون الأبحار بعيدا في مضامين الكلمات والصور.. وهذا لا يقتصر على الشعر الفصيح بل يمتد الى جميع أصناف الادب المختلفة كـ الشعر الشعبي والرواية وغيرها
وشخصيا ارى أن عبء الشاعر الحديث كبيرا حيث يتوجب علية ان يقول في مساحات الكتابة ما لا يمكن لجامعين الكلام ومقلدين القوالب والمتشبثين يها قوله في قصيدتهم


دمت مختلف جدا يا صديقي
ومبدع في طرحك

عبدالله باسودان 03-21-2015 05:32 PM

شكراً أخينا الشاعر القدير عبدالناصر على مرورك على متصفحي.

قولك
دمت مختلف جدا يا صديقي

هذه مشكلتي فقد لاقيت منها ما كفى
دائماً أنا اختلف مع بعض زملائي الأدباء في كثير من المفاهيم الأدبية والفكرية.
مما تسبب في سجالات أدبية معهم خاصة المقلدين منهم.

شكراً كبيرة لك.

إيمان محمد ديب طهماز 03-22-2015 11:56 AM

أليس المقصود هنا
هذا النوع من الشعر الذي لانفهم مايرمي إليه صاحبه
ولا ماتعني قصيدته
ولا ماهو المراد منها ؟!
ياإلهي ..
أعطني أمثلة عن هذه المدرسة أخي عبد الله
وللحديث بقيّة
تقديري

عبدالله باسودان 03-22-2015 04:29 PM

إيمان الشاعرة والأديبة الراقية
اقتباس
أليس المقصود هنا
هذا النوع من الشعر الذي لانفهم مايرمي إليه صاحبه
ولا ماتعني قصيدته
ولا ماهو المراد منها ؟!
ياإلهي ..
أعطني أمثلة عن هذه المدرسة أخي عبد الله


عندنا شاعران مشهوران هما: أحمد شوقي، وخليل حاوي:
يقول شوقي عن الزمن :
دقات قلب المرء قائلة لهإن الحياة دقائق وثواني
هذا شيء منطقي وواقعي وهذا من إختصاص العقل وليس من إختصاص النفس
بينما خليل حاوي يقول:
وعرفتُ كيف تمط أرجلها الدقائق
كيف تجمد تستحيل إلى عصور.
أيهما بيت فيه رؤ يا شعرية من الآخر ؟
بيت شوقي محاط بالمنطق والعقل . وكما قلنا في دراسة سايقة الأدب له جناحان هما
جناح الشعر وجناح النثر. جناح النثر هو من إختصاص العقل، وجناح الشعر هو من إختصاص النفس لا فرق بين شعر شوقي والنثر
إلا الوزن، وهل هذا يعتبر شعراً ؟

وما قولك في قول جبران:
هل تحممـت بعطـر
وتنشـفـت بنـور
وشربت الفجر خمرا
في كؤوس من أثير
أليس هذا البيت فيه رؤيا شعرية والرؤيا الشعرية هي من إختصاص النفس وليست من إختصاص النثر.

وكلا شعر خليل حاوي وشعر جبران مفهوم لمن عنده دائقة شعرية.


الساعة الآن 03:21 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.