منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد المقال (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   {] الاستمتاع بالنوم [} (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=11836)

عبد الله العُتَيِّق 06-27-2008 04:25 PM

{] الاستمتاع بالنوم [}
 

22/6/1429
26/6/2008
{] الاستماع بالنوم [}
النومُ مِن المُتَعِ التي مُنِحَها الإنسان ، لِيَجِد فيه راحةً بعد جُهْدٍ ، و استعداداً لِجُهدٍ ، و ليس للنومِ قيمة ما لم يكُن مُمْتِعاً للنائمِ و مانحاً إيَّاهُ سَعادةَ الحالِ ، و إنَّ حقنا كبشرٍ أن نستمتعَ بكلِّ جزئياتِ حياتنا ، فلا نحرم أنفسنا شيئاً من مُتَعِها ، إلا ما كان من الممنوعاتِ فلا ممنوعَ إلا لسببٍ غالبٍ على نفعه .
كثيرٌ من الناسِ يَخْلُدُ إلى النوم ، و يَصْحو بَعْدَه ، و هوَ هوَ في حالته قبل النومِ ، معَ أنَّه رُبَّما أخذ وقتاً كافياً في نومه ، و قليلٌ مَن ينامُ القليلَ و يستيقظَ و قد اكتفى بقدرٍ من النوم يُعادل وقتاً طويلاً ، فلِمَ كان بينهما هذا الفرقُ الكبيرُ و النومُ ظاهرةٌ واحدة ؟
فهل الوقت كافٍ لتحصيل مُتعةِ النومِ ؟
و كيف يجد النائمُ مُتعةَ النوم ؟
السبيلُ إلى مُتعةِ النومِ يكون بالنوم السليم ، كأيِّ شيءٍ في الحياةِ لا سبيلَ إلى الاستمتاعِ به إلا بطريقِ سلامةِ مُوْصِلٍ إليه ، و سلامة النومِ لا تكون إلا بإتمام خمسة أنواعٍ يجد فيها النائم أجمل ساعاتِ نومه ، و أمتعَ نومةٍ تمرُّ عليه .
تذكَر : النوم كيف لا كمٌّ .
1) السلامة الروحية .
الروح هي التي تعملُ بالجسد ، و تدعمه بالطاقة و الحيوية ، و تُقيمه بالوظائف ، و عملها دائم دؤوب ، فتجد من التعبِ و الإرهاقِ ما يضطرها إلى الخلود إلى الراحة ، و نومُ الروح و راحتها هو الأساسُ .
و السلامةُ الروحية تعني الهدوءَ و الطمأنينة الروحيَّيْن ، و تتحقَّقُ السلامة الروحية في تلك الآداب الروحانية النورانية التي يُؤْتى بها عند النوم ، ففي الأديان حِرْصٌ على سلامة الجانب الروحي عند النوم ، و ذلك في توجهاتٍ دينية ، و في طقوسٍ تقليدية ، تبعثُ برسالةٍ إلى الروحِ أن تهدَأَ في نومها ، و أن تسلَم في هدوءها .
هذه الآدابُ الروحانية تحملُ تعويذةً من شرٍّ شيطاني ، و حِصْناً من شَرٍّ مُتَوَقَّعٍ ، في توجُّهٍ إلى الله تعالى أن يَصون و يحفَظَ ، قد تكونُ بمنقولٍ دينيٍ ، و قد تكونُ بشيءٍ نفسيٍ في كلماتٍ تَفِيْ بالغرَضِ .
رُبَّما كانتْ أقوالاً يَتفَوَّهُ بها الإنسانُ عند نومه ، و تكون آخرَ كلامٍ يقوله ، أو يُسَمَّع إيَّاه ، و قد تكون أفعالاً يأتي بها ، و لا تحملُ الآدابُ الروحانيةُ إلا معانيَ إيجابية تبعثُ انشراحاً للروح .
عندما يأتي النائمُ بآداب السلامة الروحية يجد راحةً داخليةً تنقلُه هذه الراحةُ إلى :
2) السلامة النفسية .
يُواجه الإنسان في يومه أنواعاً من المتاعبِ ، و التي ليست على حالةٍ واحدةٍ في أثرها على نفسيته ، و يقينا سيكون تجاوبُه معها مختلفاً ، و عائداً هذا التجاوبُ بالأثرِ على نفسيته باستقراره و توتره .
جميلٌ عند النوم أن يكون الإنسان سليمَ النفسيةِ من البقايا السلبية التي كانت بسبب متاعبِ يومه ، لِيَضَعَ كلَّ البقايا تلك في صندوقٍ خارجَ غُرْفَة نومه ، و إن أزالها من وجودهِ إزالة تامةً لكان أفضلَ له ، ليهنأَ بنومٍ سعيدٍ ممتعٍ .
إراحة النفس و طمأنتها قبل النوم يمنحها تلك السلامة النفسية ، و ما أجمل اللحظات اللواتي قبل النوم حين تكون في شيءٍ من جوالبِ الهدوء ، أو نظراتِ التأمُّلِ ، أو محادثة الذاتِ بلغةٍ مليئة بالشوقِ للسموِّ و الغايات الحميدة .
لِيَكُن النومُ سليماً من بقايا الأمسِ السلبية ، و لْيَكن زمناً سِحرياً مليئاً بأسرار السعادة ، لِيَبْتَهِجَ لنا يومٌ جديدٌ سعيدٌ ، فلا سعادةَ في اليومِ إلا بسعادة النومِ الفارقِ بينه و بين الأمسِ .
إنَّك حين تجعل نفسيتَك سليمةً من السلبياتِ المُزعجةِ تَنْعَمُ بلَذَةٍ نوميةٍ راقية ، حينها تَظفَرُ بـ :
3) السلامة الوقتية .
إنَّ نعيم السعادة النفسية الذي يَغْمُرُ رُوح النائم و نفسَه يجعله يقوم بمبدأ السلامةِ التي وجدَ نعيمها في الوقتِ الذي تتمُّ فيه عملية النوم ، لأن الوقت له دورٌ كبيرٌ في تحقيق متعة النوم ، و اختيار الوقت المناسب السليم للنوم جدواه عظيمة الأثرِ .
كثيراً ما يفقد الناسُ مُتعة النوم بسبب الوقت ، فالوقتُ المُتأخرُ جداً و الذي بعده يَقظةٌ مُبكرة لا يجعل في النوم أيَّ مُتعةٍ ، بل يجعل النومَ تَوتُّراً و اضطراباً و قلقاً ، لأنَّ النفسية لن تكون مستقرةً و هادئة فيستجلب سلبيات كثيرة .
بعض الأوقاتِ لا تتناسبُ و نومَ الإنسان ، فبعض النفوسِ نمطها ليليٌّ و أُخرى نمطها نهاريٌّ ، فنوم الليليةِ في وقت النهارِ قلقٌ و تغييبٌ لمتعة النوم ، و وكذلك نوم النهاريةِ في الليلِ ، و عدم الاستقرارِ على وقتٍ للنومِ كذلك مُذهِبٌ لمتعة النومِ .
فالوقت السليم للنومِ يُفضي بالمُتعة الراقية للنائم ، حيث الاستقرار النفسي ، و في سلامةِ الوقتِ يَكسبُ النائمُ حالة السعادةِ التامةِ في نومه حيثُ يحصُلُ على :
4) السلامة الجسدية .
هيئة الجسد عند النومِ ، و حالته بصورة عامةٍ ، لها أثر كبيرٌ في تحقيق مُتعة النوم .
نوم النائم على ظهره أو بطنه لن تجعلاه مُرتاحاً ، و نومه على أحد الجنبين أفضل ، و الجنب الأيمن أفضل من الأيسر ، لأن الأيسر فيه استغراقٌ سلبيٌ في النوم و تأثيرٌ على القلبِ .
و نوم الشِّبَعِ و الرِّيِّ يُؤثرُ على استقرار و هدوء الأجهزة الداخلية ، فتكون في نومِ الإنسان عاملةً على هضم ما فيها ، إلا من الفواكهِ فليس منها تعبٌ لسهولتها .
الاستحمامُ قبل النومِ يُعطي الجسم نشاطاً رائعاً ، و قد يكون أجمل بكثير من أي مُتعةٍ ، و إذا كان معه تعطُّرٌ و تطيُّبٌ فقد اكتملت السلامة الجسدية ، فيكون النوم جداً هانئاً ممتعاً مُسْعَدَاً به النائم .
5) السلامة الهَيْئَويَّة .
هيئة النائمِ لها أثرُها في مُتعةِ النوم ، حيثُ عائدتُها على النفسيةِ و الجسدِ ، و تأثُّرُ الروحِ بذلك ، و من أجل هذا كانتْ محلَّ نظرِ النوَّامِ عند نومهم .
اللباسٌ النَّومي يختلفُ عن اللباسِ اليَقْظَوي ، فغالباً ما يكون لباسُ النومِ موحياً بالهدوءِ ، و ممتازاً بالخِفَّةِ ، و ألوانُه كذلك تتميَّزُ باللونِ الهدوئي ، فليستْ ألواناً صارخةً مُزعجة ، و ليستْ ألبسَةً مُثْقِلَةً .
مكانُ النومِ فراشاً أو غُرْفَةً يُراعى فيه ما يُراعى في اللباسِ ، فَخِفَّةُ المكانِ من أثاثٍ و موجوداتٍ ، و لونه الهاديءِ المُريحِ للعينِ ، و مِن ثَمَّ المريح للنفس ، فلو كانتْ الغُرْفَةُ مُزدحِمَةً بأثاثٍ فإنَّه سيجعلُها ضيَّقَةً ، و ضيْقُ المكانِ ضِيْقٌ في النفسِ ، و لو كانت ألونها مُزعجةً لكانتْ العين مُضطربةً مُشتَّتَةً ، و عينُ الظاهرِ دليلُ عين الباطن .

تلك خمسة أنواعٍ من السلامة التي تتمُّ بها حقيقة الاستمتاع بالنوم ، فلنُحَصِّلْها و لْنُحافظ عليها ، فما أحوجنا لساعاتِ من النوم الممتع كما هي الحاجةُ إلى يقظةٍ ممتعة ، و لن نجد الاستمتاع بساعات اليَقَظةِ إلا إذا استمتعنا بساعاتِ النوم ، كما أننا لن نكون إيجابيِّيْن و منتجين في صَحَوَاتِنا إلا بإيجابيةِ غَفَواتنا .
لا ننسَ ابتسامةَ النوم ، و استرخاءَ النوم ، فأمامنا صباحٌ مُشرِقٌ فلنكنْ مُشْرِقينَ ليُشْرِقَ بإشراقةِ نفوسنا ، و نوماً سعيداً هنيئاً ، و إلى صباحٍ خيرُه أنتَ .
عبد الله بن سليمان العُتَيِّق

سعـد الوهابي 06-27-2008 04:53 PM

.
.
.
النوم . . نعمة من نعم الخالق سبحانه وتعالى

هدوء للنفس وسكينة الروح وراحة الجسد . .

كل مايحتاجه الشخص لـ يصبح نومه ذو جدوى وفائدة قرأته أعلاه

بـ إسلوب شامل وفكر عالي جداً . .

ومتى مافقد النوم إحدى تلك المقومات أصبح بلا جدوى أو بسلبيات أخرى . .


سيدي القدير

" عبدالله العتيق "

طرح جداً رائع ومتقن ومتكامل

لله درك وسلم فكرك

ودام ضياؤك


احتراماتي


سعـد

ديم بنت فيصل 06-28-2008 01:22 AM




يانوم سير علي وأمنحني بعض من راااااحتك شوي



.

.


أخي \ عبدالله


مقالك جدا رائع


وجاء على الجرح والله


النوم بنظري هي راحة الانسان التامه


فإن فقده ... أصبح كل الكون باهت


لاطعم للاشياء ولا للحياة بأسرها



.


.



الحمدلله الذي وهبنا هذه النعمه


اللهم أبعد عنا الارق والقلق


<<<< تشتكي من الارق



.


.



شكرا لعطائك



و



لقلبكـ http://www.up7s.com/uploads/images/up7s-65fe267f04.gif



كن بخير



عبد الله العُتَيِّق 06-29-2008 08:11 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعـد الوهابي (المشاركة 300881)
.
.
.
النوم . . نعمة من نعم الخالق سبحانه وتعالى

هدوء للنفس وسكينة الروح وراحة الجسد . .

كل مايحتاجه الشخص لـ يصبح نومه ذو جدوى وفائدة قرأته أعلاه

بـ إسلوب شامل وفكر عالي جداً . .

ومتى مافقد النوم إحدى تلك المقومات أصبح بلا جدوى أو بسلبيات أخرى . .


سيدي القدير

" عبدالله العتيق "

طرح جداً رائع ومتقن ومتكامل

لله درك وسلم فكرك


ودام ضياؤك


احتراماتي


سعـد

الراقي : سعد الوهابي .
لا أجد إلا سعادة تمنح يومي بهجتها بإطلالتك ..
و ما أحوجنا لتلك في اليَقَظَاتِ كما في النَّوْماتِ ..
بتحية مليئة بالتقديرِ أقف هنا لأرسلها لك ..
عبد الله

عبد الله العُتَيِّق 06-29-2008 08:14 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ديم بنت فيصل (المشاركة 301074)



يانوم سير علي وأمنحني بعض من راااااحتك شوي



.

.


أخي \ عبدالله


مقالك جدا رائع


وجاء على الجرح والله


النوم بنظري هي راحة الانسان التامه


فإن فقده ... أصبح كل الكون باهت


لاطعم للاشياء ولا للحياة بأسرها



.


.



الحمدلله الذي وهبنا هذه النعمه


اللهم أبعد عنا الارق والقلق


<<<< تشتكي من الارق



.


.



شكرا لعطائك



و



لقلبكـ http://www.up7s.com/uploads/images/up7s-65fe267f04.gif



كن بخير



الراقية : ديم بنت فيصل .
مرورك دِيْم سماءٍ أمطرتْ سيلَ تشريفٍ لحرفي ..
فلك تحايا عَطِراتٍ ..
مَن مدحَ النومَ و لذتَه ليس للأرقِ إليه سبيلاً :)
متَّع الله أيامك بنومِ العافية و يَقَظةٍ وافية و صحة كافية ..
عبد الله

حمد الرحيمي 07-03-2008 12:50 PM




عبد الله العتيق ...



أهلاً بك أستاذي الكريم ...



تسلسلٌ جميلٌ لأفكارٍ أجمل ... وقراءةٌ واعية لنومٌ لذيذ ..


لكنها متعٌ متناسلة من بعضها ... فماذا لو اختل أحد أجزائها ... هل سيحرم الإنسان متعة النوم و لذته ؟



ربما نسيتَ أمر النوم بعد التعب و الإرهاق و لذته :)





عبد الله العتيق ..


ممتعٌ طرحك كعادتك و مُشغلٌ / مُشعلٌ للفكر كعادته ...




مودتي ..

السندريلا 07-04-2008 04:10 AM


http://www.l44l.com/up/uploads/7c9a76c290.gif

طَرْحٌ رَائِعٌ مُتَرَابِطَةٌ افْكَارهُ كَـ سِلْسَلةٍ مُتَوَاصِلَة
تَحَدَّثَ عَنْ لِذَةٍ لِلأسَفِ انَا عَلَى رَأسِ منْ يَفْتَقدهَا ! ..
وَ 00 لا أظَنُ هُنَاكَ اكْثَر مِنيْ يُرَدِدُ ( نِسِيتْ الْنَوم وَ احْلامهُ .. نسِيِتْ ليَاليِه وَ أيَامه )
انْعَمَ الْمَولَى عَليْنَا بِـ صِحَتهِ .. [ وَ ] أعَادَ مَا سُلِبَ مِنَّا ..

♦.
♦.


جُلَّ تَقْدِيِرِيْ لِـ قَلمكَ / فِكركَ [ .. http://www.l44l.com/up/uploads/a2a3a203d1.gif .. ]


فاطمه الغامدي 07-12-2008 04:04 AM

موضوع جميل وطرح واع ومرتب وهادف
شكرا على وعيك


الساعة الآن 10:15 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.